الف ليلة و ليلة

🕊 .. تمهيد.. 🕊

يحكى و الله أعلم ...
أنه كان في قديم الزمان و سالف العصر و الاوان ملك من ملوك بني ساسان ... و كان لهذا الملك ولدان ..
هما :
شهريار و شاه زمان ... فلما مات ابوهما
إقتسما الملك فيما بينهما
فملك شهريار جزائر السند و الهند و الصين
و ملك شاه زمان سمرقند العجم  ... و مرت الايام و تعاقبت السنين و الاعوام ...و اشتاق الملك شهريار
الى اخيه شاه الزمان فارسل اليه يستدعيه
فلما وصلت الرسالة ... امر الملك في الحال فتجهز الرجال و الاعوان ... و اخرجت الخيام و الجمال
و حملت الهدايا على ظهور المطايا و تقدم حملة المشاعل من كل راكب و راجل و خرج
شاه الزمان في هذا الموكب من سمرقند  قاصدا بلاد اخيه و لكنه لم يكد يبتعد عن اسوار المدينة حتى تذكر شيئا قد انسيه ..فاشار بيده فوقف الموقف
في الحال و تهامس الخدم و تسائل الرجال
فذهب اليه الوزير و جرى اليه المشير فتبين ان الملك شاه زمان نسي هدية قد اعدها لاخيه ..جوهرة في مكان لا يعرفه غيره و لا يحب ان يعرفه غيره
فاستوقف الركب قبل مرحله و ذهب بنفسه الى القصر ليحضر الجوهرة ...و عاد و لكن الركب اخذه الدهش و هو عائد اليهم ..انه حزين مهموم
بل هو يبكي و يكثر البكاء ، و لم يجرأ احدهم على سؤاله ..و تركوا ذلك لاخيه الملك شهريار ..
فهو وحده الذي يكشف هذه الاسرار !!
و لكنه ظل في مدينة اخيه ..شهرين لا يخرج عن صمته ، و لا يخلع اثواب حزنه .. و لا يخرج معهم للصيد ، مع انه من فرسان الصيد !
و لما سأله اخوه الملك شهريار ..عن هذه الاحزان و تلك الآلام تهرب من الجواب و راوغ في الكلام .. الا ان كان يوم من ذات الأيام ....
------------------------------------------
شاه زمان ... !!
شاه زمان : نعم يا اخي ؟؟
شهريار : ما الذي حدث حتى تستدعيني و انا عائد من الصيد في مثل هذا الوقت من الليل !!
شاه زمان : انتظر يا اخي ..يا كهرمان
كهرمان : مولاي ؟
شاه زمان : أغلق الباب علينا و احرس الابواب لا يقترب احد منا ..
كهرمان : امرك مولاي
شهريار : ماذا .. انك تخيفني يا شاه الزمان
شاه زمان : اجلس يا اخي .. اتذكر انك سألتني عن اسباب حزني .؟
شهريار : نعم كثيرا .. و لكنك لم تشئ ان تجيبني على سؤالي
شاه الزمان : اليوم اجيبك يا اخي .. كان ذلك و نحن في طريقك اليك ..كنت نسيت الجوهرة .. التي اهديتك فرجعت بنفسي لاحضارها من مخبئ في المخدع ..لا يعرفه غيري و دخلت فاذا شرفي جريح امامي .. و اذا انا امام خيانة فضيعة .. عالجت الامر بسيفي .. و قتلتها و قتلت العبد
شهريار  : ( بتفاجئ ممزوج بالغضب )  و كانت تخونك مع العبيد !!
شاه الزمان : قدر يا اخي لابد ان يكون ..
شهريار : مسكين ..
شاه الزمان :  جرح لا يندمل ..
شهريار : اني آسى عليك يا اخي .. و لكن لماذا اخفيت ذلك عني ؟
شاه الزمان : حتى لا احملك همي ..
شهريار : اذا فلماذا تخبرني الآن ..
شاه الزمان : لاننا في الجرح سيان ..
شهريار :  بطبيعة الحال فنحن اخوان
شاه الزمان : و حتى في الاسى نتشابه يا شهريار ..
شهريار : شاه زمان .. !!
شاه زمان : تجلد يا اخي ..
شهريار : شاه زمان !!
ماذا تقول يا اخي ( بصدمة )  ؟؟؟؟؟
شاه الزمان: تقول ما رايت بعيني ..
شهريار : رايت بعينك ؟؟
شاه الزمان : من هذه الشرفة ( يشير الى الشرفة ) و يحدث هذا كلما خرجت للصيد ..
شهريار : و كثيرا ماكنت اخرج للصيد ( بحسرة )  يا اخي ولكن .. و لكن كيف ؟ لا ! .. لا ! انا لا اصدق هذا ..
شاه الزمان : لا المهزلة لا تعالج بالصياح .. انك بهذا الصياح تنبه الطير ليفلت من الشباك ...
شهريار : و ماذا اصنع يا اخي ..؟!
شاه الزمان : اعلن .. انك ستخرج للصيد غدا .. و جهز العسكر و الرجال ..ثم عد وحدك بعد  منتصف النهار و سترى بعينيك يا شهريار !
شهريار : ذلك بيننا ، قد فعلت ..
يا كهرمان ..: اعلم المشير اننا خارجون للصيد و القنص غدا
كهرمان : و لكنك عائد منه اليوم يا مولاي !
شهريار : هل سمعت ما قلت ( بغضب )
كهرمان : سمعت يا مولاي ( بخوف )
شهريار : اخرج الآن ..
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
اليوم التالي ..
لا تريد ان تغني لي يا كيرون ( بغنج )
كيرون : ان صوتي .. هرب مني يا مولاتي ..
الملكة : لا تقل مولاتك .. لماذا لا تناديني باسمي مجردا يا كيرون ؟
كيرون : يا مولاتي اذا .. ( قاطعته الملكة ) : كيرووون ..
كيرون : مولاتي ؟؟
الملكة : كيرون الا تراني جميلة ؟
كيرون : انتي .. انتي .. انتي معدن الجمال .. و .. و ( بتوتر ) و الكمال ايضا ..
الملكة : كيروووووون ؟
كيرون : انت خير من يعرف حق الملك على رعيته ( بتحذير )
الملكة : و هل للرعية حق على الملك
كيرون : فليكن حق الزوج على زوجته
الملكة : و هل لرجل يقتني في مملكته خمس مائة جارية بيضاء و خمس مائة جارية سمراء ... و خمس مائة جارية صفراء و خمس مائة اخرى سوداء ..
كيرون : و لكنها جواري و انت الملكة ..!!
الملكة : انه يحتكرني لنفسه و لا يحق لي ان احتكره لنفسي ( بغضب ) انني اكبت في صدري نار الغيرة و الحقد انه لا يرضى ان يكون لي وحدي .. فلماذا اكون له وحده ؟؟ ااه يا كيرون .. انني سجينة في قفص من ذهب ( بتأسف )
كيرون : و لكن مولاتي ..
الملكة : كييييرووون غني يا كييييرون
كيرون : اغني .. كيف ؟
الملكة : الا تعرف كيف تغني يا كيرون ..
كيرون : و لكن الملك إذا سمعني اغني لكي .. فانه سيقطع رقبتي يا مولاتي ..
الملكة : قلت لك ايها الرعديد .. ان الملك خرج للصيد ( بصراخ )
كيرون : و لكنه عاد من الصيد امس .. !
الملكة : و عاد للصيد .. اي غرابة في هذا ؟
كيرون : المحتمل ان يعود ( بخوف )
الملكة : لن يعود قبل ان تمضي ايام ..
و لكككككنه عااااااد الآن ( بصوت شهريار ) !!
الملكة ( تصرخ بخوف )
شهريار : اركعي يا خائنة ( بصراخ غاضب ) و انت .. ( مرر سيفه على رقبة كيرون حتى طمس وجه الملكة بدمائه .. ثم قتلها بعده )
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨