xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx

قادت نادية سيارتها بسرعة وهى تبكى بحرقة... ظلت كلمة الطلاق تتردد فى اذنها...تسمعها فتبكى... تسمعها فتبكى اكثر

وصلت لمنزلها...صعدت حزينة باكية
دخلت غرفة فريدة... جمعت ملابسها... ثم دخلت غرفتها وأكملت تعبئة الحقيبة بملابسها
جلست على السرير تبكى... تذكرت صفعات يحيي لها... ايقنت ان حياتها مع يحيي انتهت بكلمة
تساءلت...هل كان ينتظر تلك الفرصة ليتخلص منها؟
شعرت بنار تكوى قلبها... صرخت وهى تفتح دولاب ملابسه وتمزق اغلبهم... ثم امسكت زجاجات عطره وافرغتها
وألقت الملابس الممزقة والزجاجات الفارغة على السرير وخرجت.

توقفت تحت منزل سعاد... كانت آخر ما تتحمله هى قص ماحدث مرتين... فتجنبت تماما الصعود وتماسكت واتصلت باسلام لينزل لها فريدة

أخذت فريدة وقادت سيارتها لمنزل سمير.

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx*

شعر يحيي بالندم الشديد لرضوخه لطلب نادية بالطلاق... يعرفها تماما وتعود على ثوراتها...ولكن تلك المرة تختلف
تلك المرة فى مكان عمله...امام زميلته وموكليه
شعر بالغضب الشديد منها...وقرر ان يعاتبها... يعتذر لها وتعتذر له ويردها ...فآخر ما يتوقعه هو الاستغناء عنها وعن فريدة
ذهب للمنزل حتى يتعاتبا... دخل المنزل وجده هادئا...فتأكد انها لم تصل بعد
دخل الحمام يغسل وجهه ...ثم ذهب لغرفته ليغير ملابسه
فوجئ بملابسه الممزقة وزجاجات العطر الفارغة
واختفاء الكثير من ملابس نادية وادوات زينتها... ذهب لغرفة فريدة وفتح الدولاب فوجده ناقصا ملابس كثيرة

اتصل بسعاد
"الو...ازيك ياطنط...هى نادية جت عندك؟؟ مطلعتش يعنى؟؟ طيب شكرا...لا مفيش حاجة...مع السلامة"

انهى مكالمته مع سعاد... وخرج

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx*

سمير ونسمة ونوال وصبرى جالسين على السفرة يتناولوا الغداء
رن جرس الباب...فنهضت نسمة
"خليكم ...لما اشوف مين"
فتحت الباب..وجدت يحيي امامها... فتعجبت
"يحيي !! اهلا وسهلا...اتفضل"
دخل يحيي...فنهض سمير يستقبله
"اهلا يا يحيي... اتفضل"
بحث يحيي بعينيه عن نادية فلم يجدها... وتأكد عندما رأى صبرى وحده بدون فريدة
فسأل على استحياء
"هى نادية مجتش؟"
نظروا جميعا لبعض...فسأل سمير بقلق
"هى قالت انها جاية؟"
نكس يحيي رأسه... وجلس ...فجلس سمير امامه
ووقفت نسمة ونوال تنتظر كلام يحيي
قال دون ان يواجه سمير بنظراته
"اتخانقنا... نادية اتجننت... وانا غلطت... وطلقتها فى لحظة غضب"
شهقت نوال... وردت نسمة غير مصدقة
"لأ... يحيي انت بتقول ايه؟؟ تطلق نادية ...مش مصدقة"
حاول سمير استيعاب كلام يحيي...وقبل ان يُعلق
سمعوا جرس الباب... ذهبت نوال تفتح...وتعلقت نظراتهم جميعا بالباب متوقعين القادم
فتحت نوال...دخلت نادية تحمل حقيبة كبيرة وفريدة بجوارها
بمجرد ان رأت يحيي...صرخت فيه
"انت ايه اللى جابك هنا... انت بأى عين جاى بيتنا...اطلع بره مش عايزة اشوفك تانى"
بكت فريدة من صراخ نادية... فقال سمير لنوال مشاورا على الاطفال
"دخليهم وافتحى لهم التليفزيون جوه"
ونظر لنادية وقال حاسما
"بالراحة... يحيي هنا فى بيتى ...وانا عايز افهم ايه اللى حصل"
تكلمت نادية بعصبية"ضربنى فى مكتبه قدام الناس وطلقنى...عايز ايه اكتر من كده يابابا... عايزنى اشوفه وارحب بيه"
رد يحيي"وايه اللى جابك المكتب فجأة...شكك فيا...دخلت المكتب ولما شافتنى انا وعبير نزلت فينا شتيمة"
"ماهى قامت بالواجب وشتمتنى"
"انا كنت لسه هاخدلك حقك وهتكلم...لقيتك زى المدفع ...انا تشتمينى يا نادية وتمسكى فى خناقى وتقوليلى اعملك فضيحة فى العمارة...عارف انك تعمليها خفت من الفضايح قلت اسكتك"
سمير"ايه...اييييه كل ده...شتيمة وضرب وقلة ادب ... ده يحصل بين ناس محترمة زيكم ازاى... انت ليه موجود مع زميلتك فى الوقت ده فى المكتب وانتى ليه روحتى له فجأة... حد وقع بينكم؟"
يحيي"يا عمى مكناش لوحدنا... جه شغل مفاجئ وكان فيه اجتماع مع موكلين ...نادية شافتنا فى الريسيبشن قلبت الدنيا من غير ماتشوف ان فيه ناس جوه... شتمتنى وبهدلتنى قدام موكلينى...يرضيك كده"
نادية"وانت ليه مقلتش من الاول ان فيه ناس جوه... ليه بقالك فترة عامل تليفونك بباسوورد ومبتحكيش تفاصيل رايح فين ولا جاى منين"
يحيي"اتفضل يا عمى... بتشك فيا ...بتفتش فى تليفونى من ورايا بقالها فترة ومش عارف ايه التقليعة الجديدة دى... تفاصيل رايح فين وجاى منين...من اول ما عرفتها لا بحكى لها تفاصيل شغلى ولا هى بتحكى تفاصيل شغلها...واسألها... لما بقولك حاجة على شغلك بتتعفرتى ويركبك 600 عفريت وتقوليلى انا حرة فى شغلى... يبقى حلال ليكى وحرام عليا"
سمير"شك!! ليه؟"
نادية"ايوه... ليه؟؟ هيكون كده من غير سبب..انا كنت حاسة ان فيه حاجة مش مظبوطة ناحية عبير دى... وخلاص عرفت كل حاجة حبك القديم يا بيه"
فوجئ يحيي... بينما وقفت نسمة ونوال - بعد ما اغلقت الغرفة على صبرى وفريدة – مشدوهين غير مصدقين لما يقال
فاستدرك يحيي"مين قالك؟"
نادية"اللى قال قال...المهم انى عرفت انك بتحبها"
يحيي"عرفتى حاجة ووصلتك غلط يبقى تسألينى وانا افهمك... انا مبحبش عبير ولا يربطنى بيها غير الشغل... اما حكاية حبى القديم دى فهى لا كانت قصة حب ولا حاجة... زميلة قريبة فكرت اخطبها وبعد ما اتكلمنا واصحابنا عرفوا اتقدم لها جوزها واتجوزته والقصة اتقفلت تماما من وقتها... كل اللى بيننا شغل وبس"
"مش مصدقاك"
نظر يحيي لسمير طالبا من التدخل... فقال
"نادية...الا الشك... الشك ده يخرب البيوت واسألينى"
يحيي"اسألها لو لقتنى فجأة بشك فيها وبفتش فى تليفونها واتهمها انها تعرف حد وهى بريئة...تصرفها هيكون ايه؟... انا قلتهالك قبل كده...غيرتك واستحملتها لما كانت فى المعقول انما الشك مش هسمح بيه ابدا...واهو شوفى وصلنا لإيه"
نادية"خلاص مبقاش ييجى منه... انتهينا"
يحيي منفعلا"لأ منتهيناش.... انتى غلطتى فيا ومع ذلك جيت وراكى علشان اتسرعت فى لحظة غضب ومكنش ينفع اطلقك"
سمير"شيطان ودخل بينكم... استهدى بالله يا نادية وصفوا مشاكلكم مع بعض"
نادية صارخة"بقولك طلقنى يابابا... نصفى ايه؟"
يحيي"ايوه طلقتك ... وجاى اردك رغم كل اللى عملتيه"
نادية متصنعة القوة"ومين قالك انى موافقة ارجعلك بعد ما ضربتنى وطلقتنى قدام الناس"
صُدم يحيي من ردها...بينما تكلم سمير لتصفية الاجواء
"نادية... انتوا الاتنين غلطانين...انتى بشكك وتهديدك ليه بالفضيحة وطلبك الطلاق ... وانت يا يحيي بمد ايدك عليها قبل ما تفهمها"
يحيي"مهما احكى مش هتتخيل الموقف اللى هى حطتنى فيه"
سمير"متخيل...هو شيطان ودخل...وخلاص يا نادية بقى"
نادية"مش ممكن اسامحه ولا ارجعله بعد اللى عمله معايا"
نهض يحيي غاضبا
"انا غلطان فعلا انى جيت وراكى... انتى بقيتى غبية اوى يا نادية"
نادية"احترم نفسك ومتغلطش"
يحيي متجها للباب"انا مبغلطش... انا بوصف تصرفاتك وتفكيرك"
سمير محاولا اللحاق به
"يا يحيي...استنى بس وصلِ ع النبى"
يحيي بعد ان فتح الباب
"عليه الصلاة والسلام... معلش يا عمى... هاتلى فريدة اسلم عليها قبل ما امشى وهبقى اكلمك نتفق على تفاصيل اللى جاى"
دخلت نوال تحضر فريدة... بينما انزوت نادية بعيدا عن مرمى بصر يحيي...تبكى فى صمت تام... ونسمة تراقب قبلات يحيي لفريدة... ودموع نادية... فبكت حزنا وألما وتأثرا
اما سمير فقد عجز عن التعليق... ينظر لنادية ويرى طباعه فى شبابه تتكرر فى شخصية نادية... خشى عليها ان يضيع شبابها مثله بسبب الشك والعناد... فقرر ان يدعها تهدأ ويتحدث إليها لاحقا.

أبغض الحلال للكاتبة دينا عماد Where stories live. Discover now