انتظرت حتى جاءت الساعة التاسعة...فسألته
"انت مش رايح لمامتك النهاردة؟"
"لا... عديت عليها الصبح وانا بخلص شغل واختى رايحة تقعد عندها كام يوم"
"يعنى مش هتروح لها الايام دى؟"
"هبقى اعدى عليها ع السريع كده"
صمتت نوال...مستاءة من جلوسه... سألها
"ايه رأيك نخرج بكرة شوية... نفسح صبرى ونتفسح احنا كمان"
تعجبت"غريبة يعنى... من امتى الاهتمام ده؟؟ ولا وراه حاجة؟"
"هيكون وراه ايه يعنى؟"
"عايزنى اروح لمامتك اكيد"
"لا ابدا... انا بس بقول صبرى يا بيخرج معايا يا معاكى انما مبنخرجش كلنا مع بعض...وفرصة انى مطمن على ماما"
"طيب ما تاخد صبرى وتفسحه"
"وانتى"
"عادى هقعد فى البيت"
"ليه؟؟"
"ليه ايه؟"
"ليه مش عايزة تخرجى معايا وعايزة تفضلى لوحدك؟"
ارتبكت نوال من سؤاله...خافت ان يكون لاحظ تفضيلها الجلوس وحدها ..فقالت
"لا ابدا...خلاص نخرج بكرة بعد ما تخلص شغلك...على فكرة يوم الجمعة كتب كتاب بلال وعزمنا...هتيجى؟"
"مش عارف...هبقى اقولك"
"براحتك"

جلست الوقت المتبقى تحاول اخفاء لهفتها على الجلوس وحدها امام الكمبيوتر... حتى حان موعد نوم رامى...بعدها بساعة فتحت لترى ان كان هيثم ينتظرها ام ملّ... وجدته ينتظرها
عاتبها كثيرا... حاولت جاهدة مصالحته
وقبل ان ينهيا محادثتهما...كتب
"اسمعى يانوال... مش هينفع نفضل كده...انا لازم اقابلك واشوفك"
"مينفعش يا هيثم"
"لازم ينفع... ماهو انا بسيب خطيبتى ومبكلمهاش علشان اتكلم معاكى وانتى بتسيبينى وبتقعدى مع جوزك"
"هعمل ايه بس"
"تحددى موقفك...يا نعرف نتقابل واشوفك ونتكلم فى التليفون حتى لما تغيبى اعرف اتطمن عليكى... يا اما نقطع مع بعض ونرجع كل واحد يتأقلم على حياته"
فوجئت نوال بكلماته الحاسمة... لم تتوقعها من قبل ولم تستطع الرد
وجدته كتب لها
"تصبحى على خير... انا عندى شغل الصبح"
اغلق قبل ان ينتظر الرد... اغلقت الكمبيوتر وقامت حزينة ... دخلت غرفتها...نامت بجوار رامى وهى تفكر فى هيثم

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx*

فى صباح اليوم التالى "الاربعاء"
اثناء تناول سمير ونسمة افطارهما
"خلصى الفطار وقومى البسى"
"اقوم ...دلوقتى؟؟"
"ايوه"
"مش رايح الشغل"
"اخدت اجازة"
"وهننزل فين بدرى كده الساعة 8...مفيش محلات فاتحة دلوقتى"
"البسى براحتك وننزل على 9\ 9ونص"
"بدرى برضه...هو احنا رايحيين فين؟"
"مكان بيفتح بدرى... وكلها ساعتين وهتعرفى".

توقف سمير بالتاكسى امام فى البنك ...متأخرا خمس دقائق عن الموعد المتفق عليه مع سعاد
وجد سعاد منتظرة امام باب البنك
فوجئت نسمة بسعاد... اعتقدت انها صدفة فأقبلت عليها
"ماما...ازيك"
فتحت سعاد ذراعيها وهى تحضنها بشوق
"ازيك يا حبيبتى... مبروك نجاحك"
سمير"سلامو عليكو... واقفة من بدرى؟"
سعاد"وعليكم السلام... لا لسه من دقيقتين بس"
نظرت نسمة حولها... وسألت
"هو انتوا متفقين؟"
سمير "دلوقتى اقدر اقولك على هدية نجاحك... مامتك هتسلفنى الفلوس اللى تكفى سفرك ...وجايين نفتح حساب باسمك بالمبلغ... يعنى بعد الفلوس ما تبقى فى حسابك تقدرى تشوفى الاجراءات اللى تتعمل ايه وتقدمى"
لم تتمالك نسمة نفسها من الفرحة... ظلت تقفز وتصرخ وتقبل سمير ثم سعاد ثم تعود وتقبله وتلف حولهما... لم تلتفت للناس التى تتلفت وتلمز وتتغامز على الفتاة التى تقفز كالاطفال
اما سعاد فقد وجدت دموعها تتساقط دون ان تدرى... لاول مرة تشارك احدى بناتها فرحتها...لاول مرة تشعر انها سبب فى سعادة احداهن... شعرت باحساس تمنته طوال عشرون عاما ولم تستطع تحقيقه سوى الان...حمدت الله انه تحقق اخيرا
اما سمير فقد كانت اسعد لحظات حياته هى اللحظة التى يرى فيها السعادة على وجه احدى بناته ... بعد مرور لحظات المفاجئة... انتبه للمارة الذين يتلفتون...فقال
"ندخل نعمل اجراءاتنا بدل وقفتنا دى".

أبغض الحلال للكاتبة دينا عماد Where stories live. Discover now