ركضت كريستل نحوها بسرعة لكن في كل خطوة تدنوها تتحول أمها لرماد أكثر فأكثر

ثم استيقظت بفزع شاهقة بقوة ووضعت يدها ناحية قلبها آخذة أنفاسها

نظرت حولها للظلام لتتحدث "أمي! يجب أن أطمئن عليها!!"

نهضت عن السرير بسرعة وأمسكت كتاب التعاويذ خاصتها، بحثت عن التعويذة التي تمكنها من رؤية أمها عن بعيد لكنها لاحظت أن الورقة ممزقة

فتذكرت أنها مزقتها كي تمنع نفسها من رؤية أمها لأنها كانت في أشد الغضب والحزن عندما مزقتها

زفرت أنفاسها بحزن لتتمتم:"لا يمكنني! أريد أن أطمئن عليها!"

لمعت في رأسها فكرة أخيراً فاتصلت على ويلو بسرعة، أجابتها بتثاؤب "كريستل ماذا هناك لماذا تتصلين في هذا الوقت المتأخر"

كريستل "إسمعي هل أعطاكِ راتو رقمه؟" قاطعها صوت طرق على الباب فاستغربت لتهمس "ويلو آسفة على إزعاجك عودي للنوم"

وضعت الهاتف على الطاولة بهدوء فهي تتوقع أن تكون أمها أو أحد المراقبين على الباب

نظرت من خلال المنظار لتجده أوناي فتنهدت وفتحت الباب بملل لتتحدث "مالذي أتى بك إلي في هذا الوقت"

تنهد أوناي ليصرّح "سمعتكِ تلهثين ثم سمعتكِ تسألين ويلو عن رقم راتو... إذاً هل أنتِ بخير؟"

قلبت كريستل عينيها بملل لتتلفظ "أجل أنا بخير كنت أرى كابوس ولكن لا تتنصت علي مرة أخرى"

أوناي " لا يمكنني إغلاق أذنيّ وأيضاً أخبريني ماذا كنتِ تريدين من راتو!؟"

عبست كريستل لتتلفظ "أشعر بالسوء و لا يوجد حولي أصدقاء الآن لذا هل يمكنك أن تأخذني للغابة"

أومأ لها بابتسام وتحدث "بالطبع إن كان هذا سيجعلكِ تتحسنين"

كريستل "أتعلم رغم أنك مزعج جداً و أوقعتني في الكثير من المشاكل إلا أني لا يمكنني أن أكرهك"

أوناي بخبث "ربما لأنكِ تحبينني!"

ضربته على رأسه لتتلفظ "غيرت رأيي هيا اذهب"

أوناي "لا لا أعتذر! هيا ارتدي معطفاً ستكون الغابة باردة الليلة"

كريستل لا يهم فالشعور بالبرد أفضل من الشعور بالسوء

حملها أوناي على ذراعيه ليتحدث "أنتِ لن تكوني وحدك طالما أنا معكِ"

سرعته الخارقة أوصلته لخارج المبنى بدقيقة، وكذلك يكمل نحو الغابة وضربات قلبه تكاد تُسمع

أُنعِشَت حواس كريستل حتى نست أمر الكابوس تماماً لذلك أغمضت عيناها لتشعر بالهواء يلامسها بشكل أفضل

فظن أوناي أنها غفت لذلك توقف عن الركض، نظرت له باستغراب لتتلفظ "لماذا توقفت!؟"

أوناي "حسبت أنكِ نمتِ" أنزلها للأرض لتنظر حولها وتتنشق الهواء ملئ رئتيها لتزفر بهدوء

رفع أوناي حاجبه ليتحدث بتساؤل "أفضل الآن؟"

كريستل "لا... مازلت أشعر بالقلق"

أوناي "أكل هذا بسبب كابوس؟"

كريستل بحزن "أجل فقد رأيت أمي تحترق وأنا قلقة عليها... أتمنى أن تكون بخير"

أوناي "ولماذا لا تذهبين إليها"

تجنبت كريستل إجابته لكن أوناي شعر بالخطر فاتسعت عيناه

رأت كريستل أشخاص ذوي رداء سوداء طويل من بعيد فشهقت لتصرخ أوناي "لنهرب بسرعة!!"

تحول الآخر لذئبه لتمطتيه كريستل وأخذ يركض بسرعة كبيرة لكنهم لاحظوهما فأخذوا يطاردونهما

إلا أن أوناي سريع لذلك أطلقوا عليه تعويذة تجعله يضلل الطريق

وبالفعل أضاع أوناي الطريق دون إرادته وقد كان المكان بعيد جداً عن المدينة ولكن ذلك لم يفي بالغرض فهو يعرف كل إنش في هذه الغابة فزاد من سرعته أكثر وغيّر مساره ليذهب لقصر عائلته فهم أقرب إليه

وكريستل حاولت أن تضللهم بالتعويذة أيضاً ولكنهم مازالوا يطاردونهم

وبعد دقائق نظرت كريستل خلفها لتجدهم اختفوا وكذلك كان أوناي قد وصل للقصر ففتحت له أخته جيس بسرعة لأنها تعرف رائحته جيداً

عاد لبشريته وسحب كريستل بسرعة للداخل لتتفاجأ العائلة بها

إلتقط أوناي أنفاسه ليتلفظ "كريستل أعرفكِ هذه عائلتي"

ابتسمت جيس باتساع لتقترب من كريستل بشكل مفاجئ وتحدق بها فتحدثت "عيناكِ رائعتان!"

إبتعدت كريستل للخلف لتجيبها بتوتر "شكراً..."

صافحتها والدة أوناي لتتحدث "سررنا بمعرفتك" ثم أجلستها على الأريكة و عرّفتها على الجميع مما جعل كريستل تستغرب أنهم لم ينبذوها لأنها ساحرة

بعد دقائق تفوهت جدة أوناي "فتى! أهذه هي الفتاة التي تحبها!؟"

صعدت الدماء لوجنتي كريستل فأجابها أوناي "أجل إنها هي"

صرخت جيس "هذا حقاً رائع!!"

نهضت كريستل عن الأريكة لتتحدث باحمرار "سررت بمعرفتكم ولكن الآن يجب أن أذهب لأنه يفترض أن أستيقظ باكراً لأجل المدرسة"

أوناي "أوه صحيح يجب أن نذهب" حملها بين ذراعيه وخرج بسرعة، وأخيراً أوصلها لباب شقتها

ابتسم بخفوت وانحنى ليقبل وجنتها ثم همس "أحبكِ"

بات وجه كريستل أحمر بالكامل فدخلت للشقة بسرعة وأغلقت الباب بوجهه وقلبها يخفق بعنف.....

في الشقة المقابلةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora