الفصل ٥

17.6K 284 3
                                    


جلست على ركبها أمام محمد الملقى على الأرض ونظرت لخالد ورامز : اندهوا الدكتور اللي هنا بسرعه .
خالد بقلق : مفيش دكتور في الشركة
ياسمين بغضب : يعني ايه شركة كبيره زي دي مافيهاش دكتور ...
قامت ياسمين
وفتحت شنطتها وأخرجت عطرا ورشت منه على منديل ووضعته أسفل أنف محمد لعله يفوق ولكن شيئا لم يحدث
هنا دخل مصطفى المكتب وتفاجأ من المشهد أمامه
قال مصطفى مخضوضا : ايه اللي بيحصل هنا ؟ ماله محمد ؟
ياسمين : انا هروح أجيب الدكتور اللي في العيادة اللي في أول الشارع
وخطفت شنطتنا وذهبت جريا إلى العيادة ولحسن حظها كان موجود ا وظلت ترجوه لكي يذهب معها وأوضحت له كم هي حرجه حالة محمد .. ذهب معها وعندما وصل وجد خالد ومصطفى رفعوا محمد على الكنبة الموجودة بمكتبه وهنا جلس الدكتور وقام بعمل الإسعافات له وكان معه مصطفى وخالد ورامز
ياسمين : عن إذنكوا
خرجت ياسمين من مكتب محمد وأغلقت عليهم الباب وتركت العنان لدموعها فكانت تحبس دموعها أمام الجميع .. تحس بالذنب تجاه محمد .. فهي السبب في إختفاء الملف .. لقد قال لها محمد أن تحتفظ بالملف عندها فعلا .. ولكن كان من خطأها أيضا عدم ملاحظة أهمية الملف وأنه لابد أن يوجد مع المندوب
وقالت لنفسها : إزاي ماأخدتش بالي من النقطة دي
وظلت تنظر الى باب مكتبه منتظره خروج الدكتور
خرج الدكتور وقال : هو ايه اللي جرى في ال24 ساعه اللي فاتوا
مصطفى : هو مانمش من امبارح أصلا وكان في شد عصبي بسبب حاجات ناقصه في أوراق الشغل
وهنا نظر رامز لياسمين نظرة سخريه لم تلحظها ياسمين ولا خالد ولكن مصطفى لاحظ هذه النظرة ولكنه لم يقف عندها وقال للدكتور : هو ماله يادكتور
الدكتور : هو ماعندوش حاجه بس واضح انه بيرهق نفسه في الشغل ومابياكلش كويس
ياسمين : فعلا مابيكلش حاجه طول النهار وعلى طول بيشرب شاي وقهوه
الدكتور : عموما هو محتاج يعلق محاليل عشان يقدر يفوق
ياسمين : طيب هو يروح دلوقتي مش كده
الدكتور : اه طبعا هيكون أحسن وانا اتصلت بالمستشفى هيبعتوا عربيه مجهزة هتشيله من هنا وتوصله للبيت
ياسمين : للدرجة دي؟
الدكتور ينظر في ساعته : أنا مضظر استأذن عشان انا سايب العياده وفيها مرضى مستنيين
مصطفى : اتفضل يادكتور معلش تعبناك وعطلناك عن شغلك
الدكتور : أنا ماكنتش هاجي بصراحه بس الانسه اللي جت العيادة اتحايلت عليا كتير وكانت قلقانه اوي وشويه كانت هتشيلني وتجيبني هنا بالعافيه
مصطفى : اسفين على ازعاجك يادكتور
الدكتور : لا مفيش حاجه انا تحت امركوا في أي وقت وهو بعد ماهيعلق المحاليل هيفوق شويه شويه

وذهب مصطفى مع الدكتور ووصله لباب الشركة
وهنا وصلت سيارة المستشفى واستقبلهم مصطفى ووضعوا محمد على السرير المتنقل ونزلوا به الي أمام نظرات حزن من جميع الموظفين وكانت ياسمين في حالة قلق وحزين ... كانت تنظر اليه وهو فاقد الوعي ...
وتلوم نفسها كثيرا وأفاقت على صوت مصطفى يقول : أستاذة ياسمين لو سمحتي هاتي جاكت بدلة محمد ومفاتيحه وتليفونه وكل الحاجات الخاصة بيه من على مكتبه وحصلينا على تحت بسرعه
أسرعت ياسمين إلى مكتب محمد وجمعت كل شئ سريعا ونزلت ورائهم .. ركب مصطفى سيارته وقال لسائق سيارة الإسعاف : خليك ماشي ورايا عشان تعرف البيت
السائق : حاضر يابيه
رأتهم وهم يضعون محمد داخل سيارة الإسعاف من الخلف وكانت واقفه تحمل شنطته وجاكت بدلته وركب الدكتور المصاحب للسيارة كي يتابع حالة محمد أثناء الطريق وقال لها سائق السيارة : يلا اركبي ياانسه عشان نقفل الباب
وجدت نفسها تركب دون وعي .. لم تكن تنوى الذهاب معهم .. لم يكن في ترتيبها من الأساس ولكن القدر هيئ لها هذه الفرصة لكي تكون جالسه بالقرب منه هكذا .. وهو لا يشعر بها.. صامت لا ينهرها بأسلوبه الصارم .. مغلق العينين .. لا يوجه لها النظرات التي تجعلها تتلعثم في الكلام وترتبك
كانت تحتضن جاكتته ثم قربته من أنفها وشمته وأغلقت عينها .. نعم هذا هو عطره الذي يملأ المكان عندما يدخل عليها كل صباح .. ثم فتحت عينيها لتشبع من النظر اليه من جديد.. كانت فرصة بالنسبة لها لتنظر إليه وتملي عينيها من وسامته الرجولية .. تمنت لو كانت تراه هادئ هكذا طول الوقت ولكن ليس في موقف كهذا .. فهو مريض .. فاقد الوعي ..فتراجعت عن رأيها ..
و........
وجدت السائق توقف ثم فتح باب ونزلت مع الدكتور وكان مصطفى يراقبهم ووجد ياسمين تنزل من السيارة
ذهب لها وقال : ياسمين انا نسيتك خالص .. انتي ماركبتيش معايا ليه؟
ياسمين : والله ياأستاذ مصطفى انا مكنتش ناويه آجي انا لقيت السواق بيقولي اركبي .. ركبت من غير افكر ..
تركها مصطفى وقال للسائق والدكتور : ثواني ادي خبر لاهل البيت
ذهب مصطفى واطرق باب الفيلا ... تحت له حسنيه الخادمه ..
حسنيه : أهلا يا مصطفى بيه
مصطفى : ازيك ياحسنيه طنط كوثر موجوده؟
كوثر من وراء حسنيه : مين ياحسنيه ؟
حسنيه : ده مصطفى بيه ياحجه كوثر
كوثر جاءت مسرعه : خير يامصطفى انت مش في الشغل ليه يابني حصل ايه ؟
مصطفى : خير ياطنط ماتقلقيش بس محمد انتي عارفه كان في مشاكل في الشغل من امبارح وهو تعب نفسه جدا و..
كوثر : وايه يابني اتكلم هو فين
ثم نظرت وراءه وجدت سيارة الإسعاف : اييييييييه العربيه دي ؟؟؟؟؟؟؟؟
مصطفى : ياطنط ماتقلقيش هو اغم عليه بس عشان عصبيته ومكلش حاجه من امبارح والدكتور هيطلعه اوضته ويعلقله محاليل وهيفوق على طول
كوثر : وقاعد ترغي معايا كل ده ليه ماقلتش من الاول ليه خليهم يدخلوا بسرعه
مصطفى وهو يشاور للدكتور والسائق بأن يدخلوا بمحمد: ماهو ياطنط حبيت أوضحلك الموقف عشان ماتتخضيش
ودخل الدكتور والسائق حاملين محمد ودخلوا به حجرته وعلقوا له المحاليل وأثناء ذلك كانت ياسمين واقفه أمام الفيلا محتضنه الجاكت والشنطة منتظره أي فرد من سكان الفيلا تطمأن منه على محمد وتعطي له متعلقات محمد الشخصيه
ظلت واقف قرب النصف ساعه وهنا وجدت الدكتور يخرج من باب الفيلا مع مصطفى الذي عندما رأى ياسمين ضرب بيده على رأسه وقال : هو انا لازم انساكي كل شويه ؟
نظرت له ياسمين نظرة لوم : انا هعذرك بس عشان الموقف اللي احنا فيه ياأستاذ مصطفى .. المهم أستاذ محمد عامل ايه دلوقتي ؟
مصطفى : الحمد لله فاق .. الدكتور مارضيش يسيبه الا لما يفوق ويتكلم معانا
ياسمين : طيب الحمد لله اني اطمنت عليه .. على فكره انا اديت الورق بتاع الشحنه للمندوب وهو مشي من ساعتها
مصطفى : طيب كويس انك عملتي كده الموضوع ده برضو نسيته
ياسمين : طيب انا هستأذن
هنا ظهر صوت كوثر : انت بتعمل ايه كل ده يامصطفى محمد بيسأل عليك فوق
وخرجت كوثر ورأت ياسمين فنظرت لها بتساؤل وقال لها مصطفى : دي ياسمين ياطنط السكرتيره الخاصه بمحمد
كوثر رفعت حاجبيها وكأنها تذكرت شيئا : ااااااااااااه محمد كان قالي عنك قبل كده .. اهلا يابنتي .. اتفضلي واقفه بره ليه؟ تعالي خشي
ياسمين : لا اعذريني ياطنط انا همشي دلوقتي وهبقى اطمن علي الاستاذ محمد بالتليفون
كوثر : يعني تيجي لحد هنا تطمني عليه واسيبك تمشي كده لا طبعا هتدخلي تشربي حاجه
مصطفى : تتصوري ياطنط جت معانا من الشركه في عربية الاسعاف وفضلت واقفه هنا لحد دلوقتي ومدخلتش
كوثر : اخص عليك يامصطفى مادخلتهاش ليه يابني وماقلتليش ليه .. حسابك معايا بعدين
ياسمين : معلش ياطنط كلنا كنا ملخومين مع الاستاذ محمد والحمد لله اطمنت عليه ودي اهم حاجه انه قام بالسلامه انا فعلا مضطره استأذن عشان متأخرش على الشغل
كوثر : بس محمد أكيد هيزعل لو عرف انك مشيتي من بره بره
ابتسم ياسمين وقالت : لا بس هو مش هيزعل لو عرف اني مشيت وروحت عالشغل على طول ده هيبسطه اكتر
كوثر : براحتك يابنتي واحنا اسفين تعبناكي معانا
ياسمين : ماتقوليش كده ياطنط كفايه اني اتعرفت على حضرتك
كوثر : ميرسي لذوقك يابنتي .. ثم وجهت كلامها لمصطفى : يلا يامصطفى وصل ياسمين لحد باب الشركة
ياسمين : لا ياطنط مش مستاهله انا هاخد تاك.....
قاطعتها كوثر قائلة : انتي ماسمعتيش كلامي ودخلتي يبقى تسمعي كلامي وتخلي مصطفى يوصلك مش معقول بعد كل اللي عملتيه واسيبك تمشي كده في تاكسي اسمعي كلامي وخليه يوصلك
ياسمين : بس ياطنط
كوثر : مفيش بس... يلا يامصطفى وانا هقول لمحمد انك هتدخله لما ترجع
وذهب مصطفى مع ياسمين يوصلها وصعدت كوثر لحجرة محمد .....
في السيارة جلست ياسمين بجوار مصطفى وكانت في قمة الإحراج .. لم تكن تريد أن تكون في هذا الموقف .. ففي نظرها هي تخطت الخطوط الحمراء التي رسمتها لنفسها منذ إلتحاقها بالعمل .. ولكن لم يكن الأمر بيدها فوالدة محمد هي من ضغطت عليها .. وأجبرتها على الركوب مع مصطفى
قطع عليها مصطفى شرودها : انتي هتروحي الشركة تعملي ايه ؟ طالما محمد مش موجود يبقى اعتقد انك تروحي احسن
ياسمين : بس كده أستاذ محمد لو عرف هيزعق
مصطفى : ليه هو انتي عندك شغل ومخلصتيهوش ؟
ياسمين : لا مفيش انا شغلي مرتبط بوجود استاذ محمد
مصطفى : يبقى تروحي أحسن وأنا لما أروح لمحمد هفهمه اللي حصل كفايه ان انتي اللي انقذتي حياته
ياسمين : اه انقذت حياته بعد ماكنت انا السبب في اللي هوو فيه
محمد : انتوا الاتنين غلطانين وبعدين قدر الله وماشاء فعل .. وكفاية اللي انتي عملتيه وجبتيله الدكتور ووقفتك معانا لحد دلوقتي
ياسمين : يارب لما يشوفني مايزعقليش تاني
مصطفى : محمد مش بالوحشيه دي هو بس بيحب شغله ... ها ..انتي ساكنه فين عشان أوصلك بيتك
ياسمين : لا لا انت حضرتك هتنزلني هنا وانا هاخد تاكسي لحد البيت
مصطفى : ليه .. مانا كده كده كنت هوصلك مافرقتش الشركة من بيتك ولا انتي ساكنه في حته بعيده
ياسمين : لا ابدا بس انا مش عايزة انزل قدام بيتنا مع حد غريب الناس هناك ماتعرفكش وكمان ده مش معاد رجوعي من شغلي فالمنظر هيبقى مش طبيعي
مصطفى وقد فهم ماترمي إليه : طيب على راحتك
وأوقف السيارة جانبا ... والتفتت اليه ياسمين قائلة : ينفع أتصل بحضرتك أتطمن على أستاذ محمد
مصطفى : وليه اللفه دي .. اتصلي على محمد على طول
ياسمين بخوف : لا لا لا بلاش انا مش عايزة اول ما أكلمه يكون في التليفون أنا عايزة أعتذرله وجها لوجهه ..
مصطفى : طيب ماشي عموما انا هروحله دلوقتي ومش همشي من عنده الا لما اتطمن عليه خالص
ياسمين : ربنا يخليكوا لبعض .. شكرا ياأستاذ مصطفى .. مع السلامه
مصطفى : الله يسلمك
نزلت ياسمين من سيارة مصطفى وانطلق هو بسيارته .. شاورت لياسمين لإحدى سيارات التاكسي واستقلتها وذهبت لبيت خالتها

حب وكبرياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن