سلّم هارولد الورقة لكريستل ليتحدث "بالطبع إن كانت أوراقك جاهزة"

لم تكن كريستل راضية بخاطرها عن ارتياد أوناي نفس مدرستها ولكنها أدركت أنه ليس ساحر ليمتلك تعويذة التأثير على القرارات.

سحب أوناي العنوان من يد كريستل لينهض ويتحدث ببرود "إلى اللقاء"

حدقت بظهره بغضب بينما يرحل فلم تعجبها حركته، لذلك تفوه هارولد "إنه حاد الطباع سأكتب لكِ العنوان مجدداً"

سَأَلَته بينما يكتب "أريد أن أطلب شيء من فضلك"

أعطاها الورقة ليصرّح بسرور "تفضلي"

زفرت أنفاسها بإحراج لتجيبه "أريد أن تجد لي عمل مناسب… أعني ليس عليك البحث كثيرا فقط إذا شاهدت عرض عمل بالصدفة أخبرني رجاء"

"لا تقلقي الحل بسيط! إبنتي ستعود من السفر قريباً هي تدير متجر ملابس إن كان يناسبكِ بإمكانكِ العمل هناك"

ابتهج وجهها أخيرا "بالطبع يناسبني أنا حقاً مدينة لك سيدي!"

***★****★***

كان الجو مكهرب بشدة بينهما، هي تكاد تنهار من التوتر، كانت فترة سيئة ولم تكن مستعدة أبدا لتقابل هذا الشاب من جديد بعد كل تلك السنوات والوعود القديمة بينهما.

بينما كان جالس أمامها ببرود تام شعر بتوترها وبأن شيء ليس متوقع قد حدث، رفع حاجبه وأمال رأسه قليلاً لليسار قائلاً "ألم يحن الوقت؟"

زفرت أنفاسها المرتجفة "أجل لقد كنت أريد أن أخبرها الأمر أنا أقسم لك لكن...."

عقد حاجبيه ليصرّح بحدة "لكن ماذا!؟"

أجابته بعد تنهد "لقد... لقد هربت أنا لا أعلم أين هي"

نهض عن الكرسي بغضب وصرخ بها "تجعلينني أنتظر طوال هذا الوقت لتخبريني في النهاية أنها هربت، ماذا أفعل الآن ها!"

نظرت له بقليل من الغضب لتتفوه "لا تتحدث معي بهذه الطريقة الأمر خرج عن سيطرتي ولكن ألست رفيقها... إذا كنت كذلك هيا جِدها"

ابتسم ببرود مستفز ليتحدث "إذاً... إن لم تجديها قبل ليلة اكتمال القمر تعلمين تماماً ماذا سيحدث" إستدار ليرحل من منزلها ببرود والأخرى تنظر له بغضب لأنه لم يسبق لأحد تجرأ على تهديدها.

مسحت على جبينها بقلق بينما تهمس "أين يمكن أن تكوني... أين!؟"

***★****★***

نظرت كريستل لنفسها في المرآة مع صراعها الداخلي، ابتسمت بخفوت وهي تتذكر قصة والدها الذي نطق بإسمها في آخر نفس له، ورثت عينها الخضراء منه فهو بشري بينما البنفسجية من أمها ... ولكن دائماً ما تنزل أول دمعة لها من عينها الخضراء، سالت تلك الدمعة على طول وجهها وأطلقت أول شهقة لتهمس "لماذا فعلتِ بي هذا أخبريني!؟ لماذا... لماذا مازلت أحبكِ أكثر من نفسي حتى الآن ولكني لن أسامحكِ أبداً على فعلتك... إعلمي يا أمي لن أسامحكِ أبداً"

تسابقت دموعها لتتكور على نفسها بينما تردد "أنا لن أسامحكِ أبداً..."

عند أوناي#

كان يسير في طريقه للمنزل، أخرج يده من جيبه وأزال اللفافة عنها فتنهد لرؤيته للعلامة على يده تتوهج.

أمال برأسه باِستغراب فلم تتوقف عن التوهج منذ الأمس، وهذا قد يعني أن رفيقته قريبة، ولكن أين هي؟

صعد للطابق الثاني ليسمع صوت شهقات، نظر لباب منزل كريستل ليتنهد باِنزعاج، أحياناً يكره أوناي كونه مستذئب فهو يسمع كل شيء بوضوح وهذا يصعّب عليه النوم.

طرق بابها ليلاحظ أنها توقفت عن البكاء، فتحت له بلا مبالاة لإحمرار أنفها وعينيها، لم ينظر لها كثيرا وقال باِختصار "آمل أن تتوقفي عن البكاء"

أجابته بشهق "وما شأنك!"

قلب عينيه بملل ليتلفظ "أود النوم وصوت بكائك يزعجني"

عبست لتتمتم "ماهذه الحياة لا يمكننا البكاء أيضاً"

"بلى يمكنكِ البكاء لكن فقط في الصباح"

زفرت أنفاسها بعدم حيلة وأومأت له "حسناً إذاً عذراً على الإزعاج بإمكانك النوم الآن"

أدار ظهره لتغلق الباب بقوة، دخل لشقته وخلع معطفه ليستلقِ على سريره، ما أن أغمض عيناه حتى سمع صوت بكائها الحزين اليائس من جديد، تأفف ووضع الوسادة على رأسه ولكنها لم تفي بالغرض لذلك وضع السماعات بأذنه وشغّل موسيقى هادئة ليعاود التركيز على نومه.

زمجر بغضب وصرخ "وكأنها تبكي داخل رأسي!" خلع السماعات بعنف وخرج طارقاً بابها مجدداً.

فتحت له ليتفاجأ فهذه المرة فتحت وهي تبكي ومازالت تسيل دموعها لتتحدث بغضب "ماذا! هل ستطلب مني أن لا أبكي من جديد! لا يمكنني أن لا أبكي لذلك أرجوك دعني وشأني"

تحدث بهدوء متدارك وضعها "لن تتوقفي إذاً... ومن بإمكانه إسكاتكِ عن البكاء؟"

نظرت للأرض لتتحدث بشهق "قطتي" ...

في الشقة المقابلةWhere stories live. Discover now