الفصل الأول

125K 1.3K 92
                                    

الحلقة الأولى ....#وحوش_لا_تعشق
قولت بلاش اتأخر طالما الفصل جاهز وكل سنة وانتم بخير وسنة سعيدة عليكم يااارب 😍😍😍😍😍😍
______________________________

دثت السماء الأرض بأمطارٍ خفيفة ولفح سِحر رطب الهواء بشرتها الرقيقة وهي تدنو ببطء للاسفل بقدمها العرجاء ، ومن يراها يقول أنها طفلة وليست فتاة قد عادت ذكرى مولدها في تاريخ هذا اليوم ....
التفتت حولها في الممر الطويل بعد أن تركت آخر خطوات الدرج الرخامي هبوطا للاسفل ..رمقت امها تجلس وبيدها مجلة تعرض أزياء نسائية ..اقتربت مريم منها بتذمر حتى وقفت أمامها وأردفت بأعتراض :-
_ بردو مش هتعملولي عيد ميلاد !

رفعت ليالي نظرها إلى ابنتها بحدة وقالت بضيق:-
_ اظن أنتي عارفة السبب يا مريم ، جدتك ماتت في اليوم ده ، وكمان آدم ....
صمتت ولم تتابع وامتلئت عيناها بصري الدمع الحزين الذي صاح في القلب وسكن ...قالت مريم وأردات أن تدب قدمها بالارض اعتراضاً ولكن عرج قدمها صفع إرادتها بالتمرد :-
_ مش ذنبي أن آدم مش أخويا ، ومش ذنبي أنه عرف الحقيقة يوم ما اتولدت ،ومش ذنبي أن تيته كمان ماتت في نفس اليوم !هي كانت تعبانة من زمان وبابا قالي كدا !

نهضت ليالي وانتفضت من مقعدها بنظرة حادة ثم مالبثت أن لانت قليلا لأن ابنتها لا ذنب لها فيما حدث هذا اليوم الذي ولسوء حظها وافق يوم شاق القلب فيه من الالم ..
قالت وهي تربت على كتفاها بلين وحنو :-
_ طب خليه يوم تاني ، وهعملك احلى حفلة

نفضت مريم رأسها برفض وعيناها الزرقاوان تتلألأ بدموع كضي النجوم في سماء وجهها الباهر الجمال ...قالت بصوت تاه بنبرتها الباكية:-
_ مش بيبقى ليه طعم ومابحسش بيه ، انا كل سنة على كدا ، ياريتني مُت وريحتكوا...
ذهبت من أمام امها وهي تجهش في البكاء وهاجم قلب الام (ليالي) الحزن لرؤية ابنتها بهذا الحزن والعرج التي لازمها منذ ولادتها ....سرى الدمع على وجنتيها وهي تجلس مجددا وتذكرت يوما لن تنساه ابداً ...

:فلاش باك لسنوات خلت ومضت :
___________________________

يومًا اتى بنهارٍ مشرق بابتسامة على فمها تُسعد الرائي بدون سبب ،انتظرت ليالي زوجها "عمر" حتى يأتي من سفره بمهمة عمل طارئة للخارج عبر مكاتب مراد غالي بعد أن تم دمج شركاتهم بموافقة الطرفين ....
دلف إلى الغرفة وهو باسط ذراعيه لها كي تنتمي إلي ضلوع صدره الذي خلفه حياة القلب تعشقها ....همست له برقة وهي تنظر بعيناه بنظرات مشاكسة ..قالت :-
_ هقولك خبر بس مش عايزاك تتعصب ، لو كنت غالية عليك ..
قربها له مرة أخرى بلهفة وقال :-
_ قولي كل حاجة انتي عايزاها ، وحشني صوتك

اتمت العزم واجمعت شجاعتها ثم قالت وكأنها تُلقي بالحديث ولا تتفوه به :-
_ انا حامل ومش هنزله وحياتي عندك
تبلد وجهه فجأة وابعدها عنه قليلا ثم قال بعتاب :-
_ الدكتور قال ماينفعش يا ليالي ، انتي عندك مشاكل وأي طفل هتجبيه هيكون عنده مشاكل ، انتي مش شايفة فهد ، حالة التشنج اللي بتجيله بتزيد سنة بعد سنة ومالهاش علاج ....
ضغطت على فمها التي سالت عليه دموعها ثم قالت معترضة :-
_ انا استنيت كتير أوي ، ده فهد بقى عنده ١١ سنة ، مش يمكن ...
قاطعها بحدة وعصبية:-
_ انا قلت لأ يعني لأ ، لأن كمان في خطورة على صحتك وانا ما صدقت بقيتي كويسة ، انتي ما بتجبيش اطفال سليمة ...
بعدت عنه وكأن لامسها صاعقة كهربائية واتسعت عيناها بذهول من قسوة جملته حتى الجمت فمها من الحديث ..

وحوش لا تعشق.. الجزء الثاني من ليالي... للكاتبة رحاب إبراهيم 💞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن