بين يدي الموت

Start from the beginning
                                    

.

- من أين أستطيع إيجاد دماء شخص فاسد؟
    
     نظر إلى الرجل المُسن و هو ينتظر إجابة منه و لكنه لم يحصل إلا على الصمت..
إعترى فارس غضب شديد و توجه نحو تلك الزاوية التي ينظر إليها الرجل المُسن لا يقف و يدير وجهه ناحية الرجل المُسن و يقول :
- ما هو السر الذي جذب عيناك إلى هذه الزاوية لا أرى شيئاً مثيراً للإهتمام هنا...
- أنت تبحث عن دماء شخص فاسد سأحضرها إليك في الحال...

.

     خرج الرجل المُسن من تلك الغرفة و توجهه إلى آخر غرفة و التي تقع في نهاية الممر دخل إليها ليجدها  حماماً مليئاً بالعناكب توجهه نحو المرآة و أبعد الأتربة التي كانت متجمعة بها لتظهر له تلك العينين السوداء و هي تنظر إليه...
لم يستطع أن ينطق بكلمة واحدة بل ظل ينظر إليها و قلبه ينبض بسرعة و أطرافه قد تجمدت كل ما كان يفكر فيه هو حصوله على الدماء المطلوبة...

.

     أحكم الإغلاق على قبضته و بدأ يرفعها إلى أن أصبحت موازية تماماً للمرآة أغلق عينيه و سدد ضربة قوية إلى المرآة إلا أن إنكسرت و تناثر أجزاؤها أبعد يده عن بقايا المرآة و نظر إلى الدماء التي بدأت تتسابق لتخرج من يده و لكن أكثر ما جذبه هي تلك البقايا المتناثرة من المرآة في كل ما حوله تقريباً و التي تظهر منها تلك الأعين السوداء و هي تنظر إليه...

.

     خرج من ذلك الحمام الذي أصبح يحمل بقايا من مرآة محطمة الملطخة بدمائه ...
توجه إلى الغرفة التي ترك بها فارس و رغد. دخل ليجد فارس جالساً يتأمل رغد حيث أن الظلام بدأ يأكل من جسدها كثيراً إلى أن أصبح هناك العديد من الثقوب السوداء المنتشرة حول جسدها كله..
كان يسير و الدماء تقطر من يده، وقف أمام فارس و نظر إليه بعد أن رفع يده إلى مستوى نظره و قال:
- خذ ما تريد فإن هذه الدماء فاسدة بما فيه الكفاية لتستخدمها لإنقاذ حياة من لا علاقة له بالأمر إطلاقاً
نظر فارس إلى عيني الرجل المُسن و قال :
- لن أسأل الآن و لكنك ستخبرني بكل شيء لاحقاً..
تم تم الرجل المُسن بصوت منخفض أشبه بالهمس قائلاً:
- كل ما تريد معرفته يتخبرك به تلك الفتاة أما أنا فلا أظن بأنني أستطيع...

.

     أخذ فارس شعرة من المشط الذي كان على الطاولة بجانب السرير الذي تستلقي به رغد و غمسها في دماء الرجل المُسن و توجه نحو النافذة لرؤية إذا ما كان القمر قد إستتر بالغيوم أم لا و لكنه رأى شيئاً غريباً
رأى أن هناك بؤرة سوداء بدأت تبتلع القمر و التي كانت تظهر من خلالها جسد رغد الذي كان مصلوباً في منتصف تلك البؤرة ليسمع فجأة صوت يتحدث من داخل الغرفة ليستدير و يلاحظ بأن جسد تلك الفتاة التي كانت مستلقية على ذلك السرير قد إختفت لتظهر فجوة من الظلام بدلاً من رغد...

.

” لا تضايقني فالموت رفيقك إجعل الجدار طريقك لكي لا تنثني إبقى في الضوء حتى لا تختفي و كل ما هو لك مُلكي “

أجاب فارس على ذلك الصوت قائلاً:
” بقي الكثير لقوله ستبقى الكلمة الآخيرة لي سينجلي الظلام تاركاً للنور الطريق لتذهب اللعنة و تلتصق بكِ كل حي مصيره الموت و كل ميتٍ سيدفن و ينسى و لن يبقى الظلام أي مكان “

إرتدت أصوات الضحك في أرجاء الغرفة قائلةً:
” إذا كان كل شخصٍ يجر ظلاً خلفه لن يزول الظلام مهما عملت كل الذي تراه سيصبح غارقاً في ظلمات الظلال و لن يبقى للنور أي مجال “

أمسك فارس الشمعة في يده و قرب منها الشعرة المليئة بدماء الرجل المُسن و قال :
” لن يحل الظلام مهما جرى فكل ظلٍ يختبئ من نور الحق، لن يظل لوجدك أي ذكر و سيختفي كل ما صنعته معكِ “

صراخ سيدة الظلام إنتشر و هي تقول :
” ألم تعشق تلك الفتاة، ألم ترد الإرتباط بها، ألم  تذكرك هذه الفتاة الصغيرة بها، هي تجعلك تراها أمامك أنت لا تعلم إلا الأمور السطحية التي يعلمها الجميع كل الأسرار ستنكشف لن تستطيع إنقاذها من بين يدي الموت فمصيرها قد حل “

صدع صراخ رغد في جميع الأرجاء بدأ الظلام في عمله لم يعد لتلك الفتاة التحمل الوقت إنتهى البؤرة تضخمت و القمر إختفى
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
___________________________________________________________________________________________________________________________

ستبقى الشمس غاربة في قلوب الظالمين...
سيبقى القمر بدون ضوئه أمام المظلومين...
سيتفجر بركان النور قريباً ليسقي الظلام من نوره...
A-Sh

ڤوت ☆
كومنت 💭

Diary Of My Doll  | مذكرات دميتي | { مُكتَمِلة } ✔Where stories live. Discover now