بعد أن تلذَذ بقهوته وعينيها ، عانقهُ الصمتُ قليلاً،
ثُم إنهمرت الكلمات من فمهِ كالشلال ،لكن بإنسيابٍ كانسياب نسمات الصيفِ الباردة عند الغروب هل تعلمي يا مجنونتي الحلوة ،في كل مرةٍ تقرأين لي فنجاني يحصلُ لي ما تقرأين ، وأندَهِشُ بلا موعد اوسبب كأنها المرةُ الأولى التي أعلمُ انكِ تقرأينها بتأنٍ ودقةٍ بالغه ، يا للعجب كم أنتي ذكية ، أصبحتُ أشتهي قراءة فنجاني كما أشتهي قهوتي وأتلذذُ بسماعِ ما تحللين وتفسرين عن حواف ما تبقى من فنجاني .....
تمتم كل واحدٍ في داخله :
أعلمُ انكَ مخادع فأنت تشتهي الجلوس معي وتطيل الوقت في ارتشاف القهوة حتى تأخذُ الأحاديثُ مآلها ....
ووسوس في رأسهِ قائلاً :
أعلمُ انك لا تقرأين بإحترافيه عاليه وانكِ تخترعين القصص الملفقة حتى تُطيلينَ الوقتَ ويأخذ الزمن منا ثأره ....
"كم أشتهي كل ثانيةٍ تجمَعُني بكِ "
تمتم بها وهم ماسكاً يدها مغادراً علَّ صباح يومٍ قادمْ ، يتنفسُ من عشْقهم قليلاً ........
