كانت "الجريمة والعقاب" ثاني ما قرأته له، وأعدّها أفضل رواياته فنيًا، وهي ما أوصي به -عادةً- كمدخل إلى عالم دوستويفسكي. تصوّر الرواية راسكلنيكوف، رجل القبو بامتياز كما أسلفنا، لا يمكن أن تقرأ مشاهد غرفته الضيّقة الخانقة دون أن تُصاب بالرهاب والكلوستروفوبيا.
إنّ عزلة راسكلنيكوف الشعورية جعلته يتصرف كما لو أنّه خارج النسيج القانوني، فتصوّرَ أنّه بقتله المرابية العجوز الشريرة التي تطلبه مالًا إنّما يصلح المجتمع، وهكذا تحصل الجريمة في الفصول الأولى وتكون رحلته الأخلاقية والروحيّة في باقي الفصول عقابًا لها.
الرواية مكتوبة بأسلوب بوليسي بارع، تشّكل لعبة القط والفأر بين راسكلنيكوف والمفتش الذي يجيد اللعب على سيكولوجية راسكلنيكوف أبرع ما في الرواية. هناك مشهد لمحاولة اغتصاب لا يزال يثير رعبي رغم تباعد الزمن ونسياني التفاصيل، كل ما أذكره مزيج من العناكب والصراصير والقرف!
أنت تقرأ
روايات دوستويفسكي الأربع الكُبرى.
Randomكنتُ -إلى مدةٍ قريبة- أسلّم بالرأي القائل: إنّ دوستويفسكي يبدأ رواياته بشكل متقن لكنه ينهيها بشكل ردئ، كنت أتساءل وأنا أقرأ "الشياطين": ما باله أخذ يُعمِل في شخصياته قتلًا وتدميرًا وكأنّ خيوط الرواية أفلتت من يده؟! حدث مثل هذا أيضا وأنا أقرأ "المراه...