1

14.4K 146 6
                                    

بداية ً .. _لقد خلق الله سبحانه و تعالي للإنسان .. ٱذنان ، عينان ، قدمان و يدان .. الگل مزدوج .. و لگن القلب .. واحد ...
_ٱلم يخطر ببالگم يوماً ما و تسألتم لِما خلق الله سبحانه و تعالي القلب واحد .. فرد لا زوج له ؟!..
_قال لي العجوز يوماً ما .. ٱن الله سبحانه و تعالي خلق القلب واحد لا زوج له حتي يبحث عن شريگه و يگتمل ..
_فما الحب إلا قلوب تبقي طوال حياتها تبحث و تدور و تتجول ف الطرقات .. باعثه ف المارة .. حتى تصل إلي ذاك القلب .. نصفه الآخر .. زوجه .. حينها فقط يكتمل الإنسان ..
_فهنيٱ لذاك القلب الذى وجد نصفه الآخر و وجد له مستقراً ...
_لٱنه لا معنى للنضال ف الحياة بمفردگ .. يلزم الإنسان شريگ حياة .. يضرب له السعادات فتتضاعف .. و يقسم معه الٱحزان فتزول ...................................
_ٱما الٱن ف ها هم ثلاث قلوب ٱجتمعا سوياً حول طاولة العشق .. لنرى من منهم يستحق تذوق ذاگ الطعم المحرم ع غير مالگه ؟!...
_سٱترگ لگم الحگم .....
-------------------------------------------------
تبدأ الروايه مع تلك المرآة العذراء .. ناصعة البياض .. ممشوقة القوام .. واسعة العينين و إن آرادنا الكلام عن العين و جمالهما سبحان الخالق ما أروعهم !!.. و هنحكى ٱيه ما العين بتوصف نفسها .. أما عن الشعر الأسود القصير التى لم يتعدى عنقها الطويل .. ما أغمقه هو !! يشبه ظلام الليل .. فهنيٱ لخصلاته التى لا تفارق كتفيها .. و الشفتان فهنيٱ لأحمر شفاة يسكنهما
فهى تلك التى يحق عليها كلام " القيصر " حين قال : تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان .. تلك الشفتاها أشهى من زهر الرمان ..
حقٱ أنها هى بطلتنا بنت السلطان ..
كانت تجلس على مكتبها الخاص .. ممسكه بقلمها تدون مذكراتها و تكتب :
" بعض الأماكن لم تكن دون أن يخطى بها المرء .. لكن هناك بعض الأماكن تكون هى نقطة البداية لدى المرء .. و من سوء حظى أنا ٱننى كنت من أولئك اللذين تبدأ حياتهم بمكانٱ ما .. فأنا حقا لم أحيا قبل ذلك اليوم الذى نطق فيه الصخر و قال لى .. كنت أعلم أنه مجبر عليها و لا يريدها .. فأنا متيقنه أنه كان يعشقها و مازال .. لكن سماع تلك الكلمه من فم معشوقى تحيينى حياة على حياتى .. و إن لم تكن صادقة .. فأنا مذنبة و هو مذنب .. و أنا سامحت قلبى على عشقه له .. و لم يكن ذنبه بهين حتى أغفره له و لكن .. و لكن لم يحتمل قلبى رؤية دموعه تلك .. لم أحتمل رؤية الضعف و نظرة الانكسار و التوسل بعينيه ...
و عذرته لما تساقط دمعه .. و نسيت أيامٱ بها أبكانى .. و أخذته ف الحضن أهمس راجيٱ .. جمرات دمعك أيقظت نيرانى .. أتريد قتلى مرتين ألا كفى .. فأمنع دموعك و أحترم أحزانى .. لا صبر لى و أنا أراك محطمٱ .. يا من يجرح دمعه أجفانى ..
إمضاء ... آسيا ..
ثم رجعت للخلف و أسندت ظهرها على كرسيها و شردت بصورته ... لتتذكر تلك المدينة التى بدأت حياتها بها

بإحدى حدائق انجلترا .. تقف بطلتنا مدمعة العينين .. و يقف أمامها شاب بأواخر العشرينات و أقل ما يمكن ان يقال عنه أنه .. بملامح وجه ترى الرجوله و الوقار .. لكن لم تخلو من الضعف و الحزن أيضا ..
كانت عيناه البنيتان يملأهما الدموع .. كان ذو شعر أسود حريرى طويل نوعا ما يربطه للخلف و جسد رياضى و عضلات جذابه ...
لكن كيف ؟!فهو كالأسد .. هل يحق للأسد أن يبكى امام فريسته ؟!
ترى ماذا فعلت بالأسد أيتها الفريسه كى يبكى أمامك ؟!!
أغمض عينيه كى لا تفيض بالدموع فأمطرت و نظر اليها : أنا بحبك يا آسيا
آسيا بدموع : أنا مش هقبل تحبنى شفقه يا آدم
آدم بتوسل : بعد اللى حصل ما عادش ينفع نختار
آسيا أبتسمت أبتسامه سخرية : لا ما تخافش عليا .. محدش هيعرف اللى حصل أنا كده او كده مش هتجوز و بالتالى محدش هيكتشف حاجه ... يعنى أطمن و أرجعلها يا آدم
آدم بحده : أرجع لمين ؟ أنت ٱتجننتى ؟!
آسيا بهدوء : أرجع لوعد أصل سواء هى أو غيرها أنت ما تنفع ليش و لا أنا أنفعلك ... و صدقنى هنفضل أصحاب و أخوات بس أنا أسفه لازم أمشى..
آدم بحزن : يعنى أول مرة تعتذرى منى تكونى بتعتذريلى عشان هتسبينى يا آسيا
محت آسيا دموعها و همت للرحيل : ما تحاولش يا آدم عمرى ما هفضل .. أشوف وشك ع خير ..
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
_دعونا نترك هذا الجانب الحزين لآخر الروايه .. لنرى كيف ترعرعت قصة العشق البائسة تلك ؟.. من آسيا ؟.. و من آدم ؟ ..و من أين ؟.. و كيف تعرفا ؟..ترى من هى تلك المدعوة ؟......
نعود للوراء قليلا ... فى عام 2013 فى مصر بمدينة السادس من أكتوبر.. تحديدٱ بفيلا ....
فى إحدى الغرف تجلس تلك الفاتنه التى تخفى جمال عيونها خلف نظارتها.. تلك قصيرة الشعر .. المدعوة آسيا
تلك اليتيمه التى حكم عليها القدر أن تعيش بعيدٱ عن أخاها بعد وفاة والديها بحادث سير و ارسلها أخاها الأكبر لتعيش بمصر بمنزل عمتها .. لتبدأ الحكاية ..
تجلس آسيا و بيدها قلمها و تستحضر صورته بخيالها و تدون : هاهى ليلة آخرى تمر دون أن أجهر بحبى لك .. أشتقت إليك كثيرٱ ... و اليوم شوقى أزداد .. فاليوم موعد اللقاء .. أيا غائبا عن العين أقسم .. !! أقسم انك لم تغيب عن الفكر و القلب لحظه ... و هاهى مرة آخرى أكتبها على أوراقى فقط .. أحبك يا آدم ...
_هاهنا أقفلت آسيا دفترها و وضعته فى مكتبها و أحكمت أغلاق أدراجه عليه حين سمعت دقات الباب .. تعلن عن وصول أحداهما ...
آسيا : أتفضل
_أنفتح الباب لتدخل تلك الجميلة ذات العيون الزرقاء النقية .. صاحبة الشعر الأشقر الطويل و الوجه الأبيض المنمش .. و ما النمش إلا رمال جنه تطايرت فسقط بعضها على الأرض و لم يجد مستقرٱ فلجأ إلى وجوه الجميلات .. ممشوقة القوام .. أجل أنها الاخت الكبرى لآدم .. نور .. و هى حقا .. التى تعد بالنسبه لطول آسيا الذى لم يتعدى ال 160 سم .. فهى طويلة
نور بأبتسامه مشرقه : صباح الخير يا أوزعتى
آسيا بأبتسامه : صباح النور يا ست الطويلة .. خير على الصبح أيه الشياكه دى كلها ؟!
نور بدهشه : معقول نسيتى ؟!
آسيا بأستغراب : نسيت أيه ؟!
نور : النهارده أول يوم ليا فى الجامعه
آسيا بطفولة : ممم يا بختك أتخرجتى و كمان أشتغلتى دكتورة فى الجامعه مش أنا لسه فى 3 ثانوى .. بس أنسى ده كله أنا هطيييير من الفرح
نور بفرحه : أوزعتى كنت عارفه أنك هتفرحيلى
آسيا مستنكرة : لا انا مش ع كده .. أنا فرحانه عشان آدم جاى النهارده ياااس
_لم يكتمل حديثهم .. لتكلل فرحة آسيا بسماع صوت السيارات .. تعلن عن وصول المدعو
آسيا بفرحه عارمه : آدم !!
و من ثم ركضت سريعا إلى حديقة الفيلا و قلبها سبقها إلى هناك ...
نور ضحكت و قالت لنفسها : لأمتى هتفضلى تحبيه بينك و بين نفسك يا آسيا ؟ .. ألهى تحس ع دمك و تشوف الحب اللى فى عينيها قبل قلبها ليك يا آدم يا أبن أمى و أبويا يااااااارب ... و من ثم ركضت خلفها ....
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
_من جهة آخرى ... ننتقل إلى حيث فيلا ثانى أكبر رجال الأعمال ... فالبطبع الأول هو " آدم عبد الرحمن سيف الدين " الآن نحن أمام المنافس الأقوى لشركات سيف الدين ... فيلا
بداخل الفيلا نجده يجلس ع طاولة الطعام و بصحبته صديقته و سكرتيرته الخاصه .. و التى قبلت أن تبيع نفسها له دون أى رابط بينهم .. فقط من اجل المال و النفوذ الذى يتحكم بها ... "دارين الحسينى " .. و التى تعد من إحدى معجبات آدم سيف الدين
جاسر بغيظ : عرفتى إن حبيب القلب رجع النهارده من انجلترا ؟!
دارين و قد فهمت مقصده : عرفت
جاسر بأستغراب : غريب ! و ساكته كده ؟!
دارين : عاوزنى أعمل ايه ؟ أقوم أتحزم و أرقص مثلا ..
جاسر ضحك : لا بس أقل حاجه نرحب بيه
دارين بقلق : أنت ناوى ع أيه يا جاسر ؟!
جاسر بخبث : أبدٱ و لا حاجه .. حفلة أستقبال بسيطه مش أكتر
و من ثم قام من مقعده و أمسك بكفى دارين و قبلهما
جاسر : ابدأى جهزى لحفله ع زوقك تليق بالبشمهندس آدم و عيلته الكريمه ههههه بس بسرعه هااا ... بااى يا بيبى
دارين بخوف : بااى
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
_نعود مرة آخرى .. إلى حيث فيلا
لنجد عائلة سيف الدين فى أستقبال المدعو .. آدم ..
لينزل هو من سيارته الفخمه و هو يرتدى قميص طوبى و بنطلون جينز أسود و هو بقمة أناقته و يخفى سحر عيناه البنيتان خلف نظارته الشمسيه .. يهبط من سيارته ليرتمى بين أحضان تلك المرآة الأنيقه و التى لم تتعدى الاربعون من عمرها ....
آدم : وحشتينى أووى يا ضحى ... و قبل يديها
والدة آدم و التى تدعو " ضحى " : أنت أكتر يا رووح ضحى .. عامل أيه يا حبيبى ؟!
آدم : أنا بخير الحمد لله .. انتوا اخباركم ايه ؟!
ضحى : كلنا بخير الحمد لله .. و أمير أبن خالك أخباره ايه ؟! و ليه ما جاش معاك ؟!
آدم : هو بخير الحمد لله بس للأسف معرفش ياخد أجازة من الشغل
_لم يكملوا حديثهم حتى آتاهم صوت و هى تنادى " آدم "
آدم بأبتسامه : آسيا !!
_و قدمت آسيا مهلله مسرعه و أستقبلها هو مفتح الذراعين .. لترتمى هى بين أحضانه .. كالطفله بين أحضان أبيها .. و هى متشبسه برقبته و هو يحاوط خصرها بحنان و يرفعها عن الارض و يدور بها و هى تضحك بقووة .. حتى أنزلها فنظرت بعينيه
آسيا برقه : وحشتنى اووى يا دومى
آدم ضحك : أنت اكتتتر يا وريثة فيثاغورث
آسيا ابتعدت عنه و ضربته ع صدره برقة و قالت له بغضب : قلت مليوون مرة ما تقوليش كده .. مااشى ؟!
آدم : انا بقول الحق و الحق ما يزعلش ..
ثم التفت لوالدته : مش كده و لا ايه يا ضحى ؟!
ضحى ضحكت : نفسى مرة تقولى يا ماما
_قاطعهم صوت " نور "
نور بفرحه : آدم !!
و ارتمت بين احضانه و قبل هو راسها بحنان ..
آدم : وحشتينى يا عيون آدم .. عامله ايه ؟!
نور : كويسه الحمد لله ..
آسيا بحزن : هو آمير ما جاش معاك و لا ايه ؟!
_انتبهوا لها ليروا الدموع بعيونها .. فابتسم هو و اقترب منها و امسك بوجهها بين كفيه و مسح دموعها بحنان و قبل راسها و من ثم رفع وجهها
آدم بحنان : هو ماعرفشى يجى عشان عنده ضغط شغل و حلفنى إنى ما أخلكيش تعيطى .. بعدين انا جيت و لا انا ما أنفعش اكون مكان سي آمير يعنى ؟!
آسيا أبتسمت : لا تنفع بس اصل هو وحشنى
ضحى حضنتها و طبطبت عليها : بعد إمتحاناتك كلنا هنروح نقضى الاجازة معاه
آسيا احتضنتها و قبلت خديها : ربنا يخليكى ليا يا عمتو
نور بمازح : قشطا يعنى الاجازة السنه دى فى انجلترا ع حس ست آسيا ..
آدم : قصدك وريثه فيثاغورث هههههه
آسيا بغضب : بس بقا الله

قدري انت ام قدرهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن