لتركض حينها لتنظر لهم عبر نافذة الصالة العلوية..

تشهق بوجع وعيناها تغيمان وهي ترى نجلاء تفتح الباب الخلفي لتركب أطفالها

ثم تركب بجوار صالح الذي وهبها نظرة عاشق أثقله الاشتياق!!


.

.

نجلاء ركبت بجواره وهي لا تشعر بشيء مطلقا

فوجعها من أسرتها اليوم غطى على كل وجع.. مشبعة بألم شفاف انغرز في روحها

كانت صامتة.. بينما الرجل بجوارها يشتعل..

لم يتحادثا مطلقا.. لم يسألها حتى لماذا عدتِ .. ولن يسألها...

يكفيه أنها عادت لأحضانه أخيرا ..فلن يكون أبدا كما المثل الشعبي (قالوا له هاك خير.. قال ماعندي ماعون)

فهو بأكمله (ماعون) ووعاء لها..


نجلاء وصلت لبيت عمها.. استقبلتها أم صالح بحفاوة غامرة.. حاولت أن تجامل أم صالح بدماثة

ثم اعتذرت أنها تريد ترتيب أغراضها

صالح طوال حوارها القصير مع والدته وهو جالس مشغول بمراقبة تعبيرات وجهها الذي أضناه الاشتياق لكل تفصيل صغير في ثناياه

ولم يفته ملاحظة تفصيل جديد.. (حزن جديد يرتسم على محياها)

بدت له حزينة جدا.. وكم آلمه أن تكون حزينة هكذا وهو لا يعرف السبب.. آلمه حتى العمق أنه لا يستطيع أخذها في حضنه..أو مسح حزن عينيها

فربما لم يكن لها من أسباب الحزن سببا عداه!!


حين وقفت.. وصعدت.. تمنى أن يصعد خلفها.. يفتش في روحها..يستكشف خباياها..

يريد أن يطمئن أنه مازال هناك..بأي صورة كانت.. المهم أنه هناك.. مازال ينقش اسمه في حناياها

ولكنه شعر بدون أن تتحدث أنها تحتاج للاختلاء بنفسها..

لم يكن يريد تركها وحيدة..


" أ تريد لها ملجأ سواي؟!! أ تريد صدرا ترمي عليه همومها عدا صدري؟!!

أ تخبئ حزنها حتى عني أنا ونحن من اعتدنا على اقتسام كل شيء حتى التجريح والحزن؟!!

أ تريد أن تهرب بحزنها عن مداي لتعانيه وحدها؟؟

أي قسوة هذه؟!!

أن تحزن لوحدها دون أن تسمح لي ان أحمل الحزن معها؟!!

وأنا أعلم أنها ألتجأت إلي ختاما.. كنت أنا من خطرت ببالها عندما ضايقها شيء لا أعلم ماهو

ثم بعد ذلك كله أشعر أن كل ما تريده هو أن تختلي بنفسها

بينما أريد أن أكون بينها وبين نفسها

بين الأمس واليومWhere stories live. Discover now