طال الحديث بين نوال وهيثم حتى الصباح
"هيثم الساعة بقت 7 الصبح...انت مش عندك شغل؟"
"عندى... المفروض اصحى 9"
"طيب كفاية كده وقوم نام"
"حاضر... هتكونى موجودة امتى؟"
"مش عارفة"
"طيب انا لما اكون فى البيت هبعتلك...بقولك ايه انا هعمل اكونت جديد وانتى اعملى اكونت جديد نضيف بعض علشان نبقى نتكلم براحتنا"
"طيب"
"يالا ...قومى نامى وخلى بالك من نفسك...انتى نازلة النهاردة؟"
"كنت هروح لبابا بس شكلى مش هقدر..يدوب على ما انام وواقوم واخلص شغل البيت هنبقى بالليل ومش عارفة صبرى النهاردة هيقعد معايا ولا هياخده معاه لمامته"
"طيب لما تكونى نازلة ابقى قوليلى علشان مقلقش عليكى"
"حاضر...تصبح على خير"
اغلقت نوال الكمبيوتر وذهبت لتنام...كانت تشعر بسعادة طوال فترة كلامها مع هيثم... ظلت تعيد كلماته فى ذاكرتها حتى سمعت طرقات على الباب...فنهضت متباطئة ونظرت من العين السحرية
وجدت رامى يحمل صبرى النائم
"صباح الخير يا نوال... انيمه فين"
"هاته فى الاوضة عندى... مش حرام عليك كده تصحيه من عز نومه وتجيبه"
"كنت هعمل ايه ماما تعبانة ومش هتقدر تقعد بيه وانا لازم اروح الشغل"
"هتيجى على الغدا؟"
تردد رامى قليلا فبادرته نوال
"لو عايز تطلع على مامتك روح... انا منمتش طول الليل وشكلى هنام براحتى ومش هلحق اعمل غدا بدرى"
تهللت اسارير رامى
"هبقى اكلمك قبل ما اجى اشوف لو عايزين حاجة"
"هو انت مش هتبات معاها النهاردة؟"
"لو اتحسنت شوية هبقى اجى بالليل"
لم ترد...فقط اوصلته حتى الباب وأغلقت الباب خلفه وهى تتمنى ان يبيت الليلة ايضا عند والدته

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx

تناول سمير كوب الشاى من مديحة وهو يجلس معها فى شرفة بيتها
جلست قبالته... فبدأ حديثه
"نسمة رايحة النهاردة تقابل عريس"
ارتسمت علامات السعادة المختلطة بالدهشة...كلمة عريس مع كلمة ذهابها لمقابلته...فسألت
"قصدك جالها عريس؟"
"زميل يحيي فى المكتب شافها يوم عيد ميلاد فريدة وكلم يحيي ... نادية قالت انهم قالوله على ظروفها بس عايز يقعد معاها يتكلموا مع بعض بره الاول ...هو كبير فى سن يحيي بس بينى وبينك انا نفسى ربنا يكرمها واطمن عليها زى اخواتها قبل ما اموت"
"بعد الشر عليك ربنا يخليك وتشوف ولادها"
اكمل دون ان يعلق على جملتها
"اتفقوا يتقابلوا بره... هتاخد اذن من الشغل وتروح هى وسعاد يقابلوه"
"ربنا يكرمها ويسعدها يارب... والله يا سمير انا نفسى نسمة ربنا يكرمها وتتجوز حتى قبل ما بلال يتجوز... انت عارف ان ولادك ولادى ونسمة حاسة انها اتظلمت من ابنى وحاسة انى كنت السبب انى وافقت وحاولت اقنعك بجوازتهم...بس هقول ايه كان ليهم نصيب مع بعض"
"ادعيلها بس ان العريس ده يطلع ابن حلال ويسعدها"
"يارب يا سمير"
قاطعهما رنين هاتف مديحة...فنظرت للتليفون بسعادة وهى ترد
"ازيك يا حبيبى... عامل ايه؟ ...بجد؟ امتى؟ تيجى بالسلامة يا حبيبى... انا كويسة والله وقاعدة مع خالك اهو... الله يسلمك...خلى بالك من نفسك... محمد رسول الله"
اغلقت الهاتف وقالت والدموع تملأ عينيها
"بيسلم عليك وبيقول نازل اجازة الاسبوع الجاى... ربنا يجيبه بالسلامة يارب"
"ربنا يرجعه بالسلامة...قال معاد الطيارة؟"
"قال هيقولى قبلها بيومين على المعاد"
"ابقى قوليلى نبقى نروح نجيبه من المطار"
رغم ما حدث... ورغم ما شعر به سمير تجاه بلال بعد طلاقه المفاجئ لنسمة...إلا انه لم يكرهه يوما... فبلال ابنه الذى لم يولد من صلبه ...ابنه الذى تربى على يديه وسط بناته.

أبغض الحلال للكاتبة دينا عماد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن