الحلقة 6

8.2K 161 21
                                    

🌹رواية
جنون المطر (1)
الجزء 7

جاءها صوته بنبرة حملت معاني كثيرة قائلا بهدوء " حتى تقرري أن تفكي

أسري يا غسق من هذا المكان الكئيب "

أغلقت فمها بيدها وانهمرت دموعها أكثر وأكثر وكأنه ينقصها الآن أن

يذكرها بأن كل شيء بيدها هي وبأنه تحول لسجين لتلك الحدود والمعاناة

في كل شيء حتى النوم على الأسرّة القاسية بسببها وسينهيه كلمة واحدة

منها , تنفست بعبرة وخرج صوتها ضعيفا قائلة " لن يتأخر الأمر

طويلا جبران أعدك "

كانت تلك الكلمات كفيلة بأن تجعل قلب من في الطرف الآخر يقفز من

مكانه فرحا وجعل الجالسة على ذاك الكرسي تمسح الدموع التي وصلت

لشفتيها تعتصر ألما وهي تخشى أن لا تسعده أن لا تهبه ما يستحق كل ما

يحمله لها من حب لكنها باتت مقتنعة بكلام عمتها بأن الأمر بعد زواجهما

سيتغير وأن مشاعرها نحوه لن تكون مشاعر شقيقة لشقيقها ولربما

أحبته فيما بعد حبا مختلفا عن حبها له منذ كانت طفلة

*****************************************************

خلال الساعات الأولى من ذلك النهار العاصف بالأحداث كانت جبهات

القتال تحترق من قصف الدبابات وجميع أنواع الأسلحة الثقيلة ورغم أن

المناطق التي احتلها الحالك تحدها من جهة الشرق جبال أرياح التي تعرف

بؤرا للجماعات الإرهابية وهي خارجة حتى عن سيطرة الهازان فقد تقلص

هجوم جيوش الهازان على الجهة الشمالية فقط حيث ديجور وريهوة والالتفاف

عليهم سيكون سهلا من قبل الحالك لكن الهازان حاولت الهجوم وإعادة ما سُلبَ

من أراضيها وإن كان هجوما غبيا وبخسائر فادحة لهم ضعف خسائر الحالك

وفي نقطة الدفاع الثانية وهي الحويصاء حيث تعد ممرا للإمداد بكل ما يلزم

للمدن في الخطوط الأمامية , كانت المدينة الخالية من ساكنيها تعج بسيارات

الجنود والعتاد وسيارات الإسعاف لأن تلك المدينة تعد حلقة الوصل الأقرب

لكل ما يجري هناك على بعد كيلوا مترات قليلة فقط

دخل ذاك المبنى الواسع حيث تختلط الأصوات ما بين صراخ طالبي يد

العون وأنين الرجال المصابين وركض البعض خروجا ودخولا , عبَر

الممرات وقد ثبت سلاحه الرشاش على ظهره بحيث احتضن حزامه الجلدي

عضلات صدره العريض يسير بخطوات سريعة ونظرة ثابتة لهدفه وقد

جنون المطر... 🌹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن