لاجئ مطلوب للترحيل!

18 0 0
                                    

لازال على هذه الحال منذ خمس سنوات، عندما عبر الاسلاك الشائكة التي تفصل بلده التي دمرتها الحروب عن تركيا المجاورة او الجنة كما تُسمى .
لم يسأله وقتها احد من أنت؟ ومن اين اتيت؟ وماذا تفعل هنا؟ لم يستجوبه مأمور الضابطة عندما وجده يعمل في صيانة الطرق او في معامل وورش الاحذية والألبسة هن إذن عمل !.
كانت بالفعل الجنة !
ولكن هل تبقى الجنة هي الجنة عندما تغص بالمذنبين، ربما ليست هذه الجنة لأن هؤلاء لايمكن ان يعيشوا في الجنة، ومكانهم الجحيم .
يا الهي بعد كل تلك المدة عرف انها الجحيم! واصبح كل همه ان يهرب من عذابها، ومع تقدم الأيام لم يعد يكفي ان تهرب من العذاب، فالعذاب صار يطلبه ويبحث عنه في كل زقاق وشارع .
لم يدخل البيوت بعد، فلازال يتربص به على حواف الطرقات، وستكون تلك الساعة التي سيسقط فيها هي عذابه الابدي عند قذفه خلف ذاك الجدار الذي كان منذ خمس سنوات مجرد سلك ممزق .
ذاك اليوم كان في الباص المتوجه الى المدينة حيث يعمل، وكانت الصدمة حيث كان اولئك الرجال الذين يرتدون الأزرق ويبحثون عنه في كل مكان قد قطعوا الطريق وبدأوا يفتشوا السيارات المارة .
لم يأبه احد من ركاب الباص بالموضوع فالأمر بالنسبة لهم روتيني، اما هو فقد ارتعش من صميمه وراى نهاية حلمه وبداية عذاب اكبر من عذابه .
دس يده المرتجفة في جيبه يبحث عن بطاقة الحماية التي لم يحصل عليها اساساً والباص يمشي ببطئ في صف السيارات المتجه الى ذاك الحاجز الطيار .
كان يترقب بعينان جاحظتان وقلب يموت بسرعة تشبه حركو عجلات الباص في زحام هذا الشارع .
ولما وصل الباص امامهم خرج اليه احدهم واشار له، حيث كاد قلبه يتوقف عن النبض فهاقد صعد الرجل الازرق الى الباص ليقول .
" اوصلني الى اول المدينة .. فقد انتهت مناوبتي " .

مع تحيات
RAYANDIESEL
2018

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 30, 2018 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

القلب مفتاح العقلWhere stories live. Discover now