الجزء الاخير ...ولكنها البداية

Start from the beginning
                                    

وقتها لم تلامس دموع ياسمين خدها فقط بل لمست الكثير من الحاضرين نهضت من مكاني في ثقة واقتربت منها مبتسما بعد ان طلبت منها ان تجلس وتترك لي الحديث لأقول وقد اخذت مكانها وانا أدور وانظر إلى الموجودين :
"وكلمتني دعاء وحكتلي عن ياسمين وظروفها وان احنا لازم نساعدها تاخد حقها من اللي ظلموها في الفتره دي بدائت احس ان كل اللي حواليا شايفني بنك محدش بيقولي كلمه حلوه الابتسامه وراها طلب الضحكه علشان شوية فلوس كنت ببيع السعاده طول حياتي للي حوليا علشان كلمه حلوه او حد يطبطب عليا بس للاسف ملقتش روحت لياسمين وكنت حابب اسمع منها وبعد لما خلصت قولتها مفيش مبرر واحد يخليكي تعملي كده وان الفلوس مش كل حاجه اهم حاجه الناس تحترمك قالتلي اقلع بدلتك وساعتك وسيب عربيتك وامشي وسط الناس شوف هيحترموك ولا لاء ساعتها ضحكت وقولتلها اكيد هيحترموني ضحكت وقالتلي دول هيدوسوا عليك انت فاكر الناس بتحبك ليه فوق يا مدثر كل واحد في الزمن ده بيقول يلا نفسي وانت بتضحك على نفسك وكنت فكراك اذكي من كده بصراحه قعدت افكر في كلامها كام يوم وحاولت اقنع نفسي بس ملقتش غير طريقه واحده بس وهي اني انزل الشارع وفعلا حطيت في شنطه العربيه الشوز القديم وطلعت قميص وبنطلون وغيرت في العربيه وركنتها وبدائت اتكلم مع الناس في الشارع واقعد على قهوه عاديه واطلب شاي وافتح موضيع على اساس اني واحد منهم شفت اللي قاعد مش قادر يروح علشان معهوش يجيب اكل لاولاده وشفت اللي خلص جامعه وبيدور في جرنان قديم على شغل بأي فلوس وواحد بيقول انه خاطب من خمس سنين ومش عارف يتجوز بصراحه قلبي وجعني وبنفس الهدوم حاولت ادخل شركات أدور على شغل بمنظري ده اتطردت من على الباب والادهي من كده اني اتخذت تحري وانا ماشي في الشارع ومتصلتش بحد وقلت اني معيش بطاقه واضربت بالقلم على وشي كمان كل ده علشان باين للناس اني فقير بصراحه بعد لما اخدت القلم لقيت نفسي برفع ايدي ورديت القلم على وش الظابط عارفين يبقي مين.."

سكت الجميع ليقف هشام ويقول: "انا"
ابتسمت واقتربت منه لكي يجلس من جديد لاكمل:
"ساعتها لقيت ميت واحد بيضربوا فيه وانا اللي طالع عليه اني اقول انا مدثر الحسيني لحد لما ظابط اخد باله وقال لهشام وهو بيبعده عني حاسب يا هشام ده لو فعلا مدثر الحسيني يبقي كلنا هنروح في داهيه دخلوني للمأمور اللي عرف وتتأكد من شخصيتي لما كلمت مدير أمن المجموعه..."،
لاشاور عليه وسط الحاضرين وهو كان في الاصل مدير أمن سابق ومساعد وزير الداخلية :
"جه هشام يعتذر لحد لما بقينا اصحاب وطلبت منه ميفتريش على حد تاني مش علشان قوي تدوس على الغلبان وبقينا اصحاب خرجت واتغيرت الدنيا في عيني تماما وحسيت بياسمين في الوقت ده دعاء ظروفها اتغيرت بعد لما أطلقت وجت تشتغل عندي وهي اللي كانت بتصرف عليه وتساعدني ايّام الكليه وفعلا أتعينت في مكان يليق بيها ما انا لازم اردلها الجميل لقتني بقرب اوي من ياسمين وف مره لقيت صوره على مكتبي واحد مصور هالي وانا قاعد معاها وبيقولي انا جبتها قبل ما تتنشر وقتها طلعت دفتر الشيكات وشكرته وسألته جبتها منين سكت وعدته انه هيبقى سر واني هديله شيك تاني لو قالي على اسم الشخص ده، في الاول خاف وبعد كده قالي انه عمي -فؤاد- وسمعني كمان مكالمه صوتيه ليهم...".
وهنا خرج فؤاد عن شعوره ليقول:
"كدب كدب الكلام ده محصلش"، ابتسم وأقول "اقعد يا عمي علشان صحتك"، ثم اخرجت هاتفي لاسمعهم الحوار، و اكمل الحديث  "طبعا قلت للشخص ده مش عاوز اشوف وشك تاني لأن اللي يبيع مره يبيع الف ومع كده عدتها وشغلت ولاد عمي في مناصب عمرهم ما يحلموا بيها عمي اللي بعد موت ابويا مكناش بنشوف وشه غير في الأعياد يجي يرملنا قرشين ويمشي لكن امي امينه كانت بتقول معلش يا مدثر ده عمك برضوا صله الرحم يا بني وسمعت كلامها لحد لما شفت مدام ملك واتجوزتها وقتها كانت طايره من الفرح وكنت بسمع منها كلام ولا في الاحلام عايشتني في وهم كبير ابتدت عينيا تفتح واشوف حاجات عمري ما كنت أتوقع انها تحصل وعلى سبيل المثال اني اسمع اخويا عمر بيتكلم عليا واد ايه هو بيكرهني حاولت اكدب وداني وقتها حسّيت ان الدنيا بتلف بيا وقررت اساعد ياسمين وفعلا وقعت صاحب الشركه وجوزها في شر اعملهم انا مش بأذي حد انا بديك الخير والشر واسيبك تختار وعلشان الانسان طماع دايما بيختار الشر اكتر من الخير مهو مش معقول ابعلك حاجه تمنها الف جنيه بعشره جنيه وهتكون سليمه وده اللي حصل بعد لما اخدت كل البيانات اللازمه من ياسمين خليت ماركو يبعتلهم شحنه اغذيه منتهية الصلاحيه وهما كانوا عارفين كده وطلبوا بدل الوحده عشره وقالوا انهم هيخرجوها من الجمرك بمعرفتهم لكن انا مخلتهاش تعدي واتقبض عليهم وخلت ياسمين تروح تزورهم في السجن بجواب توصيه مني وقتها طارت من الفرحه وقررت تسيب الشغل بس انا وقتها رفضت وطلبت منها تساعدني هي ودعاء ورسمت الخطه معاهم وبعد كده دخلت جاسر وهشام كانت قبل المصيبه بست شهور صورت نفسي وانا بلعب قمار وبشرب خمره وواقف مع ستات حد هيقول في بني ادم عاقل يعمل كده هقوله اه فيه..."
اصمت قليلا وأقول وانا انظر إلى وجوههم المندهشة:
"عارفين لما تبقوا وثقّين في شخص وبتحبوا عمركم ما تصدقوا اي كلام عليه حتي لو شفتوه بعنيكوا بس احنا شعب ما شاء الله عليه بيشوف بودانه بنصدق اي حاجه ونعمل منها حدوته كبيره بس الكويس انها بتاخد يومين وتتنسي ونرجع ندور على حدوته تانيه وتالته، لما اخدت القرار اني اسيب كل حاجه كنت فاكر الموضوع هياخد يومين اسبوع وهلاقي ناس كتير هتقف جنبي وقتها ضحكت يا سمين وقالت انت طيب اووي ده مفيش حد هيعبرك ومفيش باب هيتفتح في وشك بصراحه قولتها وكنت ساعتها اغبي واحد في الدنيا لو اهلي بعوني في اصحابي ولو هما كمان بعوني يبقي مش فضلي غير اخواتي ... على الاقل صافيه هتفضل جنبي.."،
ياسمين رفعت حاجبها وقالت: "يمكن"،
"علشان ننفذ اللعبه كنت محتاج لناس اثق فيهم جدا اخترت حازم وجاسر وعاصم وهشام وطبعا ياسمين ودعاء بس كان فيه حاجه عاصم ميعرفش ان معايا حد خالص وده سبب كان في دماغي".
هنا ظهرت علامات الذهول على وجه الجميع قائلين:
"عاصم معاك في اللعبه"،
اضحك وأقول "طبعا عاصم معايا في اللعبه اكيد وناس تانيه موجودين دلوقتي هتعرفوهم بس اخلص الاول بالترتيب، نزلت الأسهم بتاعتي في البورصه لما الصور انتشرت طبعا وقتها طلبت من ناس كتير تقف جنبي ملقتش حد معايا وده اللي خلاني ارسم الخطه وفعلا وقعت زي ما انا عاوز بعد لما بعت الشركه لعاصم علشان أسدد ديوني اللي هي مش موجوده اصلا وفهمت عاصم هيعمل ايه كويس كنت بدور هروح فين لو كل الأبواب اتقفلت في وشي رسمنا كذا خطه مع بعض لو واحده مش نجحت هيبقي فيه خطه بديله وبدائت اللعبه اولا مقابلتي مع الشيخ حسن مش صدفه قبليها اتصلت بيه دعاء وراحتله المقابر وكانت الساعه عشره الصبح طبعا هو علشان راجل طيب وانا اعرفه كويس من كلام امي كنت متاكد انه هيجي ويساعدني وفعلا عمل كده وكنت دارس الحاره كويس واللي متعرفهوش ان عنتر وأشرف شغلين معايا من الاول"، أشير بيدي عليهم وهم يلقون علي التحية وكأني رئيس مباحث، "وانا اللي خلِّتهم يروحوا الاسم يبلغوا عني هشام اللي انا جبته مكان ياسر اللي كان عملي صداع وكان هيموتني وعلى فكره مش عاوز أنكر دور مدير الامن السابق اللي شال من عليا كتير جدا وسهل تهريبي بعد لما عمر بيه وعمي جم بأذن من النائب العام، طلعت اشاعة اني اخدت قرض خمسين مليون دولار وده محصلش اصلا والبركه في جاسر اللي نشر الموضوع واللي انتم متعرفهوش ان جاسر شغال في القناة بتاعتي.. ايه يا جماعه مستغربين ليه وهو كمان اللي صور الفيديو اللي كان مع عمر وانا قطعته وكملت بعده انه لعبه وانه مجرد تمثيل"، تخرج ياسمين قرصا مدمجا 'سي دي' من حقيبتها وتضعه في الجهاز لينظر الجميع إلى الشاشة العملاقة وانا اجلس وبجواري جاسر وشريف ووليد طبعا الكبير وطارق "هيسالوني احنا شفنا الڤيديو ومكنش فيه لا وليد ولا شريف هقولهم زي ما عمر لعب انا كمان لعبت وخليت وش الاتنين مش يبان وهما اللي كانوا مديني ضهرهم والكبير طبعا وقتها كان مقتنع اني بعت ماركو اللي موجود معانا طبعا واهتعرفوا الحقيقه كمان شويه قدرت بعد كده دعاء توقع حنين وتديها مبلغ كويس علشان تضحك على ياسر اللي خليتوا يبلع الطعم وهي فاكره لحد دلوقتي انها هي اللي بتضحك علينا..."
"مدثر" قالتها ام وليد فجأة لأنظر اليها وأقول "نعم"، تنهض وتقول "مين اللي بعت عربية الاسعاف واخد الست فتحيه وعملها العمليه"، انظر في الارض لتقترب ياسمين منها وتقول "مدثر اللي عمل كده لما سمع انها تعبانه وعلى فكره انا اللي اشتريت كل حاجة حبيبه بأمر منه هو مكنش ينفع يبان في الصوره"، يبتسم الكبير ويقول:
"يعني مش قولتلي على الحكايه دي يا بني"، ابتسم انا ايضا ثم أقول "مش كل حاجه تتحكي واللي فيها لله عمرها ما تغرق"، يهز رأسه ويقول "صدقت يا ولدي"، اضحك قائلا "طب ما انت كمان متعرفش انا عرفت انك عم هشام ازااي"، يضحك ويقول "اي حاجه ممكن أتوقعها منك"، اضحك انا ايضا وأقول:
"لما جالي ملف هشام قريت اسمه بالكامل وعرفت العداوه اللي بنكم علشان كده ربنا جعلني سبب اني احلها بس عاوز اقولكم حاجه دي فعلا احسن سنه في حياتي"، ثم اقترب من رؤوف النصاب وكانت تنظر له ملك في غيظ واضح ثم أقول "ده اشيك نصاب في مصر ده اللي رجعلي الفيلا واخد بطاري من ملك اللي طردتني علشان الفلوس، على فكره يا جماعه فيه بعد كده مفاجات كتير جداااا لسه العرض مستمر".
"اللي انتوا متعرفهوش اني كان المفروض اتجوز مريم علشان حبتها بس كنت مراقب فريده علشان الله يرحمها كانت جريئه جدا واللي كان بيراقبها قالي بالصدفه انها راحت عياده دكتور كبير للأورام بعت دعاء العياده وعرفت من الممرضه بعد لما جرتها في الكلام وأديتها مبلغ حلو خلا الممرضه تديها صوره من تقرير الحاله بتاعتها ولو مكنتش اتجوزتها كنت هحكم عليها بالإعدام يعني انا متجوزتش فريده علشان جرائتها زي ما كان معروف عنها وكنت عارف اني بوجع مريم بس وقتها قولتلها سيبي ياسر عليا وقولي انتي لمريم فكنت واثق انها هتحكلها وحصل"، يتكلم عمي فؤاد ويقول:"طب والارض اخدتها ازاي"،
اضحك وأقول "ما انت اكيد فهمت اني مش واثق فيك وعلي فكره الارض دي مش بتمانيه مليون دي سعرها في الوقت ده كان عشرين مليون انا دفعت اتناشر واتفقت مع صاحبها على اللعبه وكتب عقد باسم الشيخ حسن وده اللي انت متعرفوش ووقتها مكنتش اعرفه ولا هو يعرف لحد دلوقتي ودفعت انت الفرق وخليته يكتبلك عقد بيع وشراه ومسجل في الشهر العقاري يعني ما خسرتش حاجه"، ينظر لي الشيخ حسن ويقول "ومش خايف يا بني أطمع فيها واقولك ملكش عندي حاجه"، اضحك وأقول "من غير ما تقول كده عارف انك لا يمكن تقبل قرش حرام وده اللي اعرفه عنك ولا عاوزها صدقني انا مسامح متغلاش عليك"، يقترب من ويقول:
"يا بني حلال على صاحبها كفايه ثقتك فيا ما هو لازم يبني نأمن لبعض يأما تبقي على الدنيا السلام عمر الشر ما هينتصر طول ما فيه خير والدنيا يا بني دي دار عايشين فيها نعمرها مش نخربها انت اخترت تعرف اللي حواليك بطريقتك وحطيت نفسك في ابتلاء بايدك وربنا وقف جنبك ونورلك بصيرتك وكان ممكن اي حد من اللي اخترتهم دول يبقي خاين بس ربنا كريم وسترها معاك"، اقبل رأسه وأقول "انت طيب اوي يا شيخ حسن، اقعد وانت تعرف بقية الحكايه".
وضعت يدي في جيبي وانا انظر الي اخواتي لأقول "انتوا فاكرين اني اقدر ااذيكوا انتوا اخواتي مهما حصل"، انظر الي صافيه وأقول "طبعا انتي اختي بنت امي وابويا اللي لعبتي عليا وسمعتي كلام جوزك رمزي في الاول وصدقني الكلام اللي قلهولك"، ابتعد عنها واذهب الي رمزي وأقول "طبعا انا عارف ان ربنا هداك وانا فرحان علشانك اوي بس لازم تفهم اني حاربتك بنفس السلاح اللي حربتني بيه وان من اول يوم ولولا صاحبة ياسمين بتحضرلك في الفخ ده وهي اللي زقت عليك فرفشه وصورتك واخدت منك ميت الف جنيه والصوره اللي اديتهالك دي جاسر اللي مفبرقها وانت رايح تبعها لكل واحد شويه، بس عارف يا رمزي انا مسامحك من كل قلبي وهساعدك واقف جنبك ان الله غفور رحيم يمكن كنت سبب في هديتك، اما حضرتك يا هايدي انتي ومروه قرصت ودنكم وكفايه عليكم كده المستشفي هترجعلكم بس على شرط مريم هتبقي شريكه معاكم"، "مدثر.." انظر خلفي فأجد وليد يقترب ويقول "انا عاوز اطلب ايد هايدي منك هي قالتلي انها موافقه بس اكون زيك"، انظر له وأقول "وَيَا تري انت زيي"، يضحك ويقول "هي مش عاوزاني اونر هي عاوزاني طيب وقلبي ابيض ده اللي انا فهمته"، تقف هايدي وتقول "فعلا ده قصدي ومكنتش فاكره انك هتفهمه بسرعه كده"، اقترب منه وأقول في فافتخار "مبروك يا وليد انا موافق"، اري الغيظ في عيون عمر ولكنه لم يقوي على الكلام لأقول له:
"قولي يا عمر انت بقي عاوز ايه وانا مستعد اعملهولك

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Mar 19, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

مُدثرWhere stories live. Discover now