الفصل الثانى عشر

53.6K 1.5K 139
                                    

سار زكريا بجوار عم بحر لا يعلم الى أين يتجه و لا الى أين يأخذه هذا الرجل الذى أنقذه ذات مرة من بين يدى بلطجية الميناء

و أصبحا من بعدها صحبة لا يمر يوما دون اى يرى عم بحر و يفطر معه بما تجود به

ميزانتيه الضئيلة يومها ..

وصولا لموقع بناء حديث جال فيه زكريا ببصره ليتذكر أيام قضاها مع الحاج مرشدى في اعمال البناء و المقاولات ..

أخيرا وصلا لعشة صغيرة من الخوص و القش نصب فيها عم بحر بعض من أدوات صنع الشاي و القهوة و بعض الأكواب و موقد صغير و عدة كراسى تتوزع هنا وهناك ..

جلس زكريا على احداها هاتفاً :- ايه دِه يا عم بحر .. انت جايبنى المسافة دى كلها عشان نجعد هنا .. طب ما كنا جعدنا على اى جهوة و السلام .. !؟؟...

قهقه بحر هاتفاً :- لا يا كرم .. دى العشة بتاعتى ..

هتف زكريا :- بتاعتك ..!!؟.. الله اكبر .. دِه انت عديت يا عم بحر على كِده و بجيت من ذوى الأملاك ..

قهقه بحر من جديد :- يحظك يا كرم ..املاك مرة واحدة .. !!... بس ايه رأيك .!؟..

و أشار الرجل لعشته بفخر كأنها قصر منيف

ليهتف زكريا بحماس :- مفيش احسن من كِده .. ربنا يبارك لك فيها ..

قاطعهما احد العمال المشتغلين بموقع البناء الذى تقع العشة في احد أطرافه طالبا كوبا من الشاي ..

ليندفع بحر مجهزا أياه في سرعة و احتراف

ليتناوله العامل و يجلس في أحد الأركان يرتشفه بتلذذ مستمتعاً ..

هتف بحر معاوداً سؤال زكريا و هو يقدم له كوب من الشاي تحية له :- مسألتنيش يعنى منين العشة و النصبة و انا كل اللى كان حيلتى باجور و كبيتين زى ما انت عارف ..

قال زكريا :- ربك رزاج يا عم بحر .. و رزجه واسع .. بس منين ..!؟.. عشان نريحوك .. و ابتسم زكريا .. مما دفع الابتسامات لفم بحر وهو يسرد قصته البسيطة :- بعد انت ما اختفيت .. اتلم عليا بلطجية المينا تانى .. غلسات و قلة قيمة زى ما انت عارف .. كنت بروح لعيالى من غير جنيه في جيبى و أحيانا العدة مسروقة منى كمان .. قعدت ادعى ربنا و افتكرك و ادعيلك .. و انا جايلى إحساس انك في كرب كبير بس مش عارف ايه هو .. و طلبت من ربنا يردك بالسلامة عشان خاطرى و خاطر عيالى ..و اهو ربك  استجاب ليا وردك بس قبلها كان باعت لى راجل محترم يعرف ربنا.. الحاج مندور الشامى .. صاحب الموقع ده كله .. راجل معلم كبير في سوق المقاولات .. شاف البلطجية مرة و هم بيبهدلونى في المينا راح رجالته مبهدلنهم و خلصنى من أيديهم و بنى لى النصبة دى جنب الموقع الجديد بتاعه اللى بيبنى فيه

العمارات دى و من ساعتها و انا الدنيا ضحكت لى و بقيت زى ما انت شايف ..

ابتسم زكريا في حبور :- ربنا يوسعها عليك كمان و كمان و بدل العشة تبجى جهوة كبيرة و بعدين اللى اسمه ايه ده!! ..ااه.. كوفى شوب ..

ميراث العشق و الدموع .. ج٢ ..موال التوهة و الوجع .. مكتملة Where stories live. Discover now