البشر عمومًا مُخيفين ...
لكن حتي البشر المُخيفين أنواع أو نوعين لو عاوزين الدقة ...
النوع الأول هوّ النوع اللي إنت بتقابله كتير ، شخص بيبقي غريب الأطوار و غريب التصرفات ، غالبًا بيكون هادئ تمامًا و منطوي ، بيحب يقعد لوحده و مبيحتكش بالناس كتير ، مبيحبش التجمعات أو بمعني أصح مبيحبش الناس لأنه بيخاف منهم
عارف إنت النوع اللي بتمسكه فجأة و هوّ بيبُصلك و إنت مش واخد بالك ، اللي هوّ بصته بتخليك قلقان و مش متطمن ، النوع اللي مش بيفهم معني الحدود الشخصية للناس اللي مش لازم يتعداها ، أو فاهمها بس مش عاوز يحترمها ، غالبًا بيكون ذكي أو مُعتقد إنه أذكي من كُل الناس اللي موجودين حواليه ، بيعتبر الصداقة و المشاعر العاطفية نقط ضعف
أكيد قابلت حد من العينة دي في حياتك ، علي الأقل مرة ، الولد اللي كان معاكم في المدرسة شاطر و ذكي بس مبيكلمش حد و قاعد لوحده طول الوقت
أو قابلت المراهق المهووس بالكُتب و القراءة و مجلات الكوميك و مش بيعرف يتكلم غير عن الحاجات دي
أو زميلك في الشُغل اللي علي طول باصص للرُكن و سرحان و لو حَد كلمه بيرد عليه بعدم تركيز و هوّ مركز مع حاجة إنت مش شايفها
أو سمعت حكايات عن حد عاوز يصاحب حد بالعافية و بيفرض نفسه عليه لحَد ما الطرف التاني بيخاف منه
.
النوع التاني من الناس المُخيفين صعب جدًا تقدر تلاحظه أو تعرفه ....
خبيث و لئيم ، بيقدر يختفي وسط الناس و يتصرف بطريقة طبيعية جدًا ، إبتسامته اللطيفة و لطفه المُبالغ فيه هيّ أهم علاماته ، شخص طيب و مُحترم و مش مؤذي ظاهريًا
غالبًا بيكون شخص إجتماعي و له أصدقاء كتير ، و عادةً مش بيكون هوّ قائد المجموعة ، بيختار يلعب دور التابع الضعيف ، صعب جدًا تقدر تلاحظه أو تلاحظ علامات الشر عليه
الشخص اللي دايمًا في النهاية هتقف بذهول تسأل : " فُلان ، اللي كان معانا في الشُغل هوّ اللي عَمَل كده ؟ ، بس دا ميبانش عليه خالص !! "
.
هديك مثال عشان تفهمني أكتر ...
تخيّل معايا إنك موظف في مكتب ضخم ، الموظفين قرروا يعملوا حفلة يوم الجُمعة بعد إنتهاء مواعيد العمل ، إنت طبعًا موجود في الحفلة ، واقف مع مديرك بتضحك ، فجأة بتاخد بالك من شخص واقف في الرُكن بيبُص لك بصات مش مريحة ، موظف معاكم بس إنطوائي و غريب الأطوار ، علاقتك بمديرك حلوة فبتحكيله عن الموظف اللي قالقك و بصاته مخوفاك ، بس مبتاخدش بالك من حاجة مُهمة ، مديرك بيحطلك حاجة في المشروب بتاعك و إنت مش مركز معاه ، بتبص للمُدير بتاعك و بتسأله لو آخد باله من نظرات الشخص المُريب ده ، أنا طبعًا كأي مدير بيحترم اللي شغالينمعاه بتظاهر بالقلق و بقولك إني شايفه
بعد ما بتشرب شوية بتحس بدوار و دوخة ، بتشعر إنك محتاج تروّح بيتك عشان ترتاح ، بس مبتاخدش بالك إني تظاهرت بالمرض قبلك بشوية و مشيت من الحفلة بدري ، و زي ما بخطط بقالي شهور ، أنا مروحتش ، بالعكس أنا قريب جدًا من مكان الحفلة ، مستنيك ...
الشخص المُريب اللي فوق هيمشي بعدك بشوية ، هوّ عاوز يصاحبك إنت و طالما إنت مشيت فسبب وجوده في الحفلة مبقاش موجود ، هيقعد يعمل إيه ؟
كُل الناس بيلاحظوا نظراته المُريبة ليك ، كُل الناس بيلاحظوا إنه مشي بعدك بثواني ، كُل الناس أخدت بالها من إنه مركّز معاك إنت !
.
عارف العبقرية فين بقي ؟
العبقرية في إني ملاحظ كُل حاجة من فترة و بناءً عليه لمّا نزلت أخدت عربيتي و مشيت و رجعت بعد شوية بعربية نفس موديل و لون عربية الشخص اللي بيطاردك ، إستنيتك أدام الباب و إنت نازل دايخ ، طبعًا إنت هتشوف وجه مألوف و هوّ وجه مديرك بيعرض عليك توصيلك فهتركب فورًا
بس كاميرات المُراقبة هتشوف عربية الشخص المُريب اللي بيطاردك و إنت نازل دايخ و بتركب فيها بعدم تركيز ، طبعًا أنا عامل حسابي و واقف بزوايا تخلي رقم العربية ميبانش في الكاميرات
مش بقولك عبقري ...
بعد شوية بتندم إنك وثقت في مُديرك و بتتمني لو يرجع بيك الزمن و تثق في الشخص المُريب اللي بيطاردك ، بتمني لو كان معايا كاميرا عشان أصوّر نظرة الخوف و الهلع اللي في عينيك لمّا بدأت تفهم اللي بيحصلك
بتبدأ تفهم مصيرك المُظلم لمّا بتحس بإيديا و هيّ بتجهزك ، بخلع ملابسك من علي جسمك النحيل ، لمّا بنتهي تمامًا بروح ألبس لبس المُتعة بالنسبة لي ، متزعلش مني بس إنت بالنسبة ليّا وسيلة للمُتعة مش أكتر
عارف ... نظرة الألم و صرخة الألم اللي بانوا عليك لمّا كسّرت أول صابع في صوابع رجلك بالشاكوش كان لازم حَد يخلدهم
صوت صوابعك و هي بتتكسّر أمتع من أي موسيقي مُمكن تسمعها
النشوة بترعش جسمي كُله و أنا شايفك بتتألم و هتموت من الوجع
يا الله علي المُتعة !!
.
بعد ما خلصت ، نضفت الأوضة و رميت حُثتك في حتة قُريبة من بيت الشخص المُريب اللي بيطاردك ، عرفت عنوانه منين ؟
طب مش عيب تسألني سؤال زي ده ؟
أنا المُدير بتاعكم ، بسهولة مُمكن أوصل للملفات بتاعتكم في الموارد البشرية و أعرف أي معلومة تساعدني في خطتي
متنساش ... خطتي العبقرية
.
بُكرة الشُرطة هتلاقي الجُثة لأن شخص مجهول هيبلغ عنها ، لمّا هيبدأو التحقيقات هيسمعوا من ناس كتير إن الشخص المُريب ده كان بيطاردك و بيبُص ليك بصات مُخيفة ، كُلهم هيشهدوا إني مشيت بدري عشان كُنت تعبان و بالتالي مُستحيل أكون قدرت أؤذيك ، لمّا هيراجعوا كاميرات المُراقبة هيشوفوك بتركب في عربية الشخص المُريب ده و إنت دايخ و تعبان
طبعًا زمايلك هيقولوا : " ستيف ؟ ، ستيف كان مُصمم يوصله إمبارح و هوّ دايخ و مشي وراه علي طول "
مُديرك المُفضل اللي هوّ أنا هيقول للشُرطة : " أنا بصراحة لاحظت ستيف بيبُص له بصات مُريبة طول الليل و هوّ واقف معايا "
طبعًا كده مفيش مجال للشك ، فيه شهود ، فيه لقطات من كاميرات المُراقبة ، الجُثة كانت قُريبة من بيتك
القضية مظبوطة و مفيهاش نُقط ضعف
.
زي ما قلتلكم في البداية الناس المُخيفين نوعين
بس خلوني أصلح المعلومة
النوع الأول هوّ اللي بيتقبض عليه في جرايم مُخيفة زي دي
النوع التاني هوّ اللي بيظبط القضية علي مقاس النوع الأول
عشان كده النوع التاني أخطر ...
البشر مخيفين ... و البشر الأذكياء مُرعبين
زي ما بقول دايمًا البشر هُمّا أخطر كائنات مُخيفة موجودة علي الكوكب ده
مدير هادي و إحتماعي خطط لقتل واحد من أجل المتعة ، بيتمتع و هو بيعذبه ، فيه ناس كده مريضة نفسيًا و بتتلذذ بأذي الناس التانية
و في نفس الوقت حاطط خطة بصراحة ذكية و شبه عبقرية عشان يلبس واحد تاني القضية و يخلص من الإتنين دول
تم القبض عليه و إتهامه في حوالي 12 جريمة قتل و إعترف بيهم و هوّ مُبتسم جدًا و مُتصالح مع نفسه
.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم
