الفصل الثالث والعشرون

ابدأ من البداية
                                    

- سمعت صوت خبطة ازاز ساعتها وقلت يمكن كسر حاجة علي دماغك وريحني منك بس تقريباً هو فش غله في حاجة تانية ومجرد ما سمعت باب الاوضة وعياطك اتصلت بيكِ ولعبت علي اللي سمعته واللي كان هيأكدلك إنك مريضة وبتهلوسي ونفسك هي اللي بتكلمك بس بصوت دانا.. طبعاً بعد ما جبت رقمك وكل بيناتك انتِ واللي خلفوكِ.
فلاش باك...
وفي الداخل ظلت هي تنظر نحو الهاتف ببكاء لا تريد الإجابة عليه ولا تستطيع إيقاف بكائها معتقدة أن المُتصل أحد والديها أو روسيل
- مبترديش ليه ياميان!
اتسعت عينيها بصدمة وذعر من الصوت وارتجفت يدها بالهاتف فوق أذنها
- ايه مش شيفاني!
شهقت ببكاء ناظرة حولها برعشة
- انا شيفاكِ.. وكنت بتفرج عليكوا كمان.. انا مش حقيقية ياميان فمش هتعرفي تقوليله عني !
قبضت بأسنانها فوق شفتيها حتي جرحتهم بقوة دون شعور كما كانت أظافرها ستجرح باطن يدها لولا وجود طرف المنشفة بين قبضتها
- شفتِ سابك وخرج ازاي.. شفتِ ضربك ازاي.. ولسه ياميان!
نفت برأسها وسال أول خيط من الدم من بين أسنانها تشعر أن عقلها سينفجر الأن فجاة كما قلبها في الداخل
- فكر إنك عملتِ حاجة مع حد..
همست بضحكٍ ثم تابعت بحزن شديد
- بس انتِ ممكن تصارحيه وتقوليله إن انتِ اللي عملتِ العلامات دي لنفسك.. لانه كده ممكن يسيبك
شهقت بألم من دوار الغرفة وكانت تعرف انها مجنونة أو ستجن في النهاية!
- وقتها معرفش انتِ ازاي هديتِ انا فجأة لقيتك سكتِ مع إنه كان بيتكلم عن حاجة اسمها نوبة هلع لما كنت بتنهجي وبتزعقي.. بس من كلامكوا عرفت انه قرب منك وعملك حاجة زي ما عرفت إنك كنتِ علي علاقة براجل قبله.. راجل تقريباً عذبك وهددك وكان هيسجن.. يعني من الاخر عاملك زي ما تستحقي !
فلاش باك...
- انا عارف انه قرب منك وبقي بيهددك بالسجن او.. او انه هيعرف اهلك بس انا لا.. انا قربت عشان بحبك وانتِ واثقة اني بحميكِ وعمري مهأذيكِ.. واهلك عارفين انك مراتي يعني مفيش أي إستغلال او تهديد.. مفيش حاجة ممكن أهددك بيها.. انا مش هقرب إلا برضاكِ وعمري ما هجبرك أو أضربك صدقيني
صمت قليلاً بقلق من فكرة حُكمها عليه.. لا يريد الخروج من عالمها وحياتها بعدما سمحت له بالولوج
- متفكريش فيه.. متفكريش في حد غيري
ونهضت ليالي مرة اخري متابعة سيرها في الغرفة
- ووقتها بقي انت اكيد فاكرة لما صممتِ تلبسي وتستحمي لوحدك وانا كنت مُستمتعة جداً وعارفة إن اللي قلتهولك علي التلفون هيقتلك لانك متأكدة انها هلاوس وببساطة مستحيل أكون سامعة او عارفة لان محدش في الاوضة غيركوا لحد ما هو سألك ومشط شعرك باين .. شعرك اللي هحلقهولك دا !
فلاش باك..
- قوليلي مين عملك العلامات دي؟
سألها بهدوءٍ قاصداً تكرار مسحته فوق رأسها حتي تطمئن تماماً علي أمل لإخباره!
وحقاً لم يكن غاضباً، وكأن قُبلتها إمتصت غضبه لوقتٍ لا بأس به

-
قوليلي متخافيش
ابتلعت ريقها ناظرة بإهتزاز لأعلي حيث وجهه في المرآة
وترك هو الفرشاه ليجلس القرفصاء امامها ممسكا بكفيها
-
متخافيش مني.. انا عمري ما هأذيكِ وهقدر أساعدك
ابتلعت ريقها مرة آخرى وحركت يدها بين قبضته لتقبض دون شعور فوق اصابعه
-
قولي ياحببتي
شجعها ناظرا لعينيها الخائفة بإحتواء ليمسح فوق ذراعها، وإرتجفت شفتيها كما جسدها هامسة بخفوتٍ مذعور وغير مُصدق
-
د..دانا !
- أول ما نطقي اسمي عرفت انه مسيطر عليكِ اكتر وبيعرف يقنعك تقوليله اللي بتحسيه واستغربت انك ممن تصرحي بحاجة هتأكد إنك مجنونة ودا خلاني اقتنع بأجمل فكرة.. ميان اتجننت!!
خصوصاً انه خدك لدكتور نفسي باين وانتِ سبتيه زي ما سمعت!!
فلاش باك...

ظلت حدقتيها تنظر له وبكائها في إزديادٍ مذعور من حديثه وصراخه، وشهقت عندما امسك ذراعها جاذباً اياها لغرفتها ليغلق الباب خلفهما مقتربا بها من الفراش
-
مستعدة تكوني معايا هنا.. مستعدة تنامي معايا في سرير واحد بدون خوف.. ماتردي!
اغمضت عينها علي صراخه، وتضاعف غضبه من يأسها وإستسلامها فاقداً سيطرته وتعقله ليجذب يدها في ملامسة لوجهه وصدره ثم بطنه تاركاً الوحشية لنبرة صوته
- قادرة تلمسيني.. شوفي بيحصلك ايه.. شوفي نفسك اللي بيروح لوبصتلك.. شوفي حالتك
شهقت ببكاء مُرتجف نشأ من رجفة شديدة سيطرت علي جسدها بأكمله من لمسه، ومواجهته القاسية
-
مبترديش ليه.. مش قلتِ انك كويسة؟ .. مش قلت للدكتور انك مش تعبانة وعاوزة تمشي.. يلا المسي ولا بلاش.. متلمسيش..
ايه رأيك ألمسك أنا!
-
ايه المطلوب مني اموت معاكِ.. ولا اتعامل انك كويسة؟!.. ها؟
تعالي بكائها الهستيري كما تعالي صراخه في وجهها الشاحب
- ردي .. متعديش تعيطي.. ها هتختاري ايه؟
صرخت بفزع عندما امسك ذراعيها مقربا جسدها المرتعش منه

-
اتعامل انك كويسة؟ .. اوريكِ الطبيعي يحصل ايه.. اوريكِ الراجل ومراته بيعملوا ايه
- مش عقلك بيسألك ليه بروح للدكتور.. مش اتصدمتِ لما قالك موسي بيجي
عارفة ليه بروح؟!
بروح بسبب حالتك.. عشان مش قادر استوعب واتحمل إن حد لمسك.. مش قادر اعدي الموضوع .. بموت كل ما بشوف خوفك.. عقلي بيقتلني بالافكار وانا بتخيل اللي حصلك..
- ووقتها بس ياميان بدأت أشتغل صح..
وصلت لتايلا الخدامة السريلانيكة اللي في بيت موسي وانتِ عارف الخدامات دول تدفع اكتر اشتغل اكتر وانا دفعتلها اللي مخدوتهوش طول عمرها وحطتلي في كل شنطك وحاجتك مسجلات صوتية .. ومن حظي انك كنتِ جايبة حاجات كتير لبيت موسي لانك كنتو بتعزلوا اصلاً من شقتكو .. انا معرفش السبب الحقيقة ومكانش يهمني اني اعرفه المهم انه ساعدني. وبعد مراقبتك جبت روسيل ويوسف وجميل واهلك واهلهم ..
وبدأت بجميل اللي كان بيراقبك وعرفت انه واقع في غرامك.. وصلتله وقلتله ان موسي اعتدي عليا زمان واني عاوزة انتقم منه وهو ماصدق عشان بيحبك وهيمان بيكِ يا خبيثة.. وكان اتفاقنا نبوظ اللي بينك وبين روسيل او دا كان غرضي انا في حين اني كنت مفهماه إن اللي هيعمله هيكون عشان موسي يشوفك معاه ويشك فيكِ ..
أمنته كويس وعملت انا وهو موضوع كده لقناصين رشيد بيه شك فيه زي ما موسي بدأ يشك إن دي مش دماغ جميل وعشان كده خليت القناص يعلم جميل ويخليه يمسك القناصة عشان اللي بيراقبه يلاقيه فعلاً مش سهل والموضوع انه مش باين عليه مش اكتر!
وقتها فضلت ألعب علي حتت إن روسيل غدرت بيكِ لاني مقدرتش اسمع اي حاجة من اللي حصلت فوق في المستشفي لحد ما روسيل كلمتك في الاوضة علي التلفون بعد ما روحتِ
- اه مسمتعش اللي اتقال.. بس توقعت اعتذارها ليكِ عشان غدرت بيكِ وانا مكنتش محتاجة اكتر من كده.. ولما كلمتك لعبت علي اللي اعرفه من مقابلتك اللي رتبناها انا وجميل وكلام موسي في الاوضة معاكِ!
فلاش باك..
رفعت ميان رأسها من بين ركبتيها بإرهاقٍ علي إهتزاز الهاتف جانبها وقد مر وقتاً كبير علي بكائها حسرة علي روسيل التي أخبرتها بأنها تعرضت للإغتصاب، نظرت للسماء ولا تعلم كم مر من الوقت علي جلستها بتلك الطريقة فوق الرخام البارد، ابتلعت ريقها ناظرة نحو باب الشرفة المُغلق وآنت متحركة ببطئ في جلستها مجيبة علي الهاتف بوهن.. تتمني التخلص من يومٍ لا تعلم متي وكيف سينتهي سواده..
وقد بدأ بضغط مقابلة الطبيب النفسي وشعورها بألم موسي من صدمة علاجه بسببها .. ليستمر برؤيتها لذالك الخيال المُخيف.. حتي صُدمت بحادثة روسيل منتهياً بإعترافها المؤلم والذي قسم قلبها ألماً لنصفين!
- ازيك ياميان..
ونظرت للهاتف بصدمة تُرجمت فوراً بنهيج قوي ثم دموع ورعشة
- طب سيبي الموبايل وبصي قدامك وانتِ تشوفيني

نظرت بصدمة ورأتها بالفعل جالسة في الزاوية الآخرى للشرفة، تسارع تنفسها بقوة ووصلها الصوت عبر الهاتف كما وصلتها بسمتها المتسعة وغمزتها
-
انتِ مش مصدقة اني موجودة؟ .. انتِ مش مجنونة انا فعلا موجودة حتي كنت معاك النهاردة عن الدكتور النفسي
سالت دموعها مشددة علي الهاتف برعشة قوية
-
متخافيش ومتعيطيش انتِ مغلطيش.. انتِ اللي صح وكان لازم تمشي زي ما عملتِ وكان لازم تقوليله انك كويسة ومش محتاجة علاج.. مش شرط عشان موسي بيتعالج انتِ كمان تروحي
- موسي بيوديكِ عشان يعايرك بعد كده ويقولك يا مريضة.. هو اللي مريض مش انتِ واكبر دليل انه بيروح يتعالج
- بس هو.. هو بيتعالج بسب..بي
- لا يا ميان هو اصلاً مريض مش بسببك انتِ هو بيحاول يقنعك بكده مش اكتر
- طب عارفة لما النهاردة قالك تقدري تكوني معايا في نفس السرير وبدون خوف.. ولما قالك هلمسك انا.. هو كان بيعمل كده عشان عاوز يعتدي عليكِ مش عشان بيواجهك.. انا شفت نظراته واسلوبه
- انتِ غلطانة يا ميان انك عرفتيه ان في حد لمسك قبله.. وغلطانه انك قولتيله عليا.. هو دلوقتِ بدأ يحاسبك اهه.. شفتِ لما قالك مش قادر استوعب إن مراتي اتلمست من راجل وبنت شفتِ كان بيبصلك ازاي وقربك من السرير ازاي
مكانش لازم يعرف لانه في الآخر هيأذيكِ.. هو مستني يقرب منك مش اكتر..
لو ركزتي في تصرفاته هتعرفي انه مريض من الاول وبيتعالج من قبل ما يعرفك حتي
- شفتِ صاحبتك روسيل خانتك ازاي.. شفتِ ربنا بيردلك اللي عملتيه فيا ازاي.. وجميل كمان هيخلص عليكِ في الآخر وانتِ عارفة كده كويس
- متتكلميش خلاص كده كده هتموتي في الاخر ولو انتِ مخلصتيش علي نفسك هيجي اللي يخلص عليكِ لانك أفعي باينة وردة .. انتِ عارفة ان مظهرك خداع وعارفة إن موسي مسيره هيتصاب بلدغتك الخبيثة.. انتِ مريضة لإنك عارفة إنك بتخدعي الكل .. لإنك عارفة انك تعبان مش باين ولا ظاهر بحقيقته
أغمضت ميان عينيها تاركة كل شئ لتنهض ممسكة بقلبها الخافق بقوة ناحرة وفتحت باب الشرفة بكل طاقتها لتهرب من الغرفة بأكملها للأسفل، هبطت الدرجات بترنح ممسكة بالدربزين الذهبي وبمجرد ما وصلت للهول الكبير حتي فتحت الباب راكضة هرباً من أفكارها وصوت عقلها.. وقد علمت وتأكدت أن المرض بها هي!!
وتابعت ليالي بإحتقار
- وقتها مقدرتش اعرف اللي حصل وعرفت انك وقعتي في المسبح من الخدامة بس معرفتش تجبلي تفاصيل اكتر عشان لو في مراقبة في القصر متتقفش.. واستمريت العب علي اللي بسمعه واللي محدش بيسمعه غيرك والدوا اللي بيتحطلك في الأكل والشرب
توقفت ناظرة لميان وأخفت فاهها بصدمة مخبرة بإعتذار
- اه صح انا نسيت اقولك ان الدوا كان بيتحطلك بجرعات عالية.. ادوية هلوسة واضطراب وحاجات بتلعب في الهرمونات وتوازن المخ! .. ما دا اللي بقي بيساعدني اكتر .. يعني اقولك جملتين عن طريق مكبرات الصوات اللي اتزرعت في اوضتك في قصر موسي واوضتك في شقتوا الجديدة وهنا.. زي دي ..
قالتها مُشيرة للأعلي حيث تعرج بسيط في الطلاء من ناحية احد الاطراف !
- يعني اقول كلمتين واخليك تتخيلي اني قدامك وعقلك التعبان يكمل الباقي.. لحد ما جت سفرية الصعيد واعدت اسمع للخناق اللي حصل بين مامتك وموسي ولما جتلك نوبة الهلع كنت اتمني تتفضحي بس هو خبي الموضوع ومقالهوش الا لصاحبتك الخايبة.. ودا اللي انا قلتهولك في المكالمة وانتِ بكل غباء مسألتيش نفسك إزاي عقلك الباطن هيكون عارف دا مع إن انتِ نفسك كنتِ في النوبة ومش حاسه باللي بيحصل حوليكِ..
فلاش باك....
- ايه ياميان؟!.. خفتِ لما زعق مع مامتك.. خفتي يفضحك ؟!
ابتلعت ريقها دون إجابة وتابعت دانا بضحكة ساخرة
- طب تعرفي انه قال لروسيل إن معاكي نوبة هلع مش أزمة ربو!

ابتسمت ليالي بسعادة رافعة خصلاتها بتباهي للأعلي
- ساعتها بس عرفت اني اخيراً نجحت.. نجحت بإني اخليك متأكدة انك مريضة نفسية ومحتاجة دكتور .. الدكتور اللي انا رحتله علي اني مريضة وركبتله مايك بعد ما حصلت مشكلة كبيرة بين العيانين في العيادة بره طلع يشوفها !!
ولما رحتِ للدكتور تاني مع موسي وقلتيله إنك شفتيني واني قربت منك وبوسك وأذيتك
عرفت انك مش سهلة ومش بتستسلمي ولا هتستسلمي بسهولة .. يعني الادوية مأثرة عليكِ ومكالماتي وتعبك وبرده بتعافري ورحتِ تحكي للدكتور مع إني لو مكانك كنت سكت وعشت الجنون لوحدي بدل ما يقولوا علي مجنونة ويرموني في المصحات
وكان اهم حاجة عندي انك تاخدي العلاج..
العلاج اللي بدلتهولك وحطيتلك في علبته الدوا التاني بتاع الهلاوس عشان تبقي بتاخديه بنفسك وبدون ما احتاج لوسايط ولما قلتِ لموسي ان لما بتاخديه بتتعبي طبعاً مصدقش ولا الدكتور صدق لإن دا الطبيعي .. مالمفروض الدوا مساعد ياميان !!
ورحتِ للدكتور واقنعك تاخديه تاني ولما نزلتِ جميل كلمني وقالي انك معاه ومغمي عليكِ!!
فلاش باك..
- البت وجعت اعمل ايه .. انا مش عاوزها تموت.. انا خايف عليها جوي
- متخافش يا جميل مش هيحصلها حاجة.. المهم دلوقتِ هديك عنوان هاتها عليه بسرعة !
لمست ليالي خصلاتها حتي جذبت منهم القليل هامسة جانب أذنها
- وخلال ساعة كنتِ في المدرسة!
فلاش باك...
تحركت ميان متأوهة بألم من نومتها وفتحت عينيها ناظرة للسقف فوقها لتلمح المصابيح في الاعلي، وهيئة للغرفة تشعر وكأنها مألوفة إلي حداً كبير !
حاولت الإعتدال بدوار مُستنتجة بصدمة أنها نائماً ارضاً جانب الدماء!!
انتفضت بقوة مُستنشقة رائحة الدم قبل أن تشهق بذعر من ملابسها الملوثة به !
مسحت وجهها بإنتفاضة ناظرة للدماء فوق كفيها بصدمة
- لا.. لا...
همست بنهيجٍ مذعور لنفسها قبل أن تدخل في نوبة بكاء شديدة من تذكرها للغرفة والتي ما كانت غير فصلها المدرسي!

وابتلعت ريقها بصعوبة وبإستنادها واسترداد وعيها خفق قلبها من هيئة الغرفة التي كانت مألوفة لها..
مألوفة حد إنقباض القلب!!
شهقت ميان ببكاء مُرهق
- انا مقتلتش دانا.. والله هي اللي جابت الحبل .. انا مش فاكرة
وصرخت ليالي بها
- انتِ كنتِ هتوديها في داهية والحل كان انها تعلق الحبل وتتشنقي والدنيا مشيت زي ما قلنالها بس انتِ طلعت خبيثة ومش زي ما كنا فاكرين .. قتلتيها بدل ما تموتي انتِ
نفت ميان شاهقة ببكاء شديد
- والله لا.. حاولت اساعدها .. غصب عني ...اااه
قطعت استرسالها بتأوه شديد من ضربت ليالي التي بدأت تفقد أعصابها صارخة
- كفايا تمثيل.. ولو اللي بتقوليه صح فانتِ لازم تموتي زيها.. اشمعني هي!
صمتت متنفسة بقوة ونفضت خصلاتها الحريرية قبل أن تتابع بثباتها السابق وكأن شيئاً لم يكن !!
- بدأت وقتها أكلمك عن طريق مكبرات الصوت في الفصل وبدأت ارسملك خطة قتلي وأقنعك بيها لحد ما نزلتِ زي المجنونة وركبتِ تاكسي طبعاً السواق وصلك لبيتكو مع انك قلتِ العنوان بطريقة هستيرية وانتِ بتعيطي ومستحيل حد يفهم كلمة منك.. بس من حالتك وتأثير المدرسة عليكِ كنتِ زي المجنونة وكل لحظة بأكدلك إنك مجنونة وفعلاً نزلتِ من التاكسي غير ما تركزي السواق عرف منين العنوان بالظبط عشان ينزلك قدام العمارة مش علي اول الشارع حتي!!
وجه دوري ساعتها.. جيت وقابلتك في الشقة وفكرتك باللي حصل في المطعم والصدمة شلتك زي ما حصل
مع اني استغربت معافرتك معايا لحد ما اديتك حقنة المخدر..
توقفت ناظرة لأسفل حيث جسد ميان المُلقي كالخرقة البالية
- لو تعرفي دفعت كام في الحقنة دي ياميان.. كفايا تمن شحنها من بره!
بس هي مش خسارة فيك طبعا و انا مش زعلانة لانها خلتك احسن مما كنت عاوزة ..
لحد ما لبستك قميص النوم وبعتله رسالة من تلفونك.. وجه..
ودوري كان شبه انتهي بعد ما أعدت ارددلك الكلام اللي تقوليهوله قبل ما يوصل ورحت بسرعة وقفت جوا اتفرج عليكوا!

فلاش باك...
- ميان!
طرق موسي الباب برفق حتي لا تشعر والدة روسيل في الاعلي، وقبل أن يطرق مرة آخري شعر بتوارب الباب ليستنتج بذهول عدم إنغلاقه الجيد وعلي ما يبدو قد فتحته له ليأتي ويدخل علي الفور!!
سقطت دموع ميان بصمتٍ رغم أن شهقاتها بدأت بالخروج تحت حيث ليالي التي انحنت مجدداً جاذبة خصلاتها بغلٍ وبغض
- مخدرة ودماغك بايظة وبقوليله متسبنيش برده.. لسه فيكِ جزء بيعافر علشانه ..
واعتدلت واقفة بصراخٍ غاضب لتركل ظهرها بقوة
- برده فيك نفس لسه.. كان نفسي يعتدي عليكِ .. كان نفسي تعيشي حاجة زي دي حتي لو مش هتفتكريها كلها.. بس هو غبي.. متخلف ووقف.. اعد يعيط زي النسوان ويحضنك.. قاوم شكلك ومنظرك عشان ميأذكيش قال ايه بيحبك!
حتي بعد ما قلتيله اللي قلتهولك واستسلمتي للحظة وقلتي انك قتلت دانا برده مصدقش واعد يزعق ويقولك اخرسي ووقتها بدأت العب علي جميل.. جميل اللي خليته يصرخ قدامك وانتِ متخدرة في المدرسة
اللي خليته بيعيط من رعبه عشان هدفنه قدامك والارض بتتحفر.. جميل اللي هيخرج للنور لما تنتحري عشان مامتك تنشل من قهرتها عليكِ وانك اتظلمتِ لحد ما انتحرتِ فتموت زي ما مامتي ماتت من قهرتها علي دانا
وموسي هيسيبك لانك مجنونة.. هو دلوقتِ سابك خلاص ومبقاش بيجي ويسأل لانه زهق
مفيش حاجة اسمها حب يا ميان وتعلقكك بيه عشانك عاوزاه لانه غني وابن ناس مش عشان حب وعشق وزفت وبكرة هيسيبك وهتشوفي .. هيسيبك لان حالتك ميئوس منها ودا اللي قاله الدكتور الكبير لما خليت شرف يعرض عليه ورق حالة تانية تعتبر منتهية نفسياً.. طبعاً بعد ما خلصت اوراق البعثة بتاعت دكتورك عبدالكريم وسفرته بسرعة عشان مستقبله من ثالث يوم دخولك هنا!
ومدام موسي قوتك وهو اللي مخليكِ بتعافري يبقي انا ماشية صح وكان تفيكري صح لما قررت ابعدك عنه بمنع الزيارات زي ما دكتور شرف قال.
دكتور شرف اللي أكد لموسي انك قتالة قتلة لما حكاله عن سيناريو انا أمرته بيه.. سيناريو عن انك كنت هتشنقي بنت صغيرة بالحزام !
زي ما اعدت احكيلك بعد
جلسة الكهربة بتاعت امبارح
ولسه ياميان..
لسه مدام فيكِ نفس تعافري انا فيا نفس اخلص عليكِ..
انا عارفة انك صفقة حلوة اوي ليا لو ختك وبعتك تبع شبكة الدعارة بتاعتي ..
اه نسيت اقولك اني اكبر ممول للشبكات الاجنبية في مصر.. يعني اللي ورايا اجانب مش عرب.. اللي ورايا قوة وسلطة قادرة تنسف كل اللي في بلدك.. بس متعة تعبك وانتحارك تسوي ملايين الدنيا
ابتلعت ميان ريقها ومالت فوق الارض بإستسلام واهن وبنومها أثارت ليالي التي رأتها متحملة ومازال لديها أمل
- مش وقت نوم يا ميونة .. عندك جلسة!
قالتها وخرجت مُرسلة الاطباء لها لتبدأ جلستها الكهربية التي تعافر بها وهي مُستيقظة وواعية دون مخدر كما المفروض!!
- لا.. لا مش عاوزة
صرخت ببكاء معافرة الاطباء الذين قاموا بجذبها ورفعها وتحول صوتها لصياحٍ هستيري عندما دخلت الغرفة ورأت الأجهزة مجدااً
- انا مقتلتشهاش.. انا شلت رجلها بس مقدرتش اشيلها .. لالا.. مش عااوزة .. موسي هيديكوا فلوس برده.. موسي غني هيدفمممممممم
صاحت بقوة تحت اللازقة التي وضعت فوق فمها ونظر الطبيب للأخر بأن إمكانية وضع اللازقة مستحيل لأنها تحتاج دائماً لقناع التنفس الصناعي اثناء الكهرباء بسبب ضعف رئتيها ..
ولكنه تجاهل فلن يعرض مركزه للخطر بصراخها الذي سيتسبب بفضحهم كما أنه واثق كل الثقة بنفوذ ليالي والتي ستُخرجه في ثانية واحدة من البلاد في حالة موت ميان الذي سيتم إظهاره علي أنه إنتحار من ضعفها ونفسيتها المتدمرة!!

******

وميض العشق.. الجزء الثاني من كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن