الحلقه الثانيه

5.8K 188 1
                                    

المراهقه والذئب الوديع
الحلقه الثانيه
رأيكم 💙
دخلت المصعد وبداخلها سعادة لا توصف وقلق من ان يكون احدا لمحها وهي تنزل من سيارته..فتح المصعد ابوابه لتخرج وتفتح باب الشقه ليقابلها وجه ابيها القلق الذي جذبها بحده غير مقصودة منه ليقول بغضب وقلق :
اين كنتي حتي الان ؟! ولما لا تجيبين علي هاتفك!!
رمشت بعينيها برعب لتقول بتأتأه: لم اري الهاتف وخرجت من المدرسه وذهبت الي المنتزه لأذاكر قليلا
ليتنهد براحه ليقول بنبره اقل حده
:دااائما يكون هاتفك في يدك وصوته عال ..كدت اموت يإبنتي وانا انتظرك ولا تتأخري هكذا مجددا مفهوم؟!
لتوميء له بتأكيد لتخرج والدتها من المطبخ لتقول
:هيا اذا لنتناول الغداء
ليأتي مازن الابن الاكبر من غرفته ليقبل يد امه قائلا :
واخيرا!..كدت اموت جوعا
ضحكت امه واباه عليه لتشاركهم ثبات فأخيها هو روح المكان بوجوده وبأقل تصرف منه تجد الضحكات تصدح في المكان
انتهو من الطعام لتدخل السيده امال الي غرفة النوم لتجد زوجها شاردا مهموما لتضع يدها علي كتفه لتقول :
هون عليك!.نستطيع اصلاح ما افسدناه
تنهد هو بقلة حيله ليقول:
اشعر ان الوقت قد نفذ منا لكي نعيد تربيتها من جديد..لقد دللناها كثيرا يا امال ومن الصعب اعادة تربيتها في سنها هذا!
لتقول امال وهي تستعد للنوم :
اهم شيء ان تحاول تماسك اعصابك امامها ولا تتشاجر معها كثيرا حتي لا نفقدها تماما
اومأ منصور ليعود لشروده من جديد!
وفي المساء بينما كانت ثبات تقوم بتنظيم كتبها بعد المذاكره سمعت صوت هاتفها ينبأها بوجود رسالة جديده عبر الواتساب لتمسك الهاتف لتجد جاسر ارسل لها قائلا
"مستيقظه؟!"
اجابت
"نعم...!"
-"كيف حالك الان؟!"
"بخير..شكرا لك حقا لإهتمامك"
-"هذا واجب الاصدقاء يارفيقه..اذا حتي لا اعطلك ..اراك غدا "
ومن ثم اغلق لتنظر هي للهاتف بعينان تلمعان بحماس وسعاده ..شعور رائع ان تجد احدا يهتم بك حقا!
اتي الصباح وذهبت ثبات الي المدرسه بنشاط وهي تتمني فقط ان ينتهي الدوام لتري جاسر ..دخلت الفصل لتجد روان تقترب منها لتقول بإعتذار:
اسفه ثبات لم اقدر علي المجيئ بالامس لكن ما رأيك ان نعوضها اليوم بعد المدرسه ...انا وانتي فقط ..هيا وافقي
نظرت ليها ثبات بتوتر ..هل تلغي موعدها مع جاسر ام مع روان ..لكن حسمت امرها ان تذهب مع روان بدلا من جاسر ...الرجل لم تعرفه سوا البارحه ..قد يكون سبب تصرفه هو شفقته عليها ليس الا وقد ينزعج منها لذا اومأت لروان التي ابتسمت بإتساع لتذهب الي صفها وهناك قابلت روان صديقتها الجديده يسرا التي قالت
:روان !هل تذكرين الفستان الذي اعجبني منذ مده؟! لقد عرفت ان عليه تخفيض هائل ..ما رأيك ان نذهب معا بعد المدرسه لشرائه ..احتاج لرأيك به
قطبت روان بحيره لتقول
:ولكن يايسرا لقد وعدت ثبات بالخروج معها اليوم
تأفأفت يسرا بضجر لتقول
:ثبات موجوده امامك كل يوم اما الفستان فهو فرصه ارجوكي
لتوميء لها روان ببعض الاقتناع وهي تحاول ايجاد عذر تخبر به ثبات لكي لا تغضب ..
اما ثبات فقد ارسلت رساله الي جاسر تخبره ان صديقتها تريد الخروج معها اليوم ولن تستطيع مقابلته ثم شكرته علي لطفه
انتهي الدوام لتقف ثبات عند البوابه تنتظر روان لتجد الاخيره قادمه بإتجاهها بتوتر لتعبس ثبات وهي تسألها ما الامر!
اجابت روان بتوتر
:لا ادري ماذا اقول حقا !.. انا من طلب منك ان نخرج اليوم لكن طرأ لدي شيء هام يتوجب علي انهائه ونلتقي نحن فيما بعد حسنا ؟!
ظلت ثبات تنظر لها بلا ملامح لتجد يسرا قادمه بإتجاههم لتقول
:هيا روان تأخرنا ...اوه مرحبا ثبات ..اعذرينا فعلينا الذهاب
لتسحب روان التي نظرت الي ثبات بإعتذار لكن ثبات كانت تنظر للأرض وهي تتنفس بصعوبه لتمنع نفسها من البكاء او الغضب
كان يقف في النافذة حين سمع ضجة خروج الطلاب من المدرسه وقام بتمشيط الساحه بعينيه حتي وجد ميردا الصغيره وهي تقف عند البوابه!..قطب حاجبيه. وهو يراقب ما حصل حتي رحيلهم وبقائها محنية الرأس قليلا زفر انفاسه بحنق من تلك الطفله ليحمل هاتفه ويتصل بها لتنظر هي لهاتفها وما ان وجدت رقم جاسر هو من يتصل اصبحت تبكي لتمسح دموعها وتقوم بفتح الاتصال ليقول لها دون مقدمات
:انا في المكتب تعالي انا في انتظارك
واغلق الخط وهو يتابعها من النافذه وهي تنظر الي الهاتف ثم الي المبني بتردد ثم حسمت امرها بالذهاب اليه
صعدت حتي وصلت الي مكان عمله ووجدته يقف في استقبالها مبتسما لترد ابتسامته بأخري ضعيفه فقال لها
:تعالي لتشاهدي المكان ..لقد رحل العمال منذ ساعه
تحركت خلفه ببعض القلق فمهما كان هو شخص لم تتعرف عليه سوي بالامس فقط ! لكنه كان يتصرف معها بعفويه انستها قلقها واصبحت تتحرك معه من مكان الي اخر. لرؤية التجديدات وما ان شاهدت كل شيء اخذا الي مكتبه ليقول
:اوه لم تشربي شيئا ..سأجلب عصيرا لكلينا
اومأت له لتخرج من حقيبتها كيس السناكس الذي تحبه فعي تشعر بالجوع لكنها انتفضت بفزع ما ان وجدت يد جاسر تأخذ الكيس بعنف ليلقي به من الشباك ليقول لها بحده بسيطه
:هذه الاشياء مضره ! لا يتوجب عليك تناولها
رمشت بتعجب من رد فعله لتقول بخفوت
:ككنت جائعه لذا اخرجته لأتناوله
اومأ لها ليقول بهدوء ولطف كي تستمع اليه
:اخبريني اذا انك جائعه ..سنتناول طعام صحي معا الان فأنا جائع ايضا
اتصلي بوالدك واخبريه انك مع صديقة لك وستعودين قبل المغرب لكي لا يقلق عليك ..لديك الكثيير لتحدثيني عنه حسبما اري
نظرت له بتعجب وبعض التردد لتقول
لكن اليس من الخاطئ ان ابقي معك لمدة طويله ؟! وايضا وحدنا هنا ؟
ضحك بإتساع وهو يطالعها بدهشه ليقول
:لما ..ما الذي فعلناه..صغيرتي ان شاهدك احد معي لظن انك ابنتي حقا!
ازعجها كونه يسخر منها لتنهض بغضب لكي ترحل لكن يده التي جذبتها من معصمها منعتها من ان تكمل
ليقول لها
:انتظري فقط ما الذي حدث؟؟
نظرت له بغضب لتقول
:لما لا تكف عن تذكيري كوني صغيرة للغايه ..انا لست صغيره ..يارجل لي زملاء تمت خطبتهم هذا العام !
حدق بها بدهشه لينفجر ضاحكا عليها ليقول بلطف
:انا اسف لم اقصد مضايقتك...احم ..هل نأكل؟
اومأت له ليسير وهو يجذبها خلفه الي المطبخ البسيط لتنظر له بتعجب وهو يطلب منها الجلوس ليخرج طبقا من اللحم المفروم ثم قام بتتبيله وقام بإعداد الباستا مع كرات اللحم وهي تنظر له بدهشه لتقول
:وتستطيع الطهو ايضا؟!
نظر لها ليقول
:اعيش وحيدا لذا حريٌ بي ان اعرف كيف اعتني بنفسي ...هل اتصلتي بعائلتك؟!
اومأت له بالموافقه ليجلسا ويتناولا الطعام وهما يتبادلان اطراف الحديث ...تكلم جاسر بجديه
:هل تخلت صديقتك عنك مرة اخري؟!
توقفت عن مضغ الطعام وهي تخفض وجهها وهي تومئ له بنعم
ظل يطالعها بجمود ليقول بصوت امر
:اياك والحديث معها مجددا اتفهمين!
نظرت له بإجفال ليكمل ببعض الحده
:تحلي بالكرامه ثبات! من تركك اياااك ثم اياااك ان تلتفتي له مجددا ...لا تقطعي علاقتك بها بالمعني الحرفي ...فقط عامليها بسطحيه ...تعرفي علي اشخاص جدد كما فعلت لكن حذااري ان تقتربي منهم كثيرا ....اذا اردتي الحديث بأي شيء. اياك والحديث معهم ...تعالي وتحدثي معي انا ...الم نتفق اننا اصدقاء؟!
اومأت له وهي تتصنع الابتسام وكلمته عن الكرامه تدور في عقلها
ارادت الخروج من هذه المناقشه فقالت ...
:اذا لما تعيش وحدك؟
تجهمت قسماته ليقول بجفاء
: لقد ماتت والدتي مذ كنت طفلا وابي مريض وله غرفة شبه دائمه في المشفي
ظهر التوتر علي وجهها وهي تحاول ان تجد كلمات مشجعه فتمتمت بإعتذار لتقول فجأه لتخرج من هذا التوتر
:لديك اصدقاء ؟
اومأ لها بتأكيد
وهكذا ظلا يتحدثان أثناء تناولهما الطعام. .كان جاسر يتعامل معها بعفوية شديده وكأنه يعرفها منذ زمن فإنتقلت العدوي لها واصبحت تتحدث مثله..كما لو انها تحادث مازن اخاها...بل شخصا اشد قربا ايضا! ..بقيت معه عدة ساعات ما بين الطعام والحديث عن الدراسه ..لقد نسيت روان ويسرا وكل ما تسبب في ازعاجها في هذه الساعات القليله ليحين موعد رحيلها وهاهي تجلس بجانبه في السياره ليوصلها كما امس واثناء ذلك اتصلت بها روان لتنظر الي الهاتف بتوتر ليلمح هو توترها فقام بأخذ الهاتف من بين يديها ليقوم برفض المكالمه وهو يعطيها نظرة تحذيريه ..وصلا لتنظر له بإمتنان قبل نزولها فإبتسم لها بلطف لتذهب الي بيتها وهي تشعر انها مميزه..لا تدري من اين اتي هذا الإحساس لكنها احبته !
Sheraz_elqady

المراهقة والذئب الوديع Where stories live. Discover now