الفصل الثامن

3.5K 120 10
                                    


أنا وهى والمخادعة "النسخة المعدلة"

الفصل الثامن

.... انا لا هخطب ولا هتجوز بسنت ، انا هتجوزك انتى ياشيماء ....

إختفت كل الأفكار التى تحملها داخل عقلها ، وكأنها لم تفهم معنى الجملة من الأساس ، لم تشعر بفرحة او حزن او حتى اثرت فيها المفاجأة ، كأن كل المشاعر التى قد تشعر بها قد اختفت هى الاخرى ، هل يتلاعب بها أم أنه يقصد هذا، هل يشك أنها من الباحثات عن الثروات وأنها ستقفذ فرحا مما قال حتي وإن كان دون مبرر أم أنه فقط يحتاج لبديل آخر يفرغ به كبت عاطفي، وهل رياض صبري ممن يحتاجون لأي بديل، فما سمعته عنه أنه لديه درزينة من النساء تتراقص حوله وتنتظر إشارة، ومن لاتفعل مع رجل كهذا، بوسامته ورجولته الناضحة وثرائه الفاحش.
الغريب أنه انتظر رد فعلها بهدوئه المعتاد ، اشارة الفتح موجودة امامها ، لم يغلق ، لم يكتب أي كلمة أخري، يبدوا انه منتظر لرد فعلها ، ابتسمت بسخرية ، اعتدلت على الفراش بنصف جلوس وسحبت الغطاء على قدمها ، وأصبحت تنتظر هى الأخرى ، وهى تفكر فيما يفعل هذا المتكبر المتحازق ، قد يكون مخمورا مثلا ، وغير مسيطر على كلامه وتفكيره ، أو قد يكون قد تعود اللعب بالنساء ممن هن حوله كما تسمع عن رجال الأعمال فى الأفلام والمسلسلات .

بعد دقائق كتب وارسل ... شيماء ؟

تطلعت لإسمها كانها تسمعه من فمه وليس كلمة مكتوبة، لكن ايضا فى صمت تام دون ان تجيبه

فكتب وأرسل ثانية ... مبترديش ليه ، بهزر معاكى يابنتى ...

الضيق والإستياء الذى شعرت به وقت قرائة هذه الرسالة كان كافيا لأى رد فعل مهما كان
" بهزر" ، وهل المزاح بالنسبة له قد يكون في مثل هذه الأمور، أيقنت هنا أنها كانت علي حق في إفتراضها الأول، كان يتلاعب بها، لكن لماذا؟

فكتبت وأرسلت ... تصبح على خير يابشمهندس رياض ...

وأغلقت الهاتف نهائيا ، واغلقت أيضا الهاتف الآخر ، وجلست فى صمت تام فى ضوء غرفتها الخافت بدون اى وعى او شعور وكان عقلها تم إغلاقه هو الآخر مع هاتفها ،

رفعت عنها الغطاء وخرجت متجهة للحمام المجاور لغرفتها والذى يفصل غرفتها عن غرفة أخويها ،
خلعت ملابسها وفتحت الماء الساخن وجلست على حافة الحوض الرخامى الكبير ، الماء الساخن يتساقط فوق راسها وجسدها تباعا ، وهى لا تشعر بدرجة حرارته وكأن بشرتها هى الاخرى فقدت الاحساس مع عقلها .

وأولى الأفكار التى انتابت عقلها هو أن هذا الرياض ليس سهلا أبدا ، لكن من أى ناحية ، لا أحد ينكر قدرته ومهارته كرجل أعمال ناجح ، قدرته على التعامل مع الناس من حوله ،
لكن النساء ، لم تسمع عنه ابدا انه من هذا النوع ممن يلاحقون النساء ، فقط هن ينتظرون ويحاولن بإستمرار وهو لا يستجيب، كل ما سمعته عنه أنه كان متزوجا يوما ما وطلق زوجته بعد شهور قليلة من الزواج ، وبعد ذلك لم يرد على مسامعها اى كلمة متعلقة بعلاقته بالنساء ، وقد وصلها هذا أيضا من كلام بسنت عنه ، ومن الملف الذى اعطتها اياه ، ويجب ان تثق فيما قالته ، فهى من طبقته المخملية البعيدة عنها هى وعن طبقتها الكادحة ،
هل من المعقول ان يكون كل هذا كذب ، او غطاء سخيف يغطى به نفسه ، وفى الواقع الخفي يكون مخادعا ومتلاعبا ، ان كانت هذه هى الحقيقة ، فيجب ان تشهد ببراعته فى اخفاء حقيقته عن العالم من حوله .

انا وهى والمخادعة  ،،   هناء النمر Where stories live. Discover now