_ربما في وقت ما
تردد ستيوارت قبل ان يضيف بفظاظة :
_سوف تخبرينني ان بدات الامور تسوء اليس كذلك ؟

ابقت ليوني على نبرة صوتها خفيفة وقالت :
_ماالذي يمكن ان يسوء ؟سوف اتصل بك هاتفيا خلال بضعة ايام اعتن بنفسك ابي .
اعادت ليوني السماعة الى مكانها قبل ان يتمكن والدها من قول اي شيء اخر ,اذ من المحتمل ان تكون لديه فكرة غامضة بان الامور ليست كما يفترض بها ان تكون تماما ,لكنه سيتقبل الامر مادامت تطمئنه عنها باستمرار.
سمعت صوتا قادما من غرفة النوم ,فادارت راسها نحو الباب الموصل اليها والذي تركته مفتوحا توقعت ان يظهر فيدال ,فجهزت على شفتيها تحية لملاقاته ,لكن الكلمات تلاشت عندما ظهرت ايلينا ,كانت مدبرة المنزل تحمل صنية قالت شيئا ما باللغة البرتغالية لم تفهم ليوني سوى كلمة السيد ,لكن الصينية حملت مكونات فطور اوربي اذا كانت الكلمة تعني السيد,فايلينا على الارجح تحاول القول انه ارسلها لتحمل لها الفطور ,اليس من الافضل لو انه احضره بنفسه ؟
قالت ليوني :
_او بريغادو .
انها احدى الكلمات القليلة التي تعرفها باللغة البرتغالية وتابعت :
_شكرا ايلينا انا ممتنة جدا !
وضعت الصينية على طاولة منخفضة ثم سكبت لها كوبا من القهوة الزكية الرائحة وغادرت
بدت القهوة ممتازة اما الكعكات المحشوة بالمربى فبدت اكثر من لذيذة ,عندما انهت فطورها كانت الساعة تقارب العاشرة والنصف وحتى الان لم يظهر اي اثر لفيدال ,اخذت ليوني الصنية معها عندما نزلت الى الطابق السفلي .
تركت الصنية على الطاولة في البهو ووقفت وهي تشعر بالتردد هل تخاطر في الدخول الى مقر الموظفين ؟على الارجح ان ايلينا تيم في المكان بينما يحضر الاخرون يوميا ,حتى الان رات ليوني البستانيين بالاضافة الى الشاب الذي قدم لهما الشاي وكان فيدال قد ناداه باسم باولو .
لم تكن لديها ادنى فكرة عن مكان فيدال نفسه فبعد اسلوبه الرقيق في التعامل معها ليلة امس توقعت ......حسنا !هي ليست واثقة مما توقعته ,لكنها بالتاكيد لم تتوقع ان يتركها بمفردها ,والان حتى لو التقت احد اولئك الموظفين لديه لايمكنها ان تساله عن مكانه لان حاجز اللغة يجعل ذلك امرا مستحيلا

كانت ليوني ماتزال واقفة في مكانها وهي تشعر بالتردد عندما وصل باولو من الطابق السفلي فحياها قائلا :
_صباح الخير سينيوا .اماريج
ثم تابع بلغة انكليزية عرجاء :
_اترغبين بشيء ما ؟
غمرها احساس بالارتياح فسالته :
_اين هو السينيور دوس سانتوس ؟
اجابها الشاب
_ذهب الى المدينة
حدقت ليوني به بدهشة وقالت :
_المدينة !اتقصد لشبونة ؟
_اكد لها قائلا :
_المدينة نعم الى ....
بحث عن الكلمة التي يحتاجها وتابع وهو يشعر بالانتصار :
_....الشركة لديه مفاوضات .
احست انه مخذولة تماما ,يبدو ان انطباعاتها الاولى صحيحة ,فيدال لا يكن لها اي مشاعر تتخطى الرغبة الجسدية ,اما اليوم فعاد الى عمله كالمعتاد .
فجاة بدا لها المنزل كئيبا توجهت الى شرفة سفلية بعيدة عن الرجال الذين يعملون في الطابق العلوي كانت شمس الصباح حامية ,فرحبت بالظلال التي وفرتها لها شجرة متدلية الاغصان جلست على مقعد حجري ,وراحت تتامل المنظر الطبيعي بعينين تفتقدان الى التالق .
حسنا !ماالذي توقعته فعلا ؟سالت ليوني نفسها باسى ,قد يبدو ان فيدال يتمتع بجانب ارق والطف من طبيعته المعتادة ,لكن ذلك امر ظاهري فقط .
وها قد برهن لها ذلك هذا الطباح فكرت ان امامها خيارين (يمكنها ان تتقبل الموقف كما هو فتستمتع بناحية واحدة على الاقل ,او يمكنها ان تصده وتنفره وذلك باعتماد اسلوب ابجمود معه .
الخيار الثاني قد يكون الاصعب نظرا الى الاحساس الذي يجعلها تشعر به ,لكنه السلاح الوحيد الذي تمتلكه.
عاد ذهن ليوني الى التركيز الحاد لدى سماعها صوت محرك سيارة ,بعدما استدارت السيارة حول مدخل المنزل كشف سقفها المفتوح ان السائق هو امراة في مثل سنها .
ومالبثت ان توقفت في الباحة الامامية حدقت المراة ذات الشعر الاسود والمظهر الجذاب نحو ليوني وقد بدا عليها الارتباك بوضوح .
_ماالذي تفعلينه هنا ؟
اجابت ليوني :انا اسفة لااتكلم البرتغالية .
_اانت انكليزية ؟
بدت الكلمات واضحة بما يكفي بالرغم من لهجة المراة الثقيلة ,اما الارتباك فيدا اكثر وضوحا عندما تابعت قائلة :
_ماالذي تفعلينه هنا
لم تقدر ليوني على اعطائها سوى جواب واحد فقالت :
_انا زوجة المالك ,انا اقيم هنا
بدت المراة مصعوقة فقالت :
_زوجة .......؟! اظنك تمزحين معي !

من يتحدى القدر Where stories live. Discover now