قهوة حكوينا

حملة أبرهة الحبشي على مكة

* حملة أبرهه الحبشي على مكة :-

كانت من أهم الأحداث  الخارجية التي وقعت فى فترة حكم أبرهه الأشرم لليمن واشتهر بها ، وكان قد أرسل هذه الحملة لهدم البيت المقدس (الكعبة) ، واشتهرت الحملة بعد ذلك في توقيت العرب ، وعرفت بعام الفيل وهو عام 570 م.

* أسباب حملة أبرهه الحبشي على مكة :-

أختلفت الآراء حول أسباب غزو أبرهه للكعبة المشرفة ، وقيل في ذلك أسباب دينية وسياسية.

* الدافع الديني :-
قيل أن أهتمام أبرهه الحبشي بنشر الديانة المسيحية في اليمن دعاه إلى بناء كنيسة في مدينة صنعاء عرفت بالقليس ، واهتم ببنائها وتزينها بالذهب والفضة والأبنوس والعاج والزجاج والفسيفساء ، فلما أتمها كتب إلى النجاشي ملك الحبشة :- "إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ، ولست بمنتهي حتى أصرف إليها حج العرب".

وقيل أن قصد أبرهه هذا بلغ العرب فغضب رجل فعزم على تدنيس الكنيسة بالقاذورات ، فغضب أبرهه غضبا شديدا وساءه أن يفعل ذلك رجل من أهل البيت الذي يحج إليه العرب بمكة وأقسم ليسيرن إلى الكعبة ويهدمنها ، وهذا الرأي هو الرأي الشائع بين المؤرخين في أسباب غزو أبرهه للكعبة.

* السبب السياسي :-

يتعلق بالصراع بين دولتي الفرس والروم حول السيطرة على مناطق الجزيرة العربية ، وإنه لما كانت دولة الحبشة من أنصار دولة الروم بسبب أعتناقهم الدين المسيحي ، كان من الطبيعي أن يتجه أبرهه الأشرم الحبشي إلى مكة للسيطرة على القبائل العربية فيها قبل أن يتطرق إليهم نفوذ دولة الفراس.

أتجه أبرهه لهدم الكعبة في عام 570 م على رأس جيش كبير  ، وتقدم جيشه فيل كبير ، فلما أقترب من مكة أغار بعض قواته على مائتي بعير كانت تتبع عبدالمطلب بن هاشم بن مناف سيد قريش وجد سيدنا محمد علية الصلاة والسلام ، ثم طلب أبرهه الإجتماع مع عبدالمطلب ، فلما وصل إليه لم يناقشه عبدالمطلب في سبب غزوه ، وإنما طالبه في إعادة البعير التي استولى عليها قواته ، فاستغرب لذلك أبرهه ، فقال له عبد المطلب :- "أنا رب هذه الأبل ، وللبيت رب سيمنعه منك".

أمر عبدالمطلب قريشا أن تلحق ببطون الأودية ورؤوس الجبال ، فقدم جيش أبرهه لهدم الكعبة فبرك الفيل أمامها ولم يتحرك ، ثم بعث الله على الجيش طيرا قيل كان مع كل طير ثلاثة أحجار فألقتها عليهم فلم ينج منهم إلا القليل ، وقد وردت قصة غزو أبرهه الجبشي لبيت الله الحرام في القرآن الكريم في سورة الفيل بشكل مختصر جدا.

سورة الفيل
قال تعالى :- "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل (1) ألم يجعل كيدهم في تضليل (2) وأرسل عليهم طيرا أبابيل (3) ترميهم بحجارة من سجيل (4) فجعلهم كعصف مأكول (5)"

أتمنى تعجبكم