الفصل الاول

87 1 2
                                    

"شهران ونصف من السعاده " الفصل الاول
لا تدع التفكير يأخذ منك ،ومن عمرك ..
لا تدع نفسك تستسلم لما ليس له نفع ،بماذا ستنتفع بالتفكير بشيء مضي ،أو بشيء قد أصبح أمر واقع بكل تأكيد ..
لا تستسلم لألام جسدك حتي وإن أصبحت غير محتمله أفعل أي شيء ولا تجعلها تستولي عليك وعلي عقلك ..
لا تخشي الموت وأعلم أنه أتيٍ لا محال ،لا يوجد هرب مما هو موجود بالفعل ..
لا تخشاه وتعامل معه علي أنكم أصدقاء قد فرقهما الزمن وسيعودون يوماً ما "أعلم أنه إن لم تكون صديقاً للموت فـ ستصبح تلقائياً عدواٌ
ً له لا جدال بـ هذا أفهم جيدآ إما صديقآ مُحببآ إما عدو له لا يوجد وسط وعليك أختيار الأنسب لك ومن رأي فـ الصداقه مع الموت شيء جميل علي الأقل سـ تكون أفضل من العداوه ،العداوه لا تنفع بشيء بل تضر وبشده "
إن جاءت سكرات الموت فلا تفعل شيئاً دراميآ لأحبتك ،لا تجعل أخر مشهد لك بهذه الحياه درامي ..أنت ستموت وتختفي ،هم من سيعذبون فـ ترفق بهم قليلاً
إن علمت أنك مُقبل علي الموت فلا تضيع وقتك الثمين هذا بأشياء فارغه رجاء ..
لا تخاف الموت ،ولا تخاف الوحده ،لا تخاف نظرات من حولك عندما يعلمون هذا ..ركز جيداً علي ما تريد فعله قبل الرحيل حدد أشياء مُعينه تفعلها ..لا يوجد وقت للندم علي ما ستقوم بفعله
لا يوجد وقت للحزن أفهم أن اليأس لن يريحك بشيء الأستسلام لأخر لحظه أمر مُستحيل لن تفعل ستندم كثيرآ إن فعلت أقسم لك
لا تتقبل أي نظره شفقه من أي أحد ،لا تتقبل مواسه أحد فلا يوجد وقت لهذه الأمور التافه
لا يوجد وقت لما هو غير مُهم كل لحظه بعمرك الباقي يمكنك فعل بها ما كُنت تحاول فعله بحياتك السابقه بأكملها ..ركز جيداً أنت تملك ما لا يملكه غيرك إلا القليل ..
أنت تعلم متى ستموت وإن كان الامر مُخيف ،ولكنه رائع ..
                  ...........................
لماذا أتيت إلي هنا لماذا لم أعود إلي بيتي وأنتظره هناك كي ينهي هذه المأساة وأنتهي أنا من هذا الشعور البائس
لماذا هذا الشعور بالخوف يجتاحني ولأول مره منذ زمن بعيد ..
لماذا لم أعد أخشي أي شيء ،يالله هل هذا حقيقي حقآ ..لم يعد بيدي شيء أفعله بنفسي كي أنجو من ما أنا به ..لم يتبقي لي شيء من الأساس كي أفعله ..
أنهارت كل الأحلام يالله لم يعد معي أحد الأن ولن يتبقي لي أحد ..أعلم أني طفوليه إلي حد بعيد ولكني أشعر بالخوف ،بالخوف الشديد وهذا الأمر يزعجني كثيرآ
الأن قد أنتهت تلك المسرحيه الدراميه ،والأن عليهم جميعاً أن يفهموا إني لم أعد تلك البطله التي يكرهونها جميعاً ، الأن فقط يجب أن يفهموا إني أصبحت عابره ولا أحاول أذيه أحد ..
لن يستوعبون هذا إلا مقابل خساره تلك الحياه ،بعدما أغادر سيفهمون جميعاً إني لم يكن بيدي شيء لأفعله كي أظهر أمامهم الملاك الذي لا يؤذي أحد وإني بشر أخطئ ومن منا لا يـ خطئ ..
لمحته يأتي من بعيد يبدو رجلآ ،من الممكن أنه أتي إلي الأن كي يعتذر ..
من الممكن أنه قد أتي ليعترف بما فعله بي منذ زمن ،أم أنه أتي ليشمت بي ..!
ماذا فعلت له كي يكرهني إلي هذا الحد ،ماذا فعلت له يالله كي يَكسرني بتلك الطريقة المُقرفه ..
من سمح له بالمجيء إلي هنا ،من سمح له بتتبع خطواتي ،والعثور علي بعد كل تلك السنوات الماضية ..
شعرت بأن الدماء تغلي بجسدي وأني لا أستطيع الكتمان أكثر ولم يستطيع جسدي الصمود أمام كل هذا تشبست بالكرسي الذي كنت أجلس عليه وضربات قلبي تزداد سرعه ،وكان هو يتقدم مني أكثر وأكثر ومع أقترب خطواته مني ،كانت دموعي تزداد فلم أستطيع التعرف علي وجه عن بعد ..أما بعدما أقترب من المكان الذي أجلس به وتوضحت لي ملامحه وجدت أنه ليس هو ليس من جعل الخوف يمتلكني ليحولني إلي شابه بائسه تعيسه الحظ..
لم يكن ذلك الشخص الذي طالما بغضته ، الذي يجعل قلبك يرتجف خوفآ عندما تراه أو تستمع إلي صوته الغليظ ،أما هذا فقد كان غير كان رجلا وسيم لم أري جسده جيداً فقد كان يرتدي جلباب أبيض غريب وعليه جاكت أسود ولا أعلم ماذا يرتدي أيضاً حول رقبته ولكن ما رأيته جيداً أنه كان ذو لحيه سوداء رائعه ، لم يعيرني أهتمامه وكأنه لم يلاحظ وجودي ..هذا الأمر أشعل بي نيران قد أخمدتها بمجيء إلي هنا ولم أكن أعلم أنني سـ أراه هنا وجدته يتجاوزني ويتجه ليقف أمام البحر خلفي وكأنني غير موجوده لم أشعر بنفسي وأنا أتجه نحوه لأقف أمامه وما يفصل بيننا إلا بعض سنتيمترات قليله ،رأيت الصدمه بعينيه ذات الألوان العجيبه من فعلتي ولكني لم أهتم فقد ما شعرت به لحظاتها جعلني مثل العمياء أتيت لأصرخ عليه قائله "لماذا تجاوزتني أنت الأخر وكأنك لم تراني ، وكأنني لم أكن موجوده أمامك لماذا لم تلقي علي نظره ،أو سلاما ،ألا تراني ،ألا تري إني أنسانه ويجب عليك أحترامي ،لماذا عاملتني وكأني لم أكن موجوده أمامك هل أنت أيضاً تعلم ما بي فحكمت علي أنت الأخر و قررت بتعجيل ما سيحدث حتماً ولا مفر منه"
كانت دموعي تزداد ولم تتوقف ،كُنت ناظره إليه وإلي صدمته من وقفتي أمامه هذه .. بعد لحظات تحولت نظرات الصدمه بعينيه إلي غضب شديد تراجعت حينها إلي الخلف فـ لامست قدمي ماء البحر وشعرت حينها بأني علي قيد الحياه بالفعل .. رامني بنظره أخيره وكأنها تحذير بأن لا أتي خلفه مجدداً ..
ولكنه وقف ساكنًا عندما سألته بصوت طفولي خائف قائله:
_لماذا تجاوزتني ثانياً ..؟!

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 10, 2018 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

جعلني قربان لهم Where stories live. Discover now