كتبَ دوستويفسكي مجموعةً من القصص والروايات قبل السجن وبعده، إلى أن وقع أخيرًا على نمطين من الشخصيات سيطوّرهما ويستخدمهما في أغلب رواياته اللاحقة: شخصية الحالم في "ليالٍ بيضاء" ، وشخصية رجل القبو في "مذكرات من تحت الأرض".
شخصية الحالم The dreamer تكاد تكون مثالية idealistic ، رغم عيشها بيننا إلا أن حجابًا رقيقًا يفصلها عن الحقيقة والواقع، أبرز تمظهراتها الروائية: الأمير ميشكن في "الأبله"، وستيفان فروخونفسكي في "الشياطين"، وأليوشا في "الأخوة كارامازوف".
أما شخصية رجل القبو The Underground man ، فهي وجوديّة، منطويّة على نفسها، رغم عيشها في المجتمع إلا أنّ حقدها وبرمها به وبنفسها يضطرها إلى اللجوء إلى قبو سفليّ بالمعنى المكاني والنفسيّ، أفضل تمظهراتها: راسكلنيكوف في "الجريمة والعقاب" وبطرس وستافروجين وكيريليوف في "الشياطين".
أنت تقرأ
روايات دوستويفسكي الأربع الكُبرى.
Randomكنتُ -إلى مدةٍ قريبة- أسلّم بالرأي القائل: إنّ دوستويفسكي يبدأ رواياته بشكل متقن لكنه ينهيها بشكل ردئ، كنت أتساءل وأنا أقرأ "الشياطين": ما باله أخذ يُعمِل في شخصياته قتلًا وتدميرًا وكأنّ خيوط الرواية أفلتت من يده؟! حدث مثل هذا أيضا وأنا أقرأ "المراه...