الفصل الواحد و الثلاثون : غيبوبة

Start from the beginning
                                    

في مملكة الشمس:

يومان مرا كالجحيم على ليلي لا تدري ما أصاب توأمها، قلق قد اجتاح صدرها و ضيق عليها الخناق شعور غريب يراودها بأن شقيقتها في خطر و أنها بحاجة إليها بجوارها، ألكس أيضا تشعر بالقلق على كلتاهما إحداهما لا تنام و لا تأكل و الأخرى بعيدة عنها تماماً لا تعلم عنها أي شيء، أما ويليام فألم يجتاح قلبه كلما نظر إلى ليلي و رأى ما آلت إليه حالها من حزن، القصر بأكمله كان يعيش في حالة كآبة و حزن فملاك هذا القصر قد رحل عنه و معه السعادة و الفرح.

طرق خفيف على باب غرفتها جذب انتباهها لتستقيم بإتجاهه لترى من يطرق على بابها في هذا الوقت من المساء، فتحت لترى إدوارد واقفاً و في يده صينية عليها ما لذ و طاب من الطعام، نظرت إليه بهدوء لتبتعد قليلاً سامحة له بالمرور من خلال الباب، امتدت شفتيه في ابتسامة سعيدة كونها لم تطرده كما توقع ان تفعل، فلقد زينت له مخيلته كل أنواع طرق الضرب و الطرد أولها ركل مؤخرته الجميلة- حسب ظنه - قاذفة به نحو الحائط، جلس على المقعد بجانب الشرفة بعدما وضع صينية الطعام على الطاولة ليرفع بنظره نحو تلك الشاحبة الجالسة أمامه و التي رغم شحوب ملامح وجهها ألا أنها مازالت ذات جمال خلاب، قطع عليه تأملها حمحمة خرجت من بين شفيتيها لتجذب انتباهه بِعد ان استغرق وقتا طويلا في تأملها كما لاحظت ، استطردت بقولها :

ليلي : إذا ما الذي أحضرك الى هنا في هذا الوقت ؟

ويليام باهتمام : أحضرت لكي بعض الطعام أعلم أنكي لم تضعي في فمك شئ منذ أن رحل جايمس من هنا ، هذا ليس جيداً لكي .

ليلي : لن أضع أي شيء في فمي حتى أتأكد من أن شقيقتي على ما يرام و أراها أمامي .

ويليام بغضب طفيف : إن ظننتي أني سأسمح لكي بأن تنامي دون طعام ليوم آخر فأنتي تحلمين .

ليلي بتعب : إدوارد أنا أرجوك دعني وشأني .

ما كادت ليلي تبرح من مقعدها حتى أصابها الدوار لتقع ، لكن لحسن حظها أمسك بها إدوارد ليحملها بين ذراعيه و يسير بها نحو سريرها ، استعادت ليلي قليلا من وعيها لتنطق بصوت بالكاد يسمع ،

ليلي : ماذا تفعل ؟

ويليام: سأقول لكي ماذا أفعل ، أنا الآن سأضعكي في السرير و أقوم بتغطيتك و سآتي بالطعام لأطعمكي و أنتي لن تناقشيني لأَنِّي قد حسمت أمري و قررت هذا .

ابتسمت ليلي بخفة فهي بالكاد تحمل طاقة تخولها للوقوف على قدميها فما بالك بالنقاش مع ويليام ذَا الرأس المتحجر ، استسلمت ليلي لما قاله ويليام و سمحت له بإطعامها و نامت سريعاً لشعورها بالتعب و الإرهاق ، أما ويليام فأخذ يتأمل في ملامح وجهها الملائكية ليأخذ مكاناً بجانبها على السرير و يتابع تأملها ، لينطق بهمس ،

اسطورة التنين الابيضWhere stories live. Discover now