كلمات النهاية

Start from the beginning
                                    

نظر الجميع إلى مصدر ذلك الصوت ليروا جسد رغد يظهر من تلك الفجوة التي ظهرت على السرير الذي كانت رغد تستلقي به...

.

- ” أنتِ من أوجدتني... أنتِ من بحث عني... لم أتِ بمفردي ... لا تنسي أنني أنتقم لأجلك... أنتقم من قاتلك... “

- ” هل تنتقمين لي من من أنقذني و خلصني منكِ... لقد أسرتيني... أنتِ من كان السبب وراء كل هذا... أُقر بأنني أنا من أحضركِ... أُقر بأنني من نفذت كل ما كان في ذلك الكتاب الملعون... أعلم بأنني انا هي السبب في كل ذلك... أنا من حرركِ و لهذا عدتُ لأحرر هؤلاء الأشخاص منكِ و إلى الأبد... “
صرخت سيدة الظلام قائلةً:
- ” أليس ذلك الرجل المُسن هو من تريدين الإنتقام منه... فارس. هل تعلم بأنه من قتل حب حياتك؟... أتعلم بأنه قد فعلها بكلِ دم بارد؟ “

     توجهت نظراتٌ متسائلة من عيني فارس بإتجاه الرجل المُسن و كأنه غير مصدق لما يسمعه... ليردف قائلاً:
- ما الذي أسمعه هل كل هذا صحيح؟!
ظل الرجل المُسن صامتاً لم ينطق بأية كلمة فقط إكتفى بطأطأة رأسه إلى الأرض و كأنه يُقر بذنبه...

.

     إعتلى فارس غضبٌ شديد ليقف و يتوجه نحو الرجل المُسن و لكن جسد رغد وقفت حائلاً أمامه لتمنعه من الإقتراب من الرجل المُسن قائلةً:
- ” كل ما قالته دُميتي "مولي" أو فلنقل سيدة الظلام صحيح و لكن هذا ليس إلا جزءاً صغيراً من القصة... “
نظر فارس إلى تلك الفتاة التي تجسدت جسد رغد و إقترب منها لتبتعد هي عنه ليقف مكانه قائلاً:
- إذا فلتخبريني بما حدث بالتفصيل...

.

- ” في تلك الليلة علمت بأن مولي هي سيدة الظلام و أنها كانت تستغلني لتخرج من ذلك السجن الذي حُبست به... لم يسألني أي أحد من أين و جدتُ دُميتي تلك... و لكن حين عثرتُ عليها هي من أخبرتني بمكان ذلك الكتاب... المعلومات التي تملكونها حول سيدة الظلام باطلة هي كانت إحدى الدُمى التي أحببت جمعها و لكن عيناها جذبتني إليها  حولتني إلى وحش... هي من جعل ذلك الرجل المُسن يقتلني هي من سيطر على عقله... ومن ثَم فصلت روحي عن جسدي... تلك كانت عاقبتي لأنني من جعلها أقوى فبموتي هي تتحررت من جسد الدُمية التي حُبست به... وهذا ما لم تكن تعلمه يا فارس.  لستُ إلا ضحية من ضحاياها كما كنت أنت و غيرك أيضاً “

.

- ” إذا و رغم كل ما فعلته بكِ ظلت روحكِ حائمة حولي تُريد الإنتقام... “
نظرت إليها و قالت :
- ” لا أريد الإنتقام فقط بل أريد أن أدمركِ و أنهي كل ما قد أجلته لقد حان الوقت “

     أمسكت بالكتاب الذي كان ملقياً على الأرض و فتحته لتجد تلك الصفحة المطوية و الملصقة بين صفحتين بعد أن خبأتها جيداً لتفتحها و تقرأ ما كتبته قائلةً:
- ” لتشهد الأشجار على وفاة دُميتي... سيدة الظلام المدفونة في بقاع الظلام... كل ظل سيظل فختبئاً خلف نور الحق... كل ما صنعته سيختفي... لتزول لعنة الإنعزال... ليعود من حولوا إلى دُمى.. ليدمر كتابٌ كتبت فيه كلمات قابعة من ظُلمات كل مستبد... لتنتهي حياة مولي و كل ما أحاط عيناها من سواد الظلام... لتدفن في حفرة من نور فراشات الضوء... “

ومن ثَم ألقت بالكتاب على بقايا تلك الشمعة التي كان يحملها فارس...

.

     تلاشى كل الظلام... علا صوت صراخ سيدة الظلام بدأت عيناها يخرج منها ضوء قوي كان النور مصدراً ألمٍ لها، بدأ كل شيء يعود إلى طبيعة فُتحت النوافذ المغلقة لتدخل إليها فراشاتٍ من النور لتحيط ببقعة الظلام في الزاوية و تسمع كلماتٍ ضعيفة واهنة صادرة من داخل ذلك الضوء قائلةً:
” سيبقى هناك دائماً جانب مظلم يحيط بهذه العالم مهما حاولتِ لن تتمكني من “
لم تكمل جملتها لأن الظلام إختفى...

.

     كان الرجل المُسن واقفاً بجانب فارس يراقبان الوضع من بعيد لتستدير تلك الفتاة التي على هيئة رغد و تقول :
- ” إنتهيت... إنتهيتُ من كل ذلك الظلام... هل نذهب الآن؟! “
وجهت سؤالها إلى فارس حيث أنه كان ينتظر ذلك السؤال بفارغ الصبر...

.

- ” سامي هل لك بأن تخبر رغد بأنني أشكرها على منحها لي جسدها... لقد إستمتعتُ كثيراً برفقتها “
نظر الرجل المُسن إليها و قال :
- لا زلتِ تتذكرين إسمي!!
أجابته بينما كانت تضحك قائلةً:
- ” لستُ كبيرة إلى حد النسيان... بالطبع سأتذكرك... “
- ولكن كيف خرجتِ من تلك البؤرة المظلمة التي كادت تلتهم تلتهمكِ بجانب القمر...
- ” رغد ستخبرك بكل ذلك إلى اللقاء “
- ولكن...
لم ينهي حديثه لأنها غادرت مع فارس تاركة جسد رغد ملقياً على يديه...
.

     إستيقظت رغد و رأت نفسها على سريرها الدافئ و النور يحيط بها من كل جانب لتتقلب على سريرها براحة حتى تتذكر فجأة كل ما حدث لها و تصرخ قائلةً:
- لقد كانت في داخلي...
- أعلم ذلك...
جفلت رغد من الصوت القادم من جانبها لتقول له :
- لقد كانت بداخلي و أنقذت حياتي... رأيتُ الضوء ينفجر من قلبي ليبعد الظلام الذي يحيط بي كان الأمر مخيفاً...
نظر إليها الرجل المُسن و قال :
- أعلم كل ذلك و أعلم ما جرى معكِ لقد كنتُ حاضراً... و هي تشكركِ على السماح لها بإستخدام جسدكِ ... و الآن هيا لنكمل دروسنا حتى تلتحقي غذاً بالمدرسة مع بقية الأطفال في المدينة...
نظرت إليه رغد و كانت السعادة تتطاير من عينيها و تقول :
- شكراً سامي...
إبتسامة رسمت على وجهه و هو متجه إلى الخارج...

.
.
.
.

" كل ما كان قد كان و كل ما سيكون آت "
سيظل خلف كل شخص ظلاً يلاحقه
كل إنسان يولد مع قرين...
.

النهاية؟

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
___________________________________________________________________________________________________________________________

ڤوت☆
كومنت 💭

Diary Of My Doll  | مذكرات دميتي | { مُكتَمِلة } ✔Where stories live. Discover now