*4*

60K 2K 197
                                    

#بعد شهر...




كانت ترتكز بيدها على نافذة السيارة تشاهد الطريق الذي بدأ يتحول تدريجيا من الاحياء الشعبية و البيوت القديمة المتلاصقة الى احياء راقية نظيفة منظمة و البيوت و القصور الجميلة التي بنيت بطريقة منتظمة و مدروسة حتى بعد البيوت عن بعضها يجعلك ترتاح نفسيا لانها تعطي الحرية لسكان البيت او القصر..

خرجت من سرحانها على وقوف السيارة لتنظر امامها و قد وجدت بوابة سوداء ضخمة لتنظر للذي يقود بجانبها بهدوء دون ان يخرج منه حرفا واحدا و ملامحة ما بين التركيز و التجهم لكن فاجئها عندما خرج صوته و هو ما زال ينظر امامه: هاد هو المكان الذي ستمكثين به من الان

ابتلعت ريقها بمرارة من هذه الحقيقة المؤلمة ..

ثواني و قد فتحت البوابة ليقود هو السيارة الى داخل حديقة البيت الواسعة جدا توقف هو لينزل من ثم اغلق الباب و رمى مفتاح السيارة لاحد الحراس مشى عدة خطوات لكنه لاحظ انها لم تنزل من السيارة بعد توجه ناحيتها ليجدها تجلس و هي تناظر يداها التي تفركها ببعض بتوتر واضح خرج صوته هادءا: الن تخرجي من هنا

رفعت نظرها له بعينانها الرمادية الواسعة ليخرج صوتها متسائلا بحيرة: كيف سيستقبلونني اهلك؟؟

كاد ان يتكلم لكن سألته مرة اخرى بسخرية مريرة: كيف سيستقبلون اخت القاتل ...قاتل ابنهم

عقد حاجباه و هو يشعر بكمية الالم التي تكمن في نبرة صوتها الرقيقة لكنه تنهد بقوة ليفتح باب سيارته و قد خرج صوته به بعض اللطف: لا تقلقي هم يعلمون لماذا انتي هنا و اهل هذا البيت ليس سيؤون لهذه الدرجة..هيا انزلي

نزلت هي تقف امامه و قد كان فرق الطول واضح جدا لدرجة رفع راسها عاليا لتنظر لعيناه ..

اغلق هو الباب ليمشي بخطواته الواثقة المعهودة عكس تلك التي تمشي بتردد و كما يقولون قدم للامام و قدم للخلف ..


ضغط هو على زر الجرس ليفتح الباب بعد عدة ثواني تطل تلك المرأة التي يناهز عمرها اول الاربعينيات و التي من شبابها تعمل في هذا المنزل نظرت هي الى جبار بأبتسامة سمحة طيبة و لكن اختفت تلك الابتسامة تحول نظرها الى تلك التي تقف الى جانبه و تناظر المرأة كانت تتفحصها من رأسها الى اخر قدمها ببطئ و تفحص لكن قاطع تاملها صوت جبار العميق : خالة سعاد الن تتخلينا ام ماذا؟

انتفضت المرأة تتكلم بسرعة و صوت مرتفع نسبيا: و العياذ بالله كيف لا ادخلك الى بيتك يا سيد جبار تفضل تفضل انا فقط كنت انظر الى ...زوجتك

اوما جبار بهدوء ليوجه صوته الى امل : هيا تعالي معي

مشت هي خلفه و لم تنتبه ابدا الى معالم البيت الراقية و الملفتة بسبب شدة توترها و تفكيرها بردة الفعل التي ستلقاها في هذا البيت ..الغريب.

ثأر جبارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن