الفصل الثانى

76.4K 1.8K 303
                                    

هتف الحاج وهيب في تأنيب لنفسه :- يوووه .. انا ازاى مخدتش بالى ..!؟..

قفز فى عجالة من امام المنضدة المنخفضة الارجل الممتدة ليوضع عليها طعام العشاء و المسماه ( طبلية) ليرتدي حذائه ويتناول معطفه الصوفى لتهتف فيه زوجته نعمة :- خير يا حاج .. فيه ايه .. قمت مسروع كده!؟.

لتعاجله ابنته بدور هاتفة :- رايح فين الساعة دى يابا .. وفى التلج ده .. الدنيا بينها بتشتى .

هتف وهو يرتدى معطفه :- يا بنتى عمك رمضان كان مكلمنى على جدع صعيدى هايجى يأجر الأوضة اللى على السطوح و قلت اهى نواية تسند الزير .. و لما حصلت العركة الضهر نسيت الموضوع .. ولسه فاكرة دلوقتى .. و اللى مخلينى مضايق اكتر ان الجدع ده ..

هتفت بدور مستنتجة :- هو اللى دافع عنى قصاد سمرى و حاشه ..صح..!!..

-    الظاهر كده .. و احنا بقى بدل ما نلحقه .. سبناه في القسم و لا سألنا .. حتى بعد اللى عمله معانا ..

-    حتى ولو اللى بتقوله صح .. الصباح رباح .. اقعد اتعشى وبكرة الصبح تروح تضمنه في القسم .. هتفت نعمة و قد بدأت في تناول طعامها بالفعل.

هتفت بدور:- لا صباح ايه ..!!.. بقى نسيب الراجل مرمى في الحبس بسبنا و في البرد ده .. لا ميصحش يابا .. الواجب تروح له .. حتى عشان خاطر عم رمضان ..

اندفعت نعمة :- بلا يروح .. بلا يجى .. بقى خايفة على الراجل من برد الحبس وهو شباب و مش خايفة على بوكى يخرج دلوقتى في الجو ده .. مدت كفها تخلع المعطف عن الحاج وهيب و هي تجذبه ليجلس على ( الطبلية ) من جديد و تبدأ في إطعامه بيدها لينسى كل ما عاداها ..

لتمصمص بدورشفتيها وتسير في وجوم باتجاه النافذة تنظر خلف زجاجها الذى تكاثرت عليه ذرات المطر المتساقطة بالخارج لتحجب الرؤية عن ما يدور خلف إطاره ..

و تهمس في تساؤل :- يا ترى عامل ايه .. يا دى الجدع ..!!؟

***************************

كان كل من زهرة و الحاجة فضيلة و سهام تجلسن في مقعدهن المفضل في صحن الدار و سهام ترضع طفلها الذى تغير كثيرا في الثلاث أشهر الماضية ليصبح اكثر طولا و اوفر صحة و تبدو ملامحه في الظهور ليتأكد الجميع انه نسخة مصغرة من حسام بعينيه العسلية الواسعة و بشرته الخمرية و شعره الأسود الناعم ..كانت زهرة تنتظر ان يتم باسل طعامه حتى تحمله في سعادة و تلهو معه قليلا الا ان باسل خذلها ليبدأ النعاس يداعب جفونه فتهمس سهام مازحة :- ملكيش حظ في اللعب معاه يا زهرة .. خلى بيكى و نام ..

ابتسمت زهرة في تحسر :- مااشى يا باسل بس لما تكبر شوية .. انا و انت هنخربها ..

ابتسمت سهام لمزاح زهرة بينما اشفقت خالتها فضيلة على حال ابنة اختها الحبيبة و كأنما ورثت عنها كل شيء حتى حملها العزيز .. فهى تتذكر ان فاطمة تأخرت في حملها لزهرة عدة سنوات .. همست الحاجة فضيلة في نفسها داعية :- يا رب يا بتى يكرمك باللى يفرح جلبك و جلبنا .. اللهم امين ..

ميراث العشق و الدموع .. ج٢ ..موال التوهة و الوجع .. مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن