فقط البداية

Start from the beginning
                                    

.

      أتى الليل ليذهب كل القرويين إلى منازلها مع أطفالها ليذهب ذلك الرجل المُسن إلى غرفته و ينعم بالنوم الذي إفتقده في الليلة الماضية،  ليغلق عيناه و يذهب إلى عالم الأحلام...

.

       الظلام الدامس يغطي كل شيئاً من حولها فقط ذلك الضوء البعيد جعلها تعتقد بأنها ليست في منزلها ليضيء فجأة كل شيء من حولها بالشموع لتستطيع بأن تخمن بأنها الآن في منزل كبير و لكن ليس في القرية تنظر من حولها لا ترى سوى صور كثيرة معلقة على الجدران تسير متجهة إلى السلالم التي أمامها لتصعد إلى الأعلى بينما تنظر إلى كل صورة تمر من جانبها صحيح بأنها لا تستطيع رؤيتهم بشكل أوضح لأنها قصيرة جداً و لكنها تستطيع بأن تخمن بأنها كانت صور لأناس عاشوا قديماً فهي مغطاة بالأتربة و شِباك العناكب...

.

    تلمح من بعيد باب لونه وردي و كأنه يخص طفلة ما لتسير ناحيته ليفتح تلقائياً من نفسه بينما تقف هي على عتبته وتنظر إلى الداخل لتجد الكثير من الدمى الملقية على الأرض ما عدا واحدة فهي فوق السرير  تنظر إليها بعينين الدمى الجاحظتين..

.

     تسير لتصعد إلى السرير فكل تلك الدمى الملقية على الأرض لم تعجبها فقط تلك التي على السرير أغرتها و لكنها مغطاة بالدماء و لكنها لم تهتم أخذتها معها لتخرج من الغرفة و تسير نحو السلالم و تزل منها ببطئ حتى لا تسقط فحالة السلالم سيء فقد تقع في أية لحظة وصلت إلى آخر واحدة لتنزل منها بهدوء وتسير متجهة إلى المخرج و لكن فجأة سمعت صوتاً يحدثها...

.

- أتركيها و إلا جعلتك واحدة منهم...
لتجيب تلك الطفلة بكل برائة :
- و لكنها أعجبتني...
لتظهر فتاة أمامها و تقول لها بكل برود :
- إذا فأنتِ التالية...

.

     ل تستيقظ تلك الفتاة الصغيرة فجأة بينما تصرخ
ب _ إنها لي _
لتستيقظ والدتها بسرعة و بصدمة تنظر إلى طفلتها التي تصرخ و تبكي لتتجه نحوها بسرعة و تهدئها ببعض من الكلمات بينما تعانقها إلا أن هدأت لتسألها والدتها بكل حب :
- هل كان كابوساً يا عزيزتي رغد؟!
لتجيبها بكل برائة وهي تنظر إلى عينيها :
- كانت تريد أخذها مني... قالت بأنني التالية
لتنظر إليها والدتها بكل صدمة و تقول :
- التالية في ماذا؟!
لتعانق  والدتها بقوة بينما تغمس وجهها في صدرها الدافئ بصمت و تغلق عيناها محاولة جذب النوم إليها،  لتبادلها والدتها العناق بهدوء و تبادلها الصمت إلى أن غطت كلاهما في نومٍ عميق

.

     كان الهلال موجوداً و شاهداً على تلك الليلة التي كانت تمرها رغد الصغيرة...
و لكن ألم ذلك الرجل المُسن عاد و بدأت كلمات كثيرة تظهر على ظهره يحاول الصراخ و لكن بدون جدوى فقط ذلك الصوت الذي يتردد في أنحاء الغرفة قائلاً:
- هذه فقط البداية...
     يتلوى من الألم يريد أن ينقذوه و لكن ما من أحد يسمعه حاول الوقوف بعد أن أبعد الملابس من جزئه العلوي وهو ينظر إلى المرآة ضوء الشمعة الصغيرة بجانبه يستطيع من خلاله تمييز الكتابات التي ظهرت على ظهره...

.

« لا توجد محاولة للفرار لا تفكر كثيراً فهناك العديد من الأمور تعود تدريجياً،  أنت وحدك فقط المُلام عليها و لكنك جررتهم معك لذا فالكل سينال ما يستحق و سأمتلك الكثير من الدُمى كلها ملكِ فقط... لي ليس لأحد»

.

      و بعد أن أنهى قراءة ما كُتب على ظهره سقط على ركبتيه جاثياً ينظر إلى حاله و ماآل إليه بسبب اللعنة ليعود و يتأمل المرآة الذي ظهر منها وجهه المتعب لتظهر أمامه بعد لحظات تلك العينان السوداء مرة أخرى و كأنها تبتسم على حاله ليسقط من بعدها فاقداً لوعيه...

.

     إبتعدت عن حضن والدتها لتتجه إلى النافذة و أحضرت معها كرسي لكي تستطيع أن تنظر إلى الخارج صعدت إليه لترى السماء ملبدة بالغيوم و يظهر منها الهلال ل تبتسم تلقائياً عند رؤيتها له و تقول هامسةً لنفسها...

- أعلم هذه هي البداية فقط...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
___________________________________________________________________________________________________________________________

ڤوت ☆
كومنت 💭

 

Diary Of My Doll  | مذكرات دميتي | { مُكتَمِلة } ✔Where stories live. Discover now