2- مصر القديمة (الجزء الأول)

6K 403 79
                                    


أشعر بحرارة تنتشر بكامل جسدي،
وكأني أنام تحت شمس حارقة،
هل يُعقَل أنني وأخيرًا أحلم؟

سمعت أصوات أشخاص يتحدثون من حولي
وأردت أن أفتح عيني ولكن لا أستطيع،
كلما حاولت أشعر بصداع فظيع يفتك برأسي
ولكن يجب أن أحاول،
بصعوبة استطعت فتح عيناي ليكون أول ما تقع عليه عيناي هو مجموعة أشخاص ملتفين حولي،
أين أنا؟
هل هذا حلم؟
كانوا ينظرون إليّ بطريقة غريبة للغاية،
ولكن أكثر ما لفت انتباهي هي ملابسهم،
لا أعلم أي نوع من الثياب يرتدون ولكنها تشبه
كثيرًا ثياب المصريين القدماء،
الرجال يغطون جزئهم السفلي ويرتدون ذلك الشيء
الذي كان يغطي رؤوس الفراعنة.

حاولت الاستناد على الأرض لكي أنهض فلامست الرمال من تحتي، هل هذه صحراء؟
ما إن حاولت النهوض ابتعدوا جميعًا من حولي
وكأنني وحش ما و يبدو أنهم خائفون مني.

نهضت بصعوبة كبيرة وفورًا شعرت بدوار شديد كاد أن يوقعني أرضًا،
أخذت أتلفت حولي لأعلم أين أنا ولكن كل ما قابلني هو شيء يشبه سوقًا محليًا،
فقد رأيت على ما أعتقد مكان لبيع القمح و حبوب أخرى،
ما هي إلا ثوانٍ لأسمع صوت حوافر أحصنة تقترب وعندما التفتت وجدت ثلاث عربات يجر كل واحدة حصانان وعلى ظهر كل عربة يوجد رجل
ويقودها وهو واقف،
الثلاث رجال كانوا يرتدون نفس الزي ولكنه مختلف عن ما يرتديه الآخرون فعلى ما يبدو أن هؤلاء الرجال اعلى شئنًا ويحملون رمحًا بأيديهم،
ترجّل ثلاثتهم من العربة وتقدموا ناحيتي
وكردة فعل مني رجعت للخلف بضع خطوات.

كانوا ضخامًا للغاية فأنا أصل لأقصرهم أسفل كتفه بقليل عوضًا عن عرضهم الكبير فأنا أبدو كطفل في العاشرة بجوارهم مع أنني لست بذلك القِصر!
رفع أحدهم رمحه بوجهي وأقسم أن سن الرمح بحجم وجهي بأكمله،
أشعر برعب شديد فيبدو أنني سأقع بمأزق،
خاطبني ذلك الضخم بنبرة حادة ومرعبة قائلًا:
" من أنت أيها الغريب؟ "
من هول صدمتي من كل ما يحدث شعرت بأن لساني عُقِد ولم أعد قادرًا على الكلام،
عقلي يحاول بشتى الطرق أن يجد تفسيرًا منطقيًا لكل ذلك، هل يُعقَل أن يكون حلمًا بهذه الواقعية؟

عندما لاحظ ذلك الرجل صمتي أمر الرجال الآخرون بتكبيلي و أخذي للقصر ليراني الفرعون،
فرعون؟
إذًا أنا حقًا بمصر القديمة!
ما هذا الحلم المجنون! ولكن لا بأس لدي فضول لمعرفة نهايته.

وصلنا للقصر وكانوا يقومون بدفعي للداخل، ليس وكأنني لا أستطيع السير أو ما شابه!
المكان كبير بل ضخم للغاية، لم أدخل بحياتي لمبنى مثل هذا،
عند البوابة كانت توجد أعمدة كبيرة مزخرفة ومكتوب عليها بأحرف على ما أعتقد أنها هيروغليفية، المكان كبير وفخم بحق!

وقفت أمام عرش كبير فارغ وعلى ما يبدو أن الملك أو الفرعون كما يُسمّى لم يصل بعد،
أشعر بتحديقات الجميع ناحيتي، هم يكادون يخترقونني بنظراتهم، بالطبع فملابسي وشكلي غريبان بشدة هنا.
بعد مدة قال حارس البوابة بصوت عالٍ:
" العظيم (أمنمحات الأول) سيدخل القاعة، فلينحني الجميع احترامًا "
مهلًا لحظة...
أمنمحات الأول! يا إلهي أنا أعيش أسعد أحلامي هنا! أعلم أنه بالطبع ليس الحقيقي وأن كل هذا مجرد حلم ولكنه حلم رائع حقًا!

Through Time حيث تعيش القصص. اكتشف الآن