الليلة الرمادية

Start from the beginning
                                    

"بخير"

"بخير"

" مروة هل تستطيعين ان تسدي لي معروفا ؟؟؟"

"ماذا تريدين ؟؟؟"

"اللغة العربية ..."

" اهه ... لا استطيع ان اساعدك لم احضر كذلك"

"ماذا عنك ريحان...ساكون شاكرة"

"اااه ... تتكلمْن معي"

"ريحان غائبة كليا عن هذا العالم خلال هذه الأيام...في ماذا تفكرين ؟؟؟"

"دعكُن مني... ماذا قلت يا فرح"

"لم استطع انجاز الواجبات التي كلفنا بها أستاذ اللغة العربية, هل تستطيعين ان تنجزيها لي ...لا يهم ان تكون منجزة بشكل جيد"

"اسفة....لا استطيع"

"شكرا جزيلا"

"العفو !!"


مرت اربع ساعات , و انتهت كل الحصص لهذا اليوم , بالنسبة لي كان هذا اليوم طويلا جدا, كل شيء مر بصعوبة ,كانني كنت اشاهد عرضا بطيئا مملا .... لم أتكلم كثيرا على غير عادتي , بعد و قبل كل كلمة كنت ابلع ريقي بصعوبة ,كان الحروف و الكلمات كانت عاجزة عن مفارقة فاهي.... و بقيت هكذا طول الطريق

"الى اللقاء نلتقي غدا"

"غدا ان شاء الله"

قلتُها بنوع من الاستفزاز بعد ان ذهبت فرح متجهة عبر المنعطف نحو منزلها ... تبقت بضع امتار و تصل مروة لمنزلها أيضا , و اكمل طريقي و حدي بعدها... هذا ما كان يتكرر كل يوم بشكل رتيب و ممل

لكن اليوم كان مختلفا ... مختلفا جدا

"ما الامر ريحان .... لا تبدين في حال جيدة"

" اقتربتِ من الوصول"

"انا أتكلم في موضوع و انت تحولينه لموضوع اخر"

لم اعلم كيف, و لا لماذا... لحظة , هل كانت ردة فعل لا ارادية , دماغي الغبي ذاك يفعل ما يحلو له , وقتما شاء

بقوة بدات ابكي .... شهقات متتالية ترتفع واحدة تلو الأخرى...كنت ابكي بشكل هستيري غريب ,لقد انهرت كليا و بشكل مفاجئ...

هي الان تضمني بذراعيها محاولة التخفيف عني , لكن ذلك لم يزد الطين الا بلة , فارتفعت شهقاتي من جديد ... لم اشعر بنفسي الا و انا شبه نائمة ... امشي بخطوات منهارة

انا الان امام باب بيت مروة اجفف دموعي الغزيرة التي لم تكف عن السيلان, كأن الثلوج دابت في موسم واحد فكونت سيولا غزيرة لا تجف على طول الزمن

ناولتني كاس ماء , فاستعدت وعيي و أخيرا , كأن الماء سقى روحي من جديد و رواها ,فلم اشعر بنفسي الا و انا اودعها شاكرة ... لملمت ما تبقى من كبريائي اللئيمة, و جففت دموعي البغيضة تلك ...كأن شيئا لم يكن ,و اتجهت نحو المنزل طلبا في نيل قسط من الراحة و ان كانت الراحة و الاطمئنان قد باتا اعدائي منذ ايام

كانت تلك الليلة رمادية بكل المقاييس ... لطالما اخبرني الجميع ان الرمادي يليق بي لكنني لم اظن ابدا انه سيلازمني يوما و يلون ليلتي تلك كما يشاء ... لكنه فعل .... فتبا للرمادي و تبا لليلتي تلك

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

انتهى الفصل  , تجاهلو الأخطاء لانني كتبته باستعجال شديد

أتمنى ان يكون قد اعجبكم , ابدو اراءكم و انتقاداتكم ... فهذا سيسعدني و يحفزني في كل الاحوال

ملحوظة = كل ما كتب في هذا الفصل حقيقي

ساشتااق لكم كثيرا ... الى اللقاء



ليال من كل الالوانWhere stories live. Discover now