الفصل السادس

ابدأ من البداية
                                    

سألت بدهشة:"هل طلب منك ابي كتابا؟!"

كانت حاضرة اللقاء الوحيد بينهما.  .كان يوم الحفل .

لم يتطرق اي منهما الى كتب او كتابا او اى شئ من ذلك القبيل ..

اومأ البك  :"نعم ..طلبه منى. .انه الكتاب الذي يبحث عنه منذ شهور ."

امسكت بالكتاب تبحث عن عنوانه علها تفهم ..

كان الكتاب عن انهيار الحضارة الاسلامية بالاندلس ..

فوالدها رغم كونه طبيب عيون الا انه عاشق للتاريخ ..وبالفعل كان يبحث عن هذا الكتاب ..لكن السؤال هو كيف عرف ادهم ؟!

نظر اليها وكأنه عرف ما تفكر فيه  فرد :"لقد طلبه منى ".

فسالته :"متى؟؟ في الحفل؟"

ولكن كيف ..فلقد كانت معهم ..ولم يتحدثوا عن التاريخ ..

نفى ادهم بهز رأسه :" لا ..لا ..كنا بالنادى عندما طلبه منى".

همست بتعجب:"بالنادى؟!"

اومأ ادهم ثم استطرد  :" لقد تقابلنا  هناك بضعة مرات ..ثم تحادثنا علي الهاتف ..و خرجنا للطعام مرتان تقريبا  علي مااعتقد  ..

وعندما اخبرنى عن رغبته فى هذا الكتاب ..فأخبرته ان لدى نسخة منه ..ويسعدنى ان اهديها له ".

فتحت فمها بشكل غريب من الدهشة ..
متى حدث كل ذلك ؟؟

لم يخبرها والدها عن هذا الامر ..

وهو ليس مجرد لقاء واحد لينسى ذكره ..و انما لقاءات متعدده مع رئيسها ..

ترى فيما تحدثا في تلك اللقاءات ..لو كان الحديث يشبه حديثهما يوم الحفل ..اذن فلقد نالها نصيب الاسد منه ..عنها وعن بطولاتها في المصارعة ..

شعرت بالخجل بينما تأخذ الكتاب وتهز رأسها بإيماءة صغيرة ..كان لابد ان تعرف بالامر من والدها ..

******

عادت الى المنزل وكلها غيظ ..

سالت والدها بينما تعطيه الكتاب :"ما مدى علاقتك بمديرى؟"

اجاب الاب ببساطة :"تقابلنا بضعة مرات... انه   لطيف للغاية".

ظل الاب طوال العشاء يكيل المديح لادهم ..وافكاره ..و اسلوبه ..

كرهت مديح والدها ...

فى وقت اخر كانت لتفرح انها ووالدها يرونه بذات الكيفية ...انها ووالدها يحبونه ....

لكن بعدما عرفت ..انه لغيرها ..ولن يكون يوما لها ..تمنت لو يسرد والدها فيه الذم الشديد ..وان يصفه بأسوء النعوت ...

ربما لو قال فيه كلمة ذم ..لأقنعت قلبها انه لا يصلح لها .

ربما لو رأى والدها انه ليس الشخص المثالى الذي يظن وانه شخص عادى به من صفات الشر كما له من صفات الخير لربما  وجدت من الصفات ما ينفر قلبها منه ..

الا يكفى انه يعذبها بقربه منها طوال الساعات العمل ..حتى يعذبها حتى فى ساعات راحتها ..فى منزلها ...

انسلت الى غرفتها بعد العشاء مباشرة الى غرفتها وهى تفكر فى حالها ، ربما من الافضل لو استقالت الان قبل ان يعذبها  اكثر بخطبته ...

او زواجه من تلك التى تحدث عنها ...

كيف سيتقبل والديها خبر استقالتها ؟؟

وكيف ستبرر لهم قرارها المفاجئ ؟؟

وهو ..
هو كيف ستقبل تركها للعمل ؟؟

انه يذلل لها كل الصعاب ..

ما مبررها؟؟

فلا تعتقد ان احدا قد عمل تحت امرته يوما ان يترك العمل طواعية ..

استيقظت من نومها القلق وكلها شوق له ..

كيف فكرت بالاستقالة والابتعاد عنه ..

لابد انها كانت تهذى ..
كيف  طاوعها قلبها على التفكير فى البعد عنه ؟؟

كيف فكرت ان تبعد عنه ..
الا تسمعه ..او تراه ..او تشتم عطره ..بين الحين واخر ..

الا تستمتع بالعيش معه ...تعمل تحت امرته ..

فهو كمدير يتمتع بخبرات ادارة تفوق عمره وسنوات خبرته ..

وكأنه خبر الادارة فى حياة اخرى ..

و كمهندس  لا يشق له غبار فهى تتعلم منه اضعاف ما تعلمته فى كلية الهندسة . ..طيلة الخمس سنوات دراسة ..

ستبقى ..
حتما ستبقى ..

الا يقولون ان الحب دون امل اسمى معانى الغرام. 

ستبقى ..وستستمد سعادتها منه ..من قربه ..
يكفيها ان تكون بجواره ..

*******

كان اليوم يسير بوتيرة معتادة ..

كانت فى مكتبه تسلم تصاميم عن احد المشروعات  عندما جاءت السكرتيرة تخبرها ان احدهم بالباب  يريدها ..

سالته بينما منشغلة بكتابة ملحوظة :"من؟"

اجابت السكرتيرة بحيرة :"رفض ان يخبرنى باسمه".

اشارت لها بينما انعقد حاجباها :"دعيه يدخل ".

رفعت رأسها لترى القادم متوقعه انه مهندسا او زميل فى عمل ادارى. ..

كان ادهم منكبا على كرسى التصاميم ..

عندما دخل الزائر الغامض.

هتفت بحدة تلقائية :" ماذا تفعل هنا؟"

رفع ادهم رأسه ناظرا نحو الزائر بينما شحذت حواسه فى وضع  دفاعى ..

رد عادل فى عتاب ،غامزا بعيونه  مستغلا وسامته التى بدت مقيتة للغاية فى هذه اللحظة :" ما هذا الاستقبال السئ يا  دودى ؟!...اهكذا تقابلى حبيبك؟!"

وقف ادهم ملقيا بقلمه الرصاص و قد جمدت ملامحه ..لكن لم ينتبه له احد ..

بجانبك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن