~ الفصل الأول ~

36.9K 562 53
                                    

- في اخر ليلة من ليالي شهر تشرين الاول { اكتوبر } كادت شوارع المدينة تخلو من المارة ؛ كان الجو مثيراً وحبات المطر تتسابق محدثة أصواتًا على النوافذ والأشجار وتشابكت الغيوم السوداء بسرعة وضبابية أطفأت ضوء القمر و غيبته عن السماء ؛ معلنة بذلك قدوم شت...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

- في اخر ليلة من ليالي شهر تشرين الاول { اكتوبر } كادت شوارع المدينة تخلو من المارة ؛ كان الجو مثيراً وحبات المطر تتسابق محدثة أصواتًا على النوافذ والأشجار وتشابكت الغيوم السوداء بسرعة وضبابية أطفأت ضوء القمر و غيبته عن السماء ؛ معلنة بذلك قدوم شتاء بارد قاس قد تطول مدته ... الساعة الآن تشير إلى السابعة والنصف مساءاً ولم تعد "مايا " إلى المنزل بعد ؛ كل هذا اثار القلق في قلب ابنة خالتها " سيرين " خصوصاً بعد أن رأت هذه الأخيرة الطريقة التي خرجت بها الفتاة من المنزل منذ ثلاث ساعات والغضب يعتريها وكأنها عاصفة هوجاء تريد أن تدمر كل شيء قد يعترض طريقها ؛ حتى انها لم تتوقف ولم تلتفت لها عندما سألتها عما يحدث معها وعن سبب غضبها .

حاولت الاتصال بها مراراً وتكراراً ولكن مايا لم ترد على اياً من اتصالاتها ، بل كانت تفصل الخط في وجهها في كل مرة لأنها مشغولة بمراقبة تحركات خطيبها " أنس " الذي اكتشفت خيانته لها بمحض الصدفة عندما وقع هاتفه بين يديها في وقت سابق من النهار ؛ الأمر الذي أشعل في وجدانها نار الغيرة وإحساس بالغربة والضياع ، لذا قررت أن تلحق به وتواجهه وهو يخونها وينقض عهد الحب الذي بينهما .

- هي فتاة ثرية بالغة من العمر ثلاثة وعشرين عاماً ، تحظى بقدر من الجمال على الرغم من امتلاء جسدها وقصر قامتها ... عاشت حياة الرفاهية منذ نعومة أظفارها عكس ابنة خالتها سيرين فوالدها رجل سياسي شهير وأمها ترأس جمعية خيرية ؛ كل هذا جعلها تنعم بالدلال والرفاهية إلى أن وصل بها الأمر إلى حد الغرور لذا لم يعد يهمها إلا مصلحتها وتلك المفارقات تجعلها تغرق في مستنقع من وحل التكبر وقيود الذات.

كانت جالسة تراقب أنس من بعيد في الكازينو الذي اعتاد زيارته دائماً بينما كان هو جالساً مع مجموعة من الشبان بمثل سنه ، يحتسي مشروب كحولي ويتبادل المزاح مع اصدقائه الذين عرفتهم فوراً فهي لا تحبهم ابداً ولطالما طلبت منه ان يقطع علاقته بهم نهائياً لأنهم على مستوى اخلاقي هابط ومتدن لكنه لم يمتثل لطلبها ويستمع لنصحها بالابتعاد عنهم ؛ بل استطاع بطريقة ما ان يقنعها بأنهم اصدقاء جيدون... كانت تنظر إلى ساعة يدها الذهبية كل خمس دقائق وتتذمر لأنها اضطرت إلى التنكر لتراقبه دون ان يعرفها فما كان يهمها بالمقام الأول هي الرسائل النصية التي قرأتها في هاتفه صدفة والتي أرسلتها له عشيقته السرية على حد ما توصلت إليه .

~ رواية  نار و جليد / للكاتبة نونا مصري ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن