البداية

18.7K 313 29
                                    

تمشي تلك الصغيره حافية القدمين تحت سماء الليل الممطرة

ترتجف بردا و قلبها يخفق خائفة ، أجل إنها خائفة لم

تفكر أبدا في عواقب أفعالها لكنها و كما تسمي نفسها

"عنيده" صغيره لكنها شرسه كلما منعتها كلما زاد إصرارها

رفعت رأسها لتلمح وميض البرق الخاطف فتحت

عينيها بطريقة طفوليه لطالما عشقت الليالي الرعدية

حقا غريبة هذه الفتاة فأغلب نظيراتها يرتعبن في

مثل هذه الأوقات لكنها تعتبر هذه الأجواء فالا جيدا أو هذا ما كانت تظنه

تتوازن، تحاول أن لا تقع من على السطح الذي

تسلقته و ما إن وصلت للأعلى ، توقفت للحظة لتتأكد

أن كل شيء كما خططت تنفست الصعداء و شكرت

الله فحمدا لله أن لا أحد لاحظ غيابها للآن

تابعت طريقها لمنزل صديقتها و ها هي وجدتها

بنتظارها ترتجف من البرد كحالتها لكن الأمر يستحق

فقد منعاهما من اللعب و اللهو معا نظرا للعداوة القائمة بين عائلتيهما

و أصبح منتصف الليل هو الوقت الخاص بهما ،

إبتسمت تلك الشقية ما إن رأت صديقتها و هتفت بضحكة عاليه : هدييييير

ما إن سمعت الأخيره صوت الأخرى حتى قفزت

تركض لتعانقها ، إنها حقا تحبها و لم تعتبرها أبدا كصديقه بل كأخت

ما إن إكتمل العناق حتى جلست كل منهما تحت

المطر لتستمتع كل واحدة بتلك القطرات البارده

مرت لحظات لتكسر ذلك الصمت هدير

- لقد تأخرتي مجددا كدت أموت بردا

- آسفه هدير لكن أمي لم تخلد إلى النوم مبكرا اليوم ذكرى وفاة أبي لقد أمضت النهار و هي تبكي إشتياقا له

- أعتذر على هذا ، يؤسفني حقا حال أمك ، و ماذا عنك أنتِ يا عبير ؟

تنهدت عبير و نظرت للسماء قبل أن تقول

- أنا حقا لا أتذكره لأبكي عليه

- هاي لا يهم أن تتذكريه المهم هو أن تواسي أمك فهي في حاجة إليك

- أعلم و أنا أفعل المستحيل لأجلها

صمتت هدير للحظات تفكر مدى الإحراج الذي

ستسببه لنفسها إذا طرحت على صديقتها هذا

السؤال ، لاحظت عبير الصمت المفاجئ الذي حل

قيود مهووسWhere stories live. Discover now