الفصل 1

1.6K 122 257
                                    


صباح جميل حل على تلك البلاد ... نشرت الشمس اشعتها الدافئة لتلف اجساد البشر فتمدهم بالدفء ...

تعالت اصوات صيحات الأطفال المستمتعين بذلك الجو الدافء بعد امطار الليلة الماضية ...
كان ذلك الشاب ذا القامة الممشوقة و الشعر الأسود الطويل يسير بهدوءه المعتاد متجها الى المدرسة حيث يعمل و هو يحمل حقيبته اليدوية و بقربه كان ذلك الطفل يسير ببطء و هو يزم شفتيه بإنزعاجو يطلق تنهيدات ظريفة بين الحين و الآخر و كأنه ينتظر من الآخر أن يسأله عن سبب إنزعاجه

تنهد الشاب الطويل ثم توقف عن السير لينظر لذلك الطفل المنزعج و يسأله أخيرا
_" ماذا الآن ؟ مالذي يزعجك؟"

فنظر الطفل للجانب الآخر و رد بغضب
_" و الآن اصبت بالزهايمر أيها العجوز الخرف "

اشتدت قبضة الشاب الطويل و بانت العروق في جبينه ليخفي غضبه بصوته الهادئ و هو يقول
_" إذن انعش ذاكرة العجوز الخرف أيها الطفل "

فنظر نحوه الطفل يحدق فيه بعينيه الخضراء اللامعة التي تطلق شرارات غاضبة و لكنها كانت ظريفة أكثر منها مخيفة
_" رافايال ... هل نسيت ان اليوم هو يوم الآباء ؟ المشكلة أنك مدرس في المدرسة فلماذا لديك ذاكرة أسوء من ذاكرة عجوز في التسعين ؟؟؟ من المفروض انك تعرف عن الأمر "

طرقت تلك الذكرى في رأس رافايال ليختفي غضبه و تحل محله الدهشة و هو يقول
_" أووه صحيح ... لقد نسيت بالفعل "

ففرك شعر الطفل الأشقر القصير و قال
_" لا بأس فهذا لا يحدث فرقا كبيرا نحن ذاهبون لنفس المدرسة سأعطي الدرس ثم سآتي لاجتماع الأولياء و لن أتأخر فلا تقلق ... يا مشاكسي الصغير "

ففك الطفل عقدة ذراعيه و سار في الأمام ليقول بصوت حاد مهدد
_" اسمع رافايال أن تأخرت هذه المرة أيضا أقسم أنك ستندم "

تفاجأ رافايال من ذلك التهديد الصريح الذي ذكره بصديق طفولته زينون ... و كأنه هو من يسير أمامه لا ابنه ... ارتسمت ابتسامة على شفتيه ليقول محدثا نفسه
* انه يزداد شبها بك يوما بعد يوم *

تنهد ثم رفع نظره للسماء لتنمحي تلك الابتسامة و يتابع مخاطبا نفسه
* مر أكثر من سبع سنوات على لقائنا ذاك ... زينون أين أنت يا ترى ؟ لقد قلت بأنك ستنهي عملا ثم ستعود من اجل ابنك و لكن ... *

قاطع شروده صوت الطفل الذي يناديه من بعيد
_" أيها العجوز ... لماذا لا تزال تقف هناك هل تفاقم بك الخرف ؟"

ظهرت العروق من جديد على جبينه ثم شد قبضته و رد بشبه صراخ
_" أيها الطفل اللعين فلتحترمني قليلا فنحن لسنا في نفس العمر "

فرد عليه الطفل ببرود و هو يعقد ذراعيه
_" طبعا لسنا في نفس العمر أيها العجوز "

و شدد على كلمة 'عجوز' ثم واصل سيره ببرود و رافايال يتبعه و هو يحاول السيطرة على غضبه بصعوبة كي لا يمسك سليط اللسان و يرميه من على الجسر الذي يسيران فوقه...

bloody nights 3 ((غير مكتملة))Donde viven las historias. Descúbrelo ahora