الفصـــل الثالث والعشرون

15.8K 355 11
                                    

هل يغفر الحب؟ 
أحببتُ فَاطَمَة 2

الفصـــل الثالث والعشرون.. 

كانت توقع علي الملفات بصمت تام بعد موجة بُكاء هستيرية، وكان هو أيضًا صامتا غاضبا من نفسه علي حماقته معها، كيف يثور عليها يبدو أن كلام والدته كان له تأثير سلبي عميق. ..
أغلقت الملفات قائلة بجدية:
خلاص وقعت علي كله! 
أومأ برأسه إيجابا، ثم مد يده قائلًا بهدوء: يلا عشان نروح..
تنهدت بثقل وراحت تمسك يده الممدودة إليها لتساعده علي النهوض وما إن نهض حتي حاوطها بذراعيه ضاما إياهـا إلي صدره بقوة هامسًا:
أنا آسف.. 
أغلقت عينيها بقوة في محاولة منها لإحتجاز دموعها داخل مقلتيها قبل أن تتدفق مرة ثانية.. لم يتلقي منها رد فقط سكنت بين ذراعيه كقطة وديعة..
ليستمع إلي صوت شهقاتهـا الخافتة المكتومة التي مزقت قلبه.. تنهد بقوة وهو يضمها إلي صدره أكثر هامسًا مجددًا:
سامحيني يا جميـلة عارف إني زودتها بس أنا بغير عليكِ حبيبتي من الهوا الطاير ومش قادر أتخيل إني محروم من إني أشوفك وكل الناس بتشوفك ولا عالم نيتهم إيه.. إعذريني أنا هتجنن عليكي يا جميلة.. 
ثم مد يده ليلمس وجنتيها ويزيل العبرات العالقة عليهما برفق، فما كان منها إلا أن همست من بين دموعهـا:
متقساش عليا تاني.. ومتعملش فيا كده! 
أومأ مبتسما ثم وضع قبلة صغيرة فوق جبينها قائلا ؛: حاضر يا جميلتي.. حقك عليا.. 
- ربنا يخليك ليا.. 
همست له بحنانها المعهود ، فتنهد بإرتياح وقد علم بزوال غضبها منه.. ليضمها إلي صدره بقوة أكثر.. 
..............

في المسـاء.. 

تسطح كريم علي الفراش بتعب، إقتربت فاطمة متساءلة بتذمر:
كريم إنت مش فاكر حاجة؟؟ 
أغلق عينيه بنعاس وهمس:
لا يا بطتي مش فاكر.. 
إستكملت بحزن: خالص خالص؟ 
حرك رأسه بعلامة النفي.. فظهرت علامات الإحباط علي وجهها أكثر وأضافت:
كريم بكرة كام في الشهر؟ .. 
تقلب علي جنبه الآخر ليقول بنفاذ صبر:
مش عارف يا فاطمة، سبيني أنام بقي الله يكرمك.. 
نفخت بغضب.. تبا لقد نسي عيد ميلادها كعادته.. لابد أن تذكره بذلك كل عام..! 
تسطحت جواره وهي تزفـر حانقة منه، همست بنبرة خافتة طفولية:
ممكن تلف ومش تديني ضهرك كده طيب؟! 
إلتفت لها بنفاذ صبر وأغلق عينيه كمان كان، لتتأمله بإرتياح حتي تغفو هي الأخري.. 
.............

في اليوم التالي.. 

بشركة "حسام"

تبدلت أحوال فجر تماما، نزعت من عقلها تلك الأوهام، ولم يعد حسام يشغل تفكيرها كالسابق، فقط هي تعمل، تجتهد، تتقرب إلي الله.. وكأن كلمات حسام كان جرس الإنذار لها.. لتضع نقطة وتبدأ من أول السطر.. هي غالية، صغيرة، مسلمة.. إذا عليها أن تجتهد فيما يرضي خالقها ولا تلتفت لهذا وذاك فقط ستنتظر المَن من الله.. 
لم تكن فجر شاعرة بمن حولهـا كثيرا، فهي تقضي عملها وتذهب إلي المنزل فورًا وكلامها محدود خاصة مع الجنس الآخر.. لذلك هي غافلة عن تلك العينان اللتين تراقبناها في صمت..

أحببت فاطمه (الجزء الثاني) بقلمي / فاطمة حمدي Where stories live. Discover now