"10"

233 18 0
                                    

صلوا علي من ياتي يوم القيامه ويقول امتي

#######################


#الجدية_في_الإلتزام (10)

إخوتاه ..
من طرق العلاج :
خامسًا : عدم التسويف .
فمن مظاهر عدم الجدية في الالتزام كثرة الوعود والأماني مع التسويف ، فتجد المرء منَّا يمني نفسه ، تقول له : احفظ القرآن . فيقول : سأحفظ إن شاء الله عندما أجد الوقت . وبطبيعة الحال لا يجد الوقت فهو مهموم دائمًا ، يقول : عندما أنتهي من الدراسة سأتعلم العلم الشرعي ، وأتفرغ للدعوة إلى الله ، ثمَّ يدخل الجيش فيقول : عندما أنتهي من هذه الفترة الشاقة سأصنع ما أريد بإذن الله ، ثمَّ تنتهي مدة الجيش فيبدأ في البحث عن العمل ، ثمَّ يقول : لابد أن أتزوج ، فيظل مهمومًا بأمر الزوجة والبحث عنها ، ثمَّ يجدها فيهتم بأمر الشقة وتجهيز المنزل ، ثمَّ يتزوج فيبدأ في السعي لتحسين وضعه الاجتماعي ، ثمَّ يرزق بالأولاد فيظل مهمومًا بأمورهم هكذا دواليك .
والعجيب أنّك قد تجد رجلًا من هؤلاء في النهاية قد رضي بهذا الضنك ، ويقول : هذه سنة الحياة !!
سنة الحياة أن تعبد الدنيا وتنسى أمر الآخرة !! سنة الحياة أن تهجر الطاعات من أجل الهوى والشهوات !!
إخوتاه ..
بسيف التسويف قُتل أناس كثيرون ، فالتسويف رأس كل فساد ، فمن أجَّل الطاعات لغد وبعد غد لا يلبث أن يتركها بالكلية ، فالشيطان يسول له ، ويمنيه ، ويغريه بطول الامل ، والموت يأتي بغتة ، والقبر صندوق العمل .
في قصة الثلاثة الذين خلفوا ، كان كعب لديه المال ، يقول كعب بن مالك : " فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ، ولم أقض شيئا ، فأقول في نفسي : أنا قادر عليه . فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد ، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه ، ولم أقض من جهازي شيئا ، فقلت : أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم ألحقهم فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم أقض شيئا ، ثم غدوت ، ثم رجعت ولم أقض شيئا ، فلم يزل بي حتى أسرعوا ، وتفارط الغزو ، وهممت أن أرتحل فأدركهم ، وليتني فعلت ، فلم يقدر لي ذلك ، فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفت فيهم أحزنني أنِّي لا أرى إلا رجلا مغموصا عليه النفاق ، أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء [4].
وهكذا في نهاية المطاف وجد نفسه في وسط المنافقين ، وهذا من جراء التسويف .
إخوتاه ..
الحذر الحذر من التسويف ، وطول الأمل ، قبل فجأة الموت ، وحسرة الفوت .
يا من تعمل في أعمال محرمة ، إياك أن تسوِّف ، فقد تموت قبل أن تتخلص منه ، هيا الآن ، لا تؤجل ، لا تعطل ، واتخذ هذا القرار الحاسم في حياتك فهذا دليل توبتك حقًا ، لا أن تتشدق بالأوهام .
يا من يريد حفظ القرآن قل : سأبدأ حفظ القرآن اليوم ، كل يوم ربع أو ربعين ، وتلزم نفسك بذلك إلزامًا صارمًا ، ولا تتهاون في عقاب نفسك إن قصرت ، وإلا فستصبح من أصحاب المظهرية الجوفاء الذين يكثرون من الوعود والأماني .

يتبع بإذن الله  ..

........
صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم

الجديه في الالتزامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن