8

35.8K 1.2K 34
                                    

عندما تتشابك خيوط القدر..لا يُمكن حلَّها أبدًا...


كان يُمسك بـ يدها الموضوعة على الفراش الأبيض بـ قوة وكأنه يخشى أن تتلاشى..فـ ما أن زفّ إليها النبأ حتى فقدت وعيها ليأخذها هو إلى أحد الغُرف..إنحنى بـ جزعه العلوي يُقبل رأسها بـ قوة وعُمق ثم إرتفع وخرج من الغُرفة وجلس أمامها

وضع رأسه بين يداه وعلى وجهه تعبير قاس..وجد من يربت على منكبه فـ رفع وجهه ليجده والده..عاد إلى وضعيته الأولى دون أن يرد..تنهد مُحي وقال

-مراتك عاملة إيه دلوقتي؟!
-أجابه بـ جمود:لسه نايمة..مستحملتش الصدمة
-أومأ موافقًا:صعبة عليها برضو..كانت الأمور بينها وبين والدها بدأت تاخد وضعها الطبيعي...

لم يرد عليه رائف بل عاد بـ ظهره إلى الخلف ورفع رأسه إلى الأعلى..نظر مُحي إلى ملامح وجهه القاسية وقناع الجمود يتلبسه ليضع يده على ذقنه وقال بـ جدية

-هما اللي ورا الحادثة!!...

لم يكن سؤال بـ قدر ما كان تقريرًا لما حدث..ليهدر رائف بـ قسوة

-الجريمة..اللي حصل دا جريمة قتل وأنا مش هسكت
-حذره والده بـ خفوت:رائف!!..إحنا ما صدقنا نخلص من الأمور دي بلاش ترجعلها بـ رجليك...

ضرب بـ قبضته المقعد الفارغ بـ جانبه ثم أردف بـ حدة مُخيفة وهو يُشير إلى غُرفة زوجته

-واللي جوه مقهورة على أبوها دي أسيبها!!..مظنش إني هسيب حقه
-حاول مُحي الإعتراض:يا بني إفهم
-قاطعه رائف وهو ينهض:مش هفهم..الدم مبيجبش إلا الدم...

ثم تركه وإتجه إلى غُرفتها مرةً أُخرى..صفع الباب بـ قوة ليتجه إلى الفراش وجلس على طرفه

تأمل ملامحها جيدًا وهو يرى تعابير الألم والحُزن ترتسم بـ وضوح على ملامحها النائمة..رفع يدها ثم قَبّلها بـ رقة عدة مرات قبل أن يهمس بـ إبتسامة

-أنتِ الحد الفاصل اللي بيني وبين عالم الفساد...

تمدد بـ جانبها جاذبًا رأسها إلى صدره وأكمل حديثه

-أنا رجعتك ليا بـ صعوبة ومش هيكون سهل عليا أخسرك يا زهرة..أنا عارف إن العالم قاسي..قاسي جدًا بـ طريقة اللي زيك ميستحملهاش..بس أنا جنبك وهفضل جنبك طول ما فيا نفس..طول ما أنا عايش..مش هعيش غير ليكِ...

أحس بـ تلك الرطوبة على صدره ليعقد حاجبيه..ولكنه تلاشى ما أن سمع صوتها يهتف بـ ألم

-بابا مات يا رائف..بابا قتلوه
-ضم رأسها إلى صدره أكثر وقال بـ حنو:هششش..متحمليش نفسك فوق طاقتها
-ضربت صدره بـ ضعف وقالت:أخدوه مني لما رجعت..كانوا مستنين الفُرصة عشان يكسروني...

تحشرج صوتها بـ بُكاء عنيف بـ آخر حروفها..ليُقبل جبينها عدة مرات هامسًا بـ ألم على ما آلت إليه حالتها

روضت الذئب ‎(الجزء الثانى من  ‎عشق الذئاب ) للكاتبه اسراء على‎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن