الفصل الخامس

63.4K 1.6K 79
                                    

جلست بخيتة في استكانة تمسك بصينية عليها بعض الحبوب تنظفها و تخلصها من شوائبها

و كسبانة بجوارها تطعم حمزة الذى بدأ النوم

يداعب جفونه فيدعك احدى عينيه بظاهر كفه و يتثاءب في نعاس واضح .. ضحكت بخيتة لمظهره الناعس فتركت صينية الحبوب جانبا و تناولت حمزة تهدهده وقد لاحظت شرود كسبانة على غير المعتاد فهمست متسائلة :- مالك يا بنتى ..!!.. شكلك مش بعادة .. في حاچة شغلاكى ..!!؟.

تنهدت كسبانة في سأم : لاااه مفيش يا خالتى.. بس انتِ عارفة ان امى و اخوالى مجاطعينى من يوم اللى حُصل بسبب سليم ..و جال انا لطخت سمعتهم في الوحل .. يعنى انا لو مطاوعتش سليم كان هايعمل فيهم و يسوى

و احنا غلابة و ملناش حد يا خالتى .. كنت هجوله لاااه ازاى ..!؟.. و احنا ملناش حد يجف لسليم بعد موت ابويا ..و الله يا خالتى لولا عاصم بيه و سى زكريا لكانوا جتلونى من زمن ... و اهو امى جايبة لى عريس من طرف خلانى .. و يا اوافج عليه ليجطعونى العمر كله ..

سألت بخيتة في فضول :- و انت رأيك ايه يا بتى ..!؟.. هاتجبلى العريس اللى جيبينه دِه !!.

اجابت كسبانة :- و الله يا خالتى ما عارفة اجبل و لا لااه .. خايفة يعمل لى البحر طَحينة و يجولى هراعيكِ انت وولدك و بعد الچواز يجولى اديه لأمك تربيه و انا مجدرش ابعد عن ولدى و لا ساعة واحدة و امى معدتش جادرة على تعب العيال كفاية عليها اخواتى اللى لسه صغار ..و لو رفضت.. امى هتجاطعنى تانى .. معرفاش اعمل ايه و اسوى ايه ..!!؟..

ربتت بخيتة على كتفها متعاطفة و هي تهمس في محاولة لطمأنتها :- متجلجيش يا بتى .. ليها رب اسمه الكريم .. تتعدل باذنه .. سبيها على الله ..

أومأت كسبانة برأسها موافقة ونظرت لحمزة الذى راح في سبات عميق منذ زمن لتحمله من بين ذراعى بخيتة متوجهة به لغرفتها و

في منتصف طريقها استدارات تسأل بخيتة :- هو سى زكريا متصلش يا خالتى ..!؟.. بجاله فترة غايب .. ده الحاچ مهران اديله كام يوم متوفى و هو ميعرفش ..!!..

هتفت بخيتة متنهدة :- الغايب حچته معاه يا بتى ..

تابعت خطواتها هاتفة :- صدجتى يا خالتى الغايب حچته معاه .. و هو حچته شديدة .. عريس ماشاء الله .. ربنا يهنيه ..

دخلت كسبانة الغرفة لتتطلع بخيتة للباب المفتوح  حيث غابت و هي تتحسر في سرها .. خَسارة يا بتى .. و ألف خَسارة ..بس النصيب بجى ..

     *****************************  

تسللت زهرة بحذر من جانب عاصم الذى غاب في سبات عميق و اندفعت لحجرة اطفالها عندما تناهى لمسامعها صوتهما يشق صمت الليل ببكائهما .. ظلت بقربهما حتى غابت هي أيضا في النوم ولم تستوعب أين هي بالضبط حتى فتحت عيونها تستطلع ما حولها لتجد اطفالها على حالهما .. كانت سندس مستيقظة تلهو بصوتها المحبب بينما مهران لا زال يغط في نومه ..

ميراث العشق و الدموع .. ج٢ ..موال التوهة و الوجع .. مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن