الجزء الثالث والعشرون

Start from the beginning
                                    

"انا كان مالي بس رميت نفسي في سكه مش بتاعتي اديني خسرت كل حاجه في غمضه عين ورجعت على الحديدة اشتريت عداوه واحد كنت فاكر انه ميت ونزلت ضرب فيه لحد لما قام من موته واداني على قفايه نفسي اعرف انا كنت بكرهه كده ليه عمره ما عمل معايا حاجه وحشه، بالعكس ده كان احسن من اخويا وصحبي اللي لما احتاجتلهم دلوقتي قفلوا بابهم في وشي، مع اني كنت بعاملهم كويس...، صحيح الدنيا بتلف لا بتخلي الراكب راكب ولا الماشي ماشي... شهد بنتي وحشتني اووي وكمان صافيه يا تري يا مدثر لما خسرت كل حاجه ده كان شعورك برضوا، بس الظاهر حقك بيرجعلك اديني ماشي مش عارف رايح فين سايب رجلي توديني من غير ما اقولها، اخص عليك يا رأفت بعد لما كنت بصرف عليك..، تبعني كده بس انا اللي غبي كان المفروض أتوقع ده من واحد باع صديق عمره قبل كده، اديني ماشي بكلم نفسي زي المجانين بالظبط".
أجل إنه رمزي يسير واضعا يده في جيبه لا يرى أحدا أمامه، لحيته طويلة ومنظره شنيع اقتربت منه كثيرا بعد ان كنت أراقبه لأسير بجواره وأقول قبل ان ينتبه:
"ندمان يا رمزي على اللي عملته فيا"
نظر الي وأكمل سيره ليقول "مدثر"، اضحك وأقول "اومال انت شايف واحد تاني"، يبتسم رغما عنه ويقول "طبعا ندمان لسه بسأل نفسي انا كنت بكرهك ليه"، لأرد عليه فورا وأقول "وَيَا تري لقيت الاجابه"، ينظر لي في كسرة ويقول "العين ما بتحبش اللي احسن منها سامحني يا مدثر انا خلاص معدش عاوز حاجه من الدنيا"، أضع يدي على كتفه وأقول "عارف يا رمزي انا اتبهدلت اد ايه ميجيش حاجه جنب اللي انت فيه اتمرمط وجعت ونمت في المقابر في عز البرد واول لقمه أكلها كانت من طفلة سألتها ايه ده قالتلي رحمه ونور وطلعت تجري ساعتها بصتلها وقلت وانا عارف انها مش هتسمعني هو لسه فيه رحمه عند البشر، بعديها لقيت واحد لابس جلابيه ربنا بعته ليا نجده مش عارف من غيره كنت عملت ايه مع اني بعدها برضوا طلع عيني وأضربت بالنار ومكنش معايا فلوس بس كنت بحمد وبنا في كل وقت طعم الظلم وحش اوي يا رمزي ميحسش بالظلم غير واحد عاش فيه علشان كده قلت اخد حقي بدماغي وأركن قلبي الطيب على جنب، بس صعبت عليا يا اخي والله، عارف ليه يا رمزي علشان انا جربت اللي انت فيه، اقولك نفسك في حاجه واحده دلوقتي نفسك تعملها"،
يضحك رمزي ويقول "متشغلش دماغك عليا يا مدثر ومتخفش مش عاوز انتحر انا نفسي في حاجه تانيه خالص مش هتصدقها"، اضربه على رأسه من الخلف مداعبا وأقول في جدية "وحشِتك صح"، يقف فجأة ويقول "مين دي اللي وحشتني"، انظر في عينيه التي كانت تتهرب من مواجهتي لأقول "شهد هو فيه غيرها، عارف انها الوحيده اللي هتطلع كل اللي في صدرك من صريخ ودموع"، تمتلاء عين رمزي بدموع يحاول ان يخفيها حتى لا أرى ضعفه ويقول "انت ايه يا اخي بتحس بقلوب الناس ازاي"، ابتسم وأقول:
"انا جَيت في لحظه مكنتش عاوز حاجه من الدنيا غير اني ابقي في حضنهم".
**************************
منزل الشيخ حسن

"ااوووممال ااححنا هنتتجوز اامتي ييا ححبيبه"
قالها شريف مما جعل حبيبه تخجل وتنظر الى الشيخ حسن الذي ابتسم وقال "انت مستعجل اوي يا شريف يا بني طب مش لما نشترلها بقيت الحاجه بتاعتها"، شعر شريف انه تسرع فيما قاله ليعتذر قائلا "أأنا اسسف ببس ممفيش دداععي تتكلف ننفسك اححنا ممكن ننتججوز ببالي مموججود ووتتفرج ببعد ككده"، تدخلت ام وليد قائلة "لا يا شريف يا بني مستوره والحمدلله بس انت عارف كل حاجه في وقتها"، ثم أكمل الشيخ حسن قائلا وفي يده سبحته "ربنا يدبرها من عنده ان شاء الله"، وما من دقائق حتى سمع نداءا قادما من الشارع "يا شيخ حسن يا شيخ"، حسن نهض شريف الذي كان يجلس بجوار الشباك ليفتحه ليجد عنتر وبجواره سياره نصف نقل سأله شريف قائلا "ععاووز ااييه ييا ععنتر" ليقول بصوت مرتفع "سواق العربيه دي بيسأل على الشيخ حسن"، اقتربت حبيبه من شريف تسأله قائلة "هو فيه ايه"، لم يرد عليها شريف بل أكمل كلامه لعنتر قائلا "ططب خخليه يطلع"، سأل الشيخ حسن "مين ده اللي عاوزني"، ليقول شريف وهو يفتح الباب "ممش ععارف وواحد سسواق"، يظهر السائق أمام الباب ويطلب الإذن لمقابلة الشيخ ليقول شريف "ااه ططبعا اتتففضل.. "، يدخل السائق ويقف أمام الشيخ حسن ويقول "الحاجات اللي في العربيه دي جايالك، بعد اذنك امضي هنا على وصل الاستلام"، يندهش الجميع لما قال، ليرد الشيخ حسن قائلا "حاجة ايه يا بني"، ليرد السائق "دي اجهزه كهربائيه وادوات مطبخ وحاجات تانيه واحده جت اخدتهم وادتني العنوان ده وقالت دي هديه منها بمناسبه جواز بنتك"، اندهش الشيخ حسن ونهض من مكانه لينظر الى السيارة الممتلئة عن أخرها ويقول "اسمها ايه الست دي" ليقول السائق "معرفش والله ياريت بقي تمضي الوصل وتقولي الحاجه دي نحطها فين"، تظهر الحيرة والدهشة على الجميع يستسلم الشيخ ويوقع على الإيصال ويقوم العمال وبعض شباب الحارة بحمل الأشياء من فوق السيارة لتظهر الفرحة في عيون حبيبه مما رأت عينها فكانت مفاجأة ولكن ارتسمت الكثير من علامات الاستفهام على وجهها.
*************************
استلمت مروه الشيك بالمبلغ المتفق عليه من صاحب شركة الأدوية و أكد عليها أنه في حالة أرادت الرجوع عن الاتفاق ستدفع شرطا جزائيا بمبلغ كبير، وعند عودتها كان في انتظارها وليد وهايدي التي سالتها عن تأخيرها، لتختلق كذبة وتقول:
"معلش كان ورايا كام حاجة بعملهم بعدين ابقي اقولك"، تصافح وليد وتقول "يا ترى في اخبار جديده"، يبتسم وليد ويقول "اه طبعا الشحنه وصلت وده الإفراج الجمركي وكل الورق اللازم من جمارك وان الشحنه سليمه ومعدش فاضل غير انكم تستلموها هي هتوصل بعد ساعتين القاهرة جايه من مينا الاسكندريه"، تفرح هايدي ومروه بسماع هذه الأخبار وتتصل مروه بأمين المخازن لتعلمه ان هناك شحنه ستصل في خلال ساعات، ثم تغلق الخط، يقول وليد "دلوقتي بقى معدش ناقص غير تمن الشحنه انا عملت اللي عليا"، تنظر له مروه متذاكية عليه وتقول "تمام بس انا مش هشتري سمك في ميه، الشحنه تيجي وادخل الخبراء عليها ولَم اتاكد ان كل شيء تمام هتاخد فلوسك على داير مليم".
يضحك وليد ويقول:
"لسه بتشكي فيه يا دكتوره علي العموم زي ما تحبي
********************************"
منزل صافيه

مُدثرWhere stories live. Discover now