الفصل التاسع عشر

4.5K 160 5
                                    

عاد أسد بعد يومين من سفره دخل غرفته و قبل أن يستحم رن هاتفه ليجده أحد رجاله المكلفين بمراقبة عائلته الحقيقة و بالتحديد عمار أخوه الأصغر و الأقرب إلى قلبه
الرجل بجدية " انهاردة فرحه "
يا للسخرية يعلم عن فرح أخيه الأصغر من رجاله لا من أخيه !!!!!
لقد نفاه جمال من حياته و حياة عائلته فصار غريبا عنهم و اليوم أهم يوم لأخيه و لن يكون معه بل سيكون بعيدا عنه كما لو كان غريبا لا يعرفه
أغلق هاتفه و ألقاه علي السرير بإهمال
التاسعة بالضبط كان يقف أمام المرآة يعد نفسه للذهاب إلي زفاف أخيه لم يكن واثقا بعد من ذهابه لكنه لن يضيع زفاف أخيه لأجل أحد
ها هو يقف بعيدا ينظر لأخيه لقد صار رجلا كيف لا و قد مضت عشرون عاما كامله
والدته تبكي سعيدة و تحتضن زوجة ابنها الأصغر و والده ينظر له بفخر
بقي يتأمل أخيه الذي اختلفت ملامحه قليلا دليلا علي نضجه و كونه صار رجلا حقا لا طفلا صغير
بعيدا عنه كان يقف معتز و هو ينظر ببرود لما يحدث لطالما كره أسد و كل ما يخصه و هذا ليس زفاف أي شخص بل عمار أخ أسد الأصغر و المقرب منه
التفت فجأة ليجد ذاك الذي يتأمل عمار و كأنه يعرفه لحظات حتي فتح عينيه علي مصراعها إنه هو

أسد حديد

بعد كل تلك السنوات عاد مجددا ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتيه فقد أتت فرصته لينتقم من أسد و يحقق ما حلم به لسنوات طويلة
أشار لأحد رجاله و طلب منه مراقبه أسد و معرفة كل ما يخصه
بينما أسد داخله لا يعلم شعوره

فرح حزن خيبة أمل ضياع
غادر المكان و عاد لقصره مجددا يتبعه رجل معتز
أما جيداء
منذ سفر أسد و هي تتابع العمل عوضا عنه و تعود لمنزلها متأخرة لم تكن علي علم بعودة زوجها عادت للقصر و غرفتها و قبل أن تنام وجدته يدخل الغرفة كانت تنور الحديث معه و سؤاله
أين سافر  ؟؟ لما لم يخبرها   ؟؟؟؟
لكنه نام علي ظهره و هو ينظر للسقف صامتا دون كلمه متجاهلا وجودها و رغم حزنها من أفعاله لم تكن غبية لكي لا تفهم أنه حزين لكن لما   ؟؟؟؟؟
ما الذي قد يجعل شخصا كأسد يحزن هكذا   ؟؟؟؟
منذ عرفته و هو صخرة صلبه جبل لا ضعيف
جلست علي السرير بجانبه لتجده قد وضع رأسه علي قدمها
ما به اليوم يتصرف بغرابة   ؟؟؟
يفترض بها أن تكون هي المنزعجة لا هو لقد سافر دون حتي اخبارها أين و لما   ؟؟؟؟؟!!!!!!
لكن قلبها دوما بجانبه رغما عنه و مهما فعل به يحبه و يفعل أي شيء لأجله
جورية بتسأل " مالك يا حبيبي  ؟؟؟ "
رفع يده يحيط خصرها مخفيا وجهه في معدتها
ماذا يفترض به أن يقول تحديدا   ؟؟؟؟!!!!!
اليوم كانت أمه تحتضن أيه زوجه أخيه بحب هل كانت لتفعل مع جيداء نفس الشئ   ؟؟؟؟!!!!!
هل كانت لتحبها أيضا أم لا   ؟؟؟!!!!
هل كان ليري نظرة والده التي تشع فخرا به يوما رغم كل شيء   ؟؟؟؟؟
هل كان ليقف و تحتضنه أمه كما فعلت و يا للسخرية والدته لم يسبق لها احتضانه و كأنه ليس ابنها  ؟؟!!!!
لقد سمع كثيرا عما يدعونه حنان الأم لكنه لم يجربه أو يشعر به يوما و والدته علي قيد الحياة و ليست ميته
لقد ظلمته عائلته ظلمه أبوه و ظلمته أمه و كل من حوله لشئ ليس له ذنب فيه   ؟؟؟!!!!!
وضعت يده بشعره تعبث به تشعر به يتألم بل و كأن هناك من يقطع لحمه
احتضان أسد لها احتياج لأحضان أمه التي لم يجربها لأول مرة منذ ما حدث يفتقد ذاك الشعور
كان يخبر نفسه أنه لا يهتم لكنه لم يكن سوى وهم صنعه بنفسه
رغم كل شيء راحته معها جيداء زوجته العاشقة له هو الآن مرتاح بأحضانها
الأمومة غريزة فطرية وضعت بكل فتاة منذ ولادتها لكنه لم يشعر بها يوما مع من تدعي أمه
و لا والده فقط عمار الذي أحبه و اعتبره مثله الأعلي و يريد أن يكون مثله كما رغب أن يذهب إليه و يحتضنه و يكون بجانبه بيوم مهم كهذا
و كذلك أية اخته الصغري التي ربها أيضا مع أخيه
************************************
كان معتز يجلس بتلك الشقة التي يقابل ليلي به و هو يكاد يطير فرحا لقد وصل أخيرا لأسد و لن يتركه قبل أن ينال منه و يذله قبل أن يقتله و يتخلص منه و نهائيا و للأبد
دخلت ليلي لتجده شاردا و ابتسامته تلك لا تبشر بخير أبدا ما الذي يدور برأس حيه كمعتز   ؟؟؟؟؟
ليلي بصوت عال " معتز  "
معتز بسعادة " لقيته أخيرا بعد عشرين سنة رجع بس المرة دى نهايته "
ليلي بتسأل " هو مين اللي لقيته   ؟؟؟؟ "
نظر لها معتز " أسد حديد "
أسد حي  ؟؟؟!!!!
لم يصبه أذي كما كانت تتخيل و رغما عنها خرج صوتها سعيدا " بجد  !!! هو فين   ؟؟؟؟ و عامل ايه  ؟؟؟؟ "
معتز ببرود " و مالك فرحانه أوي كده ليه   ؟؟؟؟ اللي يشوفك كده ميصدقش اللي عملتيه فيه زمان  "
رغم فعلتها لكنها لا تزال تحبه و تتمني العودة إليه عن البقاء مع ذاك المعتز هو ليس سوى حاقد أراد أن يثبت لأسد أنه يمكنه الحصول على ما يريده بالحصول عليها فقط لا أكثر
أسد رغم كونه قوى لكنه حنون جدا و طيب كما تشتاق له و لكن لو علم معتز بهذا لن يصمت أبدا
ليلي بكذب " لا طبعا أنا عمري ما حبيته خالص "
لم يكن مقتنعا بكلامها أبدا فهو ليس غبيا لا شك أنها مازالت تحبه كما كانت و هذا يثير غضبه
معتز بغل " قريب أوي هخلص منه و من كل حاجه تخصه و مش هرحمه
الفرصة جاتلي و أنا مش هضيعها من ايدى "
معتز هو شر متحرك غل حقد كل ما يمكنك وصفه من شر و غايته نهاية أسد حديد
فأسد كان مثالا للشخص الطيب و الجيد و حسن الخلق و معتز لا يطيق تلك الصفات
خاصة مع شخص و كما يدعوه الكل مثالي
************************************

في انتظار التعليقات

😅😅😅😅😅😅

الأسد ( الجزء الثاني من سلسلة سطوة الرجال)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن