الجزء العشرون

Start from the beginning
                                    

"الا قولي يا مدثر هو انت ازااي كده كل اللي يشوفك يحبك"
انظر لها وأقول "مش فاهم قصدك يا فريده"، تجري أمامي قائلة "عارف يا مدثر سيبك من البنت اللي تقولك انا عاوزه راجل غني والتانيه اللي تقولك عاوزاه وسيم، دي بنات هبله انا مثلا بدور علي الحنيه راجل يطبطب عليا وقت لما اكون تعبانه احس بجد اني سنده عليه، لما يجي عليا الليل مبقاش خايفه من حاجه، ابص في عينيه الاقي دفى الدنيا في عز الشتا، عاوزه امان زي اللي بيدهوني ابويا حتي قسوه ياسر اخويا اللي من وراه القلب دي وف نفس الوقت يكون ابني"، اضحك وأقول "طب انتي مصممة أزياء، فصّلي راجل زي ما تحبي"، تضحك أيضا وضربة خفيفة على كتفي من كفها ثم تقول "مش محتاجه افصل انت فيك كل ده يا بتاع البنات انا مش عارفه بيحبوا فيك ايه اصلاا"، أضحك وأقول "خلاص لو مش عجبك طلقيني"، تصمت قليلا وتقف أمامي وهي تمسك كلتا يدي وتقول "الحمدلله بجد اني هتجوزك"، تدمع عينيها وتقول "عارف، مع اني مش هعيش كتير،.. بس عارفه اني هخلف مدثر صغير وهيتربى فـ حضنك انت ومريم، حطهم في عينيك يا مدثر"، انظر الى السماء وأقول "ايه لزمته الكلام ده انتي هتبقي كويسه بلاش، الكلام ده"، ببسمة رقيقة  تقول "انا عارفه اني عندي 'كانسر' في المعده بقالي سنتين ومرضتش اخد كيماوي ولا اتعالج رضيت بنصيبي وحمدت ربنا على قضائه، اصل كنت هعيِّشهم كلهم فـ خوف وقلق وهيبقوا عارفين النهايه، انا بقي كتمت كل ده جوايا وكملت حياتي لحد اما جت اجمل نهايه"، حاولت أن أخرجها مما هي فيه و ألهيها نوعا ما لأقول:
"بطانيه ايه يا حيوان اللي انت عاوزها"
اضحك وهي أيضا ثم أقول "سبحان الله اخدت اللحاف كله".

************************
سياره وائل

"انا اسفه تعبتك معايا يا وائل مكنتش اعرف ان المشوار طويل كده" قالتها صافيه
يبتسم وائل ويقول "تعبك راحه مدثر اخوكي ده صاحب أفضال عليه مش عارف أردها ازااي"، ثم يكمل ناظرا للطفلة ذات  العشر سنوات ويقول "فرحانه يا شهد انك هتشوفي خالوا مدثر"، ترد في سعادة وتقول "طبعااا انا فرحانه اوي انا بحب خالوا مدثر اد البحر بسمكاته"، تضحك صافيه وتقول "يمكن الحاجه الوحيده اللي تخليه يسامحني هي شهد هو روحه فيها
بيحبها اوي "، يبتسم وائل ويقول "هو مدثر قلبه كبير بيحب كل الناس فما بالك بالقمر دي لازم يبقي روحه فيها اذا كنت انا حبتها"، "هو انت مش متجوز يا وائل"، تتغير ملامحه قليلا قبل ان يقول "كنت وعندي ولد وبنت وقفت الحياه على كده ومعرفناش نكمل"، لتكمل صافيه "طب ليه مدتوش بعض فرصه تانيه علشان خاطر الاولاد"، ابتسم وائل وقال في ثبات "يمكن البعد يبقي فيه راحه ليهم بدل ما يكبروا في وسط مشاكل، انا مش ببرر موقفي بس فعلا محدش بياخد كل حاجه ".
يسود الصمت قليلا قبل ان تسأل صافيه:
" هو لسه كتير"،
ليقول وائل "خلاص نص ساعه ونكون عندهم"
*************************
اللقاء المرتقب

يعود مدثر وفريده الى المنزل ولَم يتكلم حمدان على الإطلاق الذي اكتفي بمص القصب طوال الطريق
"اهو مدثر جه" تكلم وليد بعد ان علموا بقرب وصول صافيه ليأمره الكبير بالسكوت هو الآخرين، كان الجميع مجتمعين في جو عائلي وعندما اقترب مدثر نهض الكبير وهو يقول "بعد اذنكم عاوز مدثر بره في الچنينه في كلمتين"، يسحبني الكبير من يدي لا اعرف السبب وقبل الخروج يقول لبكر "خلي حد يجبلنا القهوه والشيشه بره لو سمحت"، اجلس أمامه في صمت فأنا لا اعلم ماذا يريد ثم قال "صلي علي النبي يا مدثر يا بني"،
"وعليه الصلاه والسلام"،
ثم يكمل "دلوقتي في ضيوف جاين يشوفوك ومش عاوزهم يمشوا زعلانين والنهارده فرحك انا عاملك مفاجأه يارب تعجبك وعامل كمان لفريده مفاجأه بس انا متاكد انها هتعجبها "، ابتسم وأقول "خير يا كبير مفاجأه ايه اللي ممكن مش تعجبني"، ينظر الى السيارة تقترب ويقول "قوم معايا"، أدركت أنها سيارة وائل ولكني لم أكن اعلم من بداخلها الى ان اقتربت و رأيت صافيه وشهد التي فتحت الباب وأخذت تجري وهي تقول "خالوا خالوا وحشتني"، ما كان مني الا ان حملتها بين ذراعي وانا اقول "وانتي كمان يا شوشو وحشتيني اوووي" شعرت بقوة يدها حول رقبتي شعرت بأنفاسها رأيت في حضنها أمانا غريبا كيف لطفلة ان تمتلكه، الى ان اقتربت صافيه وهي تفرك أصابعها قائلة في رهبة وأنا مازلت أحتضن شهد "ازيك يا اخويا عامل ايه" لأقول وأنا ابتسم "الحمدلله يا صافيه انتي اللي عامله ايه"، تبكي فجأة وهي تقول "وحشه من غيرك اوووي انت وحشتني" اشعر بدموعي قد اقتربت أنا الأخر لأقول "وانتي كمان"، اختلطت ضحكتها بدموعها لتقول "مش هتخدني في حضنك زي شهد كده"، أترك شهد على الأرض وافتح ذراعي لترتمي فيها صافيه التي بدأت بالصراخ داخل حضني" انا اسفه اسفه محستش ان انت اللي بقايلي غير بعد لما بعدت عنك امان الدنيا راح لما مشيت يا مدثر"، طلبت منها ان تهدأ ولكنها أبت ان تفعل كان صوتها عالي مما جعل جميع من في المنزل يشعرون بشيء فخرجوا على الفور، يكفي ان اقول ان المشهد لم يتحمله الكبير الذي لم يقوي على الوقوف و ذهب للجلوس بجوارنا ولكنه لم يفوت تلك اللحظة، كانت شهد تجذبني من السروال وتقول "خالوا هي ماما بتعيط ليه"، يمد الكبير يده لها ويقول ".. فرحانه يا شهد علشان شافت خالك بخير"،  اقتربت فريده واخذت تُمسح على ظهر صافيه في رفق الى ان نظرت لها صافيه لتقول "فريده حمدلله على سلامتك"، "انتي مش تعرفيني، انا فريده خطيبة مدثر"، علت ضحكة على وجه صافيه وقالت "اومال انا جايه ليه علشان احضر الفرح بتاعكوا بس مكنتش أتوقع انك زي القمر كده"، في هذه اللحظة أردت الاختلاء بنفسي قليلا فكنت اشعر ببعض الضيق في صدري لاقترب من الكبير واهمس في أذنه ففهم، ثم ينادي على بكر ويقول سرا "طلع مدثر فوق ومدخلش حد عليه سيبه لوحده شويه"، وبالفعل استأذن من الجميع الذي بدا عليهم بعض الدهشة، صعدت الى الغرفة لم اشعر وجلست أرضا في احد أركانها ابكي قهرا فكم كنت احتاج الى حضن صافيه أول يوم بعد المصيبة وقد تأخرت كثيرا تذكرت كل شيء فجأة وشعرت بالألم يغزو صدري تذكرت ايضا عمر وهايدي ومروه بقسوتهم وقلوبهم المتحجرة وكم كنت اتمنى ان يعودوا الى رشدهم ولكن أعمتهم النقود والحياة تذكرت ياسمين حين قالت مند عام مضى "عارف يا مدثر انت الناس بتحبك ليه" وقتها لم افهم لكنها ضحكت وأكملت:
"انت لابس بدله حلوه وساعه روليكس وعربيه اخر موديل جرب تقلعهم وانزل وسط الناس ساعتها بس هتعرف مين اللي بيحبك بجد ومين اللي بيحبك علشان منظرك وفلوسك"، عرفت الان كم هي صادقه فيما قالت فليس كل من يبتسم في وجهك يحبك، وقتها لم تكن تعمل معي في الشركات بل كانت مجرد فتاة ليل تصطاد زبائنها من البارات بعد ان تركت كلية الحقوق قبل حصولها على الشهادة الجامعية فقد تركَتها رغم عنها، كانت فقيرة جدا ولكنها صبرت الى أنهت عامها الثاني ولكن بعد مرض أبيها اضطرت للعمل الذي وجدت منه الكثير بطريقة شريفة ولكن لم تكن تعلم نيه من يقوم بتعينها الذين أرادوا جسدها أولا الى ان تقابلت مع شاب أحبته بجنون كان ثريا أوهمها انه سيحميها هي وأهلها من الفقر ولكن بعد شهر واحد من الزوج طلب منها أشياء غريبة كمواعدة مدير الشركة التي يعمل فيها بمرتب كبير لكنها رفضت مما جعله يغير معاملته لها ويكيل عليها الضرب والشتائم الى ان وافقت علي ما يريد ولكنها فعلت ما هو غير متوقع فقد طلبت من صاحب الشركة اولا ان يفصله وبعد ذلك ستتركه يفعل بها ما يشاء وبالفعل نجحت وكانت عند وعدها وما كان من صاحب العمل الا انه رمى لها بعد النقود بعدما اخذ ما أراد فطلبت الطلاق ووافق زوجها على الفور واتجهت للعمل في البارات الخمس نجوم لتربطني بها علاقة إلى ألان
**************************
لقاء ملك ورؤوف

مُدثرWhere stories live. Discover now