‏‎قصة الأم التي ألقاها أبنها في الغابة 💔

Comenzar desde el principio
                                    

‎اما عزيز فعندما عاد الى منزله استقبلته زوجته فرحة وعانقته وقدمت له طعام الغداء وفيه ما لذ وطاب فحاول عزيز ان يطاوع زوجته لكن صدره كان منقبضا وعبثا حاول ان يروح عن نفسه الا ان تفكيره بقي منصبا على أمه وما فعله بها فلم تغب عن باله ولا للحظة حتى حل الليل فأوى عزيز للنوم عسى ان ينسى لكن خيال والدته لم يفارق جفونه حتى نام دامع العينين .. وفي عالم الطيف .. شاهد عزيز نفسه وسط عالم تستعر سمائه باللهب وأرضه كالفحمة السوداء وهو يقاد من قبل شخصين عملاقين يسحلان به على تلك الارض القاسية حتى بلغا به حافة هاوية عظيمة وأرادا القاؤه فيها وهو لا حول ولا قوة له يبكي كالطفل المغلوب على امره.. وهنا تأتي امه وتخلصه من أيديهما وتبعده قليلا لكنهما يعاودان أمساكه وأرجاعه الى الحافة وهو يصرخ على أمه ويتوسل بها ان تنقذه مما هو فيه فتعاود انقاذه لكنهما يستعيدانه وهكذا عدة مرات حتى تخلصه تماما وتصل به الى بر الامان ثم تودعه مبتسمة ...
‎على اثر ذلك استيقظ عزيز وهو يصيح :
‎اماه .. اماه .. يا الهي ماذا صنعت بك ؟؟؟
‎استيقظت زوجته مرعوبة وقالت :
‎ما بك يا هذا ؟ ما خطبك ؟
‎- امي ليست غاضبة مني على ما صنعته بها .. لقد رأيت ذلك .. انها ما زالت تنتظرني .. سأذهب اليها .
‎- هل انت مجنون ؟ تذهب الى أين ؟ أسمع يا عزيز أبن نرجس .. اذا ذهبت اليها فوالله لن تجدني هنا عندما تعود .. أفهمت ؟
‎- لن أختار غير أمي بعد الان ولو قدموا لي الدنيا بأسرها .. وانت بأمكانك العودة الى أهلك لأنك طالق .
‎قال عزيز ذلك ثم انطلق مسرعا الى المكان الذي ترك والدته فيه لا يلوي خطاه شيئ تاركا طليقته تناديه باكية وقد خاب مسعاها ..

‎عند انتصاف ظهيرة هذا اليوم تم سوق نرجس وهي مكبلة بالاغلال الى الساحة المركزية حيث نصبت لها منصة خشبية مرتفعة عن الارض وقفت عليها نرجس حتى تراها الجموع الغفيرة التي حضرت لرؤية عملية القصاص بالاضافة الى حضور الوالي وقاضي القضاة وقائد الحرس الذين جلسوا في المنصة الشرفية  ..
‎جاء الجلاد وكان ضخما يرتدي السواد ويحمل بيمناه سيفا بتارا وبرفقته رجل قصير .. اخذ ذلك القصير يتكلم بصوت عالي ليسمع الجميع حيث اعلن عن قرار القاضي بمعاقبة نرجس بالتهم المنسوبة اليها واصدار الحكم بقطع رأس المتهمة وان الوقت قد حان الان لتنفيذ القرار فورا ..
‎أجلست نرجس على ركبتيها وشد معصميها خلف ظهرها ووضعت سلة تحت رأسها حتى يسقط فيها بعد قطعه .. ثم رفع السياف حسامه ونرجس ماتزال محتفظة بهدوئها وهي تلهج بذكر الله .. ثم رفعت بصرها الى السماء وقالت :
‎الهي لك الحمد على كل حال .. رضاً بقضائك ..
‎ثم اغلقت عينيها وقالت :
‎أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله ..
‎الجمهور الغاضب الذي تابع حالات نرجس تلك .. تبدل حاله هو ايضا من التعصب الاعمى الى الهدوء والاعجاب بثباتها ورسوخها على مبدئها حتى اشتهرت بينهم بأسم المرأة التي حديثها القرآن ..
‎أشار الرجل القصير للسياف بأن ينفذ فبلغت القلوب حناجر القوم لأنهم على وشك رؤية مشهد مروع ... وهنا سمع الجميع صرخة عظيمة :
‎توقفوووووووووووووا
‎وظهر من وسط الحشد رجل يدفع كل من يعترضه حتى بلغ المنصة فألقى الحرس القبض عليه وكان ذلك عزيز الذي صرخ نحو امه والدموع تنساب من عينيه :
‎أميييييي انا عزيز يا امي .. ردي علي يا أمييييييي
‎رفعت نرجس رأسها وقالت :
‎عزيز .. ولدي العزيز لقد جئت اخيرا .. كنت أعرف انك ستأتي .. الحمد لله الذي مد في عمري حتى أراك ..
‎وهنا انقلب الحاضرين وتأثر بعظهم فاخذوا ينادون بتحرير نرجس فنهض الوالي وأشار بتحرير عزيز فحرره الحرس فهرع الى امه ونزع عنها الاغلال ثم انكب عليها يقبل رأسها ويديها ورجليها وهو بين بكاء ونحيب فاحتظنته أمه وبكيا معا فوضع عزيز رأسه على الارض تحت رجل أمه وقال :
‎سامحيني يا أماه .. لقد ألقيت بك في الغابة .. أنا استحق الموت على ذلك .. يا لي من عاق ..
‎رفعت نرجس رأس عزيز ووضعته في حجرها وقالت :
‎لم اغضب عليك قط حتى أسامحك فطب نفسا وقر عينا .
‎شرع عزيز بالبكاء بصوت عالي وهو كالطفل في حجر امه فتأثر الحاضرون ورقت قلوبهم وسالت دموع النساء فتقدم الوالي الى المنصة وقال مخاطبا نرجس :
‎لقد تكلمت أخيرا .
‎ردت عليه نرجس :
‎لقد عاهدت الله ان لا اتكلم الا بكلامه حتى يرجع الي ولدي فتم ذلك فله الحمد .
‎- ولكنك متهمة بالقتل .
‎- لم أرى أو أقتل ذلك الطفل وأقسم لكم بالله على ذلك .
‎- ولكن الادلة كلها تشير أليك

‎وهنا نهض عزيز وقال :
‎اسمح لي يا مولاي الوالي .. انها امي وانا أعرفها جيدا فهي لم تضربني في حياتي قط فكيف تقتل طفلا .. واذا كان ولابد من القصاص فاقتلوني انا بدلا عنها فأنا الذي وضعتها في هذا الموقف .
‎قال الوالي :
‎آسف يا بني .. ان الامور لا تجري بهذا الشكل ..
‎وهنا قالت نرجس :
‎أسمح لي ايها الوالي .. لقد سمعت الحرس يتحدثون وانا في الزنزانة بان هناك أكثر من أمرأة مشتبه بها ..
‎قال قائد الحرس :
‎هذا صحيح .. لقد أمسكنا اربع نساء غيرك كن يتجولن بمفردهن في الغابة في ذلك اليوم وقد حققنا معهن .. وكلهن انكرن التهم ولم نجد عليهن دليل ..
‎قالت نرجس :
‎من بعد أذن الوالي .. أحضر تلكم النسوة واجعلهن في مكان واحد ثم أفعل ما سأقوله لك ..
‎نظر القائد الى الوالي فقال الوالي :
‎اصنع ما تقوله لك فوالله ان قلبي قد ارتاح لها ولا أظنها الا تنطق بالحق .
‎فعل القائد ما أوصته نرجس فوضعت النساء الاربعة في مكان واحد والحرس فوقهن وأمرن ان لا يتكلمن فيما بينهن ..
‎مرت ساعتان وهن على هذا الوضع فبدئن بالتعبير عن شعورهن بالملل وهنا حضر قائد الحرس ومعه السياف فلما شاهدنه أرعبن فقال القائد مغضبا :
‎لماذا استدعيتموني ..؟ هل وجدتم دليل ؟
‎قال أحد الحرس :
‎نعم يا سيدي .. ان الجذع الذي عثرنا خلفه على الجثة التاسعة يعود لشجرة سنديان قوية الرائحة ولابد ان القاتلة قد تشبعت بها .
‎وهنا قامت احدى الاربعة لا شعوريا بشم ثوبها فلمحها القائد فزعق بها فارتاعت وهلعت فصاح بها :
‎ اذن انتي قاتلة الضحايا التسعة ..
‎فأجابت مذعورة :
‎أي تسعة يا سسسسيدي .. لم اقتل سوى طفل واحد فففقط .
‎ضحك القائد وقال :
‎نعم .. انه طفل واحد فقط وأنت اعترفت الان بقتله وقد انطلت عليك الحيلة .. فلا توجد رائحة ولا تسعة ضحايا .
‎وهكذا تم القبض على القاتلة الحقيقية وأودعت الحجز .. اما نرجس فقد قدم لها الوالي اعتذارا رسميا بأسمه وبأسم قاضي القضاة وتعلموا من قضية نرجس ان لا يتسرعوا في الحكم ابدا .. وأثنى الوالي على فطنة وذكاء نرجس الذي قادهم الى القبض على القاتلة .. وأثنى كذلك على صبرها وتحملها وقوة ايمانها الذي أصبح حديث البلد .. قال الوالي :
‎يؤسفني ما مررتي به .
‎ردت نرجس :
‎انا لست آسفة .. فكله في علم الله .. وما حصل قد قوى علاقة ابني بي ..
‎أضاف الوالي :
‎وربما ان الله قد ساقك الى هنا حتى تعثري على القاتلة وتمنعي لا سمح الله سلسلة جرائم قد تحصل .
‎أردف القاضي :
‎ولا ننسى ان قضيتك ألهمت الكثيرين ووثقت الروابط بين العائلات وكذلك مع الرب
‎ثم سجدت نرجس شاكرة لله فسجد معها الجميع ..

ملخصاتي 👑Donde viven las historias. Descúbrelo ahora