الفصـــل الثاني والثلاثون

17.9K 381 17
                                    

هل يغفر الحب؟ 
أحببتُ فَاطَمَة 2

الفصـــل الثاني والثلاثون.. 

- أنا مش هتجوز البتاع اللي بتقول عليه ده!! 
أردفت مني بعصبية تامة وهي تنظر إلي شقيقها بتحدٍ سافر، في حين قال أحمد جازا علي أسنانـه:
هو أنتي لسه شوفتيه عشان ترفضيه؟؟.. هتشوفيه الأول وهتوافقي وهتلمي نفسك بدل ما تاخدي بالقلم علي وشك! 
تدخلت هالة محاولة تهدئته:
إهدي يا أحمد الأمور ماتتخدش كده، سيبها تفكر الأول.. 
أحمد برفض قاطع ؛:
لا.. خلاص لا فيه تفكير ولا أي حاجة ولا هيكون ليها رأي واللي هقوله هو اللي هيمشي ورجلها فوق رقبتها..
بادرت مني تقول ساخرة:
لا يا بابا إنت مالكش حكم عليا، ومش هسمع كلامك..
كاد ليصفعها بقوة، إلا إن هالة أمسكـت بيده وهي تتوسله:
يا أحمد مش كده عشان خاطري، الجواز مش بالغصب مهما كان.. 
دفعها أحمد بعيدًا ولم يصغي إلي حديثها.. ثم جذب الأخيرة من شعرها وهو يضغط عليه فصرخت تتألم، ليخبرها بحزم وهو يهزها بعنف:
وكمان بجحة وقليلة الأدب بعد كل اللي عملتيه، وحياة أمك يا مُني لهتسمعي كلامي غصب عنك وإبقي وريني إزاي مش هتسمعيه!! 
إنفجرت دموعهـا بكثافة وهي تحاول الفكاك من قبضته، ولم يتركها إلا حين صرخت به أمه:
كفاية.. كفاية إرحموني بقي إنتوا الإتنين... إرحموني.. 
تركها أحمد وهو يتوعدها بعينيه المشتعلتين، لتقول رجاء بغضب:
أخرج إنت وسبني معاها يا أحمد.. 
أحمد بحنق:
ناوية تدلعيها برضو؟..
رجاء بحدة: وأنا كنت دلعتها إمتي يابني؟؟ ما علي يدك طول عمري بواعيها بس الله يسامحها خلت وشي في الأرض.. 
نفخ أحمد بضيق وغادر الغرفة بصحبة زوجته، وما إن خرج حتي صاحت مني بتمرد:
شوفتي يا ماما إبنك بيعمل فيا إيه، هو أنا عشان ماليش أب هيتحكم فيا كده؟؟ أنتوا فاكرين نفسكوا إيه؟؟! 
وتلك كانت الصفعة المفاجئة من والدتها، صفعة ألقتها علي الفراش من خلفها وهتفت رجاء بنفاذ صبر:
فاكرين نفسنا أهلك، أنا أمك وهو أخوكي، مش ماليين عينك يا بجحة..
مني وقد وضعت يدها فوق وجنتها بحزن:
حتي إنتي يا ماما بتضربيني؟؟
رجاء صارخة بوجهها:
وأكسر عضمك كمان، ده أنتي خلتيني مش قادرة أبص في وشهم وماليش عين أدافع عنك، ياما نصحتك وأوعي فيكي وانتي زي ما إنتي، غبية وأنانية.. مش عشان أنا أمك هطبطب عليكي، العريس ده لو طلع كويس الله في سماه لتتجوزيه غصب عنك، ولا أنا هفرح بيكي وأنتي عمالة ترفضي في العرسان وتخربي بيوت الناس وأنا قاعدة أتفرج عليكي، لا والله أبدا.. ولتشوفي مني وش تاني يا مني..
أنهـت كلماتها الصارمة وهمت بالخروج من الغرفة، تاركة إياهـا تبكي بحسرة علي حالها، يبدو أن هذه المرة تختلف عن تلك المرات السابقة فلا أحد سيتعاطف معها بعد الآن.. 
....................................

كريم.. 
نطقتها فاطمة بهمس وهي تجلس إلي جواره، فرد عليها هادئا:
نعم.. يا بطتي
سألته بجدية وهي تتطلع إلي عينيه:
لما أنا جيت ليك الشركة، لما كان عندك العملاء دول اللي هي اسمها سهام وجوزها..
قال بضيق نوعا ما:
مالهم، مش قفلنا خلاص علي المواضيع دي ولا إنتي غاوية زعيق يا بطتي كل شوية..؟ 
حركت رأسهـا بعلامة النفي، ثم قالت بخفوت:
مش هفتح مواضيع ولا حاجة، بس عاوزة أسألك هي فعلا مراته كانت عندك الأول لوحدها وبعدين جوزها جه بعدها؟ 
أجاب عليها بتأكيد:
مظبوط، فعلا هي كانت لوحدها وجوزها جه بعديها..
تنهدت بإرتياح وهي تعاتب نفسها علي تلك اللحظة التي دخل قلبها الشك تجاه صديقتهـا نوارة، في حين قال كريم:
بتسألي ليه بقي..؟ 
ردت عليه بنبرة حزينـة:
عشان نوارة قالتلي فعلا كده، وأنا شكيت فيها، الله يسامحك يا كريم شككتني فيها وهي مظلومة..
مط كريم شفتيه بعدم إهتمام :
ما خلاص بقي، متأفوريش يا بطتي.. قومي إعمليلي حاجة أكلها بدل ما إنتي لازقة فيا كده والجو حر..
رفعت حاجبيها بإندهاش وهو تلكزه في ذراعه بغيظ:
مافيش أكل.. وهفضل لازقة.. وبعدين أنا تعبانة وحامل المفروض إنت تعملي أكل وتجبهولي لحد عندي، وتعلالي هنا فين الكفتة المشوية والريش والشاورما اللي هحلي بيها ولا إنت ما صدقت آآ... 
بتر حروفها وهو يضع كف يده علي فمها هاتفا بغيظ:
بس يا ماما بس، إيه كل ده.. رغاية رغاية..  بطلي أفلام وقومي إمشي علي المطبخ..
أزاحت يده عن فمها ثم حذرته بتذمر طفولي:
بطل تقولي رغاية، وبطل تزعقلي وبطل تعملي فيها سي السيد.. فاهم ولا أفهمك بطريقتي؟؟ 
كتم ضحكاته وهو يقول بنبرة حازمة:
لا مش فاهم، أحب أفهم بطريقتك؟! 
حملقت به لثوان، ثم تفوهت ببلاهه:
ها... سيبك إنت.. إنت منور والله.. ثواني ويكون عندك الأكل يا روح الروح..  
قهقه ضاحكا بشدة وهو يتابعها بعينيه وهي تهرول إلي المطبخ بطريقـة مسرحية كعادتها..
.........................................

أحببت فاطمه (الجزء الثاني) بقلمي / فاطمة حمدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن