الجزء الخامس

Start from the beginning
                                    

يتأفف ياسر ويقول "الله يقحمه مطرح ما هو قاعد ده احنا بقالنا يومين بنلف حوالين نفسنا بسببه ده مطلوب في عشر قواضي شيكات ونصب وقروض ده اخواته وقرايبه رافعين قواضي عليه"، ثم ينظر إلي ضاحكا ليكمل "عارف يا كريم انه شبهك"، اسكت قليلا لأرد عليه وانا أرتعد "ااه اه سمعت يخلق من الشبه اربعين"، "أأنا كممان اوول مما شوفتته افتككرته ممددثر ربنا يبعدنا عن الحرام" قالها الكبير وتعجب لما قال ياسر "هستناك يا كريم تجعد معايا في الوكاله بتاعتي ابقي دله عليها يا شريف" قالها الكبير قبل ان ينصرف ليرد شريف "ححاضر ييا ككبير" أقف هذه المرة لأصافحه ويخرج ياسر معه قائلا "نكمل كلمنا في وقت تاني يا كريم سلام يا شريف"، "سسلام ييا يياسسر بيه سسلام ييا ككبير"، أخذت نفسا عميقا وكذالك شريف "يظهر مش مكتوبلي ارتاح يا شريف الموضوع بيكبر ثم انا عاوز اشوف الكلام اللي قاله الكبير ده عرفه وشافه فين"، يخرج شريف جاهز لأب توب من درج المكتب ويقوم بتشغيله لأري 'الفيس بوك' لا حديث له عن احد سواي اتابع في اهتمام التعليقات وكانت كالآتي *حرامي ابن كلب سرق فلوسنا وهرب* تعليق أخر *انا طلبت قرض عشر ألاف جنيه افتح مشروع رفضه وادوله خمسين مليون دولار حسبي الله نعم الوكيل البلد دي ماشيه بضهرها تلاقيه مسنود علي حد تقيل*، اضحك وأنا انظر لشريف "اكتر بلد في العالم في الإشاعات واكتر شعب يصدق"، ثم أقوم من مكاني وأقول لشريف "أنا ماشي اشوفك بالليل"، "ررايحح ففين ييا ككريم" قالها شريف وأنا أغادر لأقول "هروح اشوف الشيخ حسن عاوز اتكلم معاه سلاام"، "ممعع السسلامه هففوت ععليك ببالليل"،كنت أسير وأنا اشعر بملاحقة العالم، شعرت باضطراب أخرجت هاتفي اعبس به لأجد رسالة على الواتس وصلت منذ ساعة كانت مريم تقول "مسالتنيش يعني انا عرفتك ازااي يا مدثر"، لتزيد الضغط علي لم أرد، صعدت إلى منزل الشيخ حسن وطرقت الباب ولكن هذه المرة فتح شخص آخر يسألني "مين حضرتك"، ابتسم قائلا "انا كريم وعاوز الشيخ حسن يا تري هو موجود"، "اه موجود اتفضل" قالها و قد فتح الباب على أخره لأجد أم وليد جالسه وفِي يدها طبق من الرز تقوم بتنقيته كعادات أمهاتنا، تترك الطبق وتقوم ضاحكه فاتحه ذراعيها لتضمني مما آثار دهشة وليد قائلا "ازيك يا بني"، ثم تهمس في أذني هو اسمك الجديد إيه أنا نسيت لأذكرها هامسا 'كرييم' تخرجني من حضنها بعدما أخذت جرعه كافيه من الحنان لتقول "اتفضل" ثم تنظر الى وليد لتقول "ده كريم بلديات ابوك بس انت متعرفوش"، ليقول وقد زادت دهشته "اهلًا وسهلا"، ثم ترفع صوتها في نداء "..يا شيخ حسن كريم جه" وعندما قالتها جاءت حبيبه تجري ووجهها مليء بالورود الحمراء كان الكلام يخرج من عينيها لكن وقتها تذكرت شريف حين قال "بلاش حبيبه"، لأسلم عليها في برود واضح ثم يظهر أخيرا الشيخ حسن بوجهه البشوش قائلا كعادته "ازيك يا بني" لاقول له متعجلا "الحمدلله كنت عاوزك في كلمتين علي انفراد يا شيخ حسن"، ليقول والجميع ينظر لي "اه تعالى ندخل اوضه الضيوف"، ليفتح الباب وافتح معه قلبي لأحكي له من وقت ما تركته إلى ألان وبعد آن انتهيت اخذ يفكر ثم قال "يظهر اني غلط اني وديتك عند الحج طه ونسيت ياسر خالص بس اقدر اقولك مفيش خوف من شريف ولا مريم انا خايف من ياسر" ثم انظر له وأقول "طب وَعَبَد الحميد" يبتسم ويقول "عبد الحميد ده اللي مطمني علشان ياسر بيعمله الف حساب" اندهش لأني أريد آن اعرف السبب، فسألته عن خوف ياسر من عبد الحميد ليقول "ده مش خوف ده احترام وشغل بينهم كبير بعدين أحكيلك علي كل حاجه احنا دلوقتي نتغدي مع بعض وننزل عاوزك تحلق شعرك ده وتربي دقنك شويه يمكن منظرك يتغير ومتبقاش لافت الانتباه"،
أهز راسي بالإيجاب ونخرج لنجد الجميع بانتظارنا على مائدة الطعام فقد جلسنا أكثر من ساعتين أتناول معهم الطعام ليعرفني الشيخ حسن بابنه وليد وهو خريج حقوق ويعمل محاميا لدى احد المحامين المغمورين اتضح عليه الذكاء، يكبر مريم بعامين أو يزيد قليلا، شعره قصير وكذالك لحيته التي أعطته بعض الوسامة، خجول جدا وقليل الكلام لا اعلم كيف يترافع، هناك شيء بداخله ولكنه طيب جدا وظهر هذا بعينيه وابتسامته الفطرية هذا رائي ولكن ألان لم أعد أعطي الثقة لأحد راقبت نظرات حبيبه لي ونظرة عينيها التي كنت أتهرب منها دائما، أنهيت آكلي سريعا واستأذنت بالانصراف ليلاحقني الشيخ حسن قائلا "استني هوديك الحلاق" يقاطعه وليد قائلا "خليك مرتاح يا بابا انا هنزل معاه" ليوافق الشيخ حسن قائلا "طب خالي بالك منه" يستأذن وليد لارتداء ملابسه واجلس في انتظاره كانت حبيبه تحاول فتح حديث معي ولكنها لم تستطيع وانتبهت لحديث أم وليد قائلا للشيخ حسن "الست فتحيه جارتنا تعبانه اوي ومحتاجه تعمل عمليه كبيره في القلب راحت المستشفي حكومي قالولها لازم تستني دورك يأما تعمليها علي حسابك وهي طبعا ظروفها انت عارف بيها يا شيخ حسن" ليقول لها الشيخ "والعملية تتكلف كام ممكن نلم من الحاره ونساعد" لتقول حبيبه و هي تحمل الإطباق الفارغة "تلم ايه بس يا بابا العمليه دي تتكلف فوق المائتين الف جنيه وتزيد كمان" ينتهي وليد ونذهب ولكن كانت تلاحقني نظرات حبيبه عند نزولنا أخرجت هاتفي لأنظر عليه ولَم انتبه لوليد الذي لمح الهاتف في يدي فضحك دون آن يتكلم ولكني فهمت لماذا يضحك ثم قال في اندهاش "واحد زيك ماسك فون ايفون اخر موديل ولابس عَل الموضه ايه اللي يجيبه حاره زي دي" لم انظر اليه ولكني أكملت تصفحي عبر الهاتف لأقول "ظروف"، "ااه ظروف طيب" قالها وكنت اشعر وقتها انه يريد آن يقول شيء أخر أقف وأقول له وقد سمعت إشعار جديد عبر الواتس لم اهتم به لأنظر لوليد وأقول "هات من الاخر قصدك ايه"، بخجل ينظر في الأرض ويقول "انا اسف مش قصدي حاجه بس منظرك انسان مبسوط ومن عيله كبيره علي العموم انا بعتذر"، اضحك من جديد واضع يدي على كتفه وأسير بجواره ثم اتذكر الرساله لأفتحها كانت كالعاده من مريم وكان نصها كالآتي "علي فكره يا مدثر انا نسيت اقولك اني بشتغل جراحه في مستشفي مروه وهايدي اخواتك علشان كده عرفتك اول ما شوفتك"

*تابعونا*
بقلم محمد محسن حافظ

مُدثرWhere stories live. Discover now