8- وهل أملك الخيار ؟

Start from the beginning
                                    

التفت خافيار بدون سابق انذار فرآها تحدق فيه وبخطوة واحدة كان يقف الى جانبها. قال وعيناه تلمعان هزلا :" الخاتم والعرس ضروريان لإتمام الزواج"
في محاولة للسيطرى على افكارها المشاكسة ، رشفت محتويات فنجانها ببطئ ثم وضعته بهدوء على المنضدة :" اسمع خافيار. دعنا نوضح هذا الموضوع . انها مجرد ترتيبات زواج لا اكثر . انا ... انا ..." 
وتلعثمت وكادت تفقد اعصابها :" انا لا اريد ان تتجاوز العلاقة بيننا ترتيبات الزواج ".
-لن اجادلك في ذلك.
كانت عيناه غامضتين، فيهما وميض لم تستطع تحديد ماهيته. 
- هذا خاتم امي وانا اريدك ان تلبسيه.
نظرت روز الى علبة الخاتم المفتوحة في يده، وطالت نظرتها الزمردة المربعة المحاطة بعدد من الماسات ، والمستكينة في مخمل ياقوتي اللون . رفعت ذقنها قليلا ونظرت إليه بجرأة . بدا رائعا لكنها لن تخبره بذلك ، وسألته بخشونة :" هل أعجب هذا الخاتم زوجتك ". 
فقال بنعومة :" زوجتي الراحلة اختارت خاتمها بنفسها، أما انتِ فليس لديكِ خيار".
وأمسك بيدها ووضع الخاتم في إصبعها اليسرى : "مناسب تماماً . سيسر أبي به".
راح الغضب يغلي في داخلها . إنه على صواب مرة أخرى تباً له! فهي لا تملك الخيار.
نظرت الى الجوهرة في إصبعها ، وأدركت أنها غير مستعدة لمناقشة الموضوع :" لا بأس. سألبسه لأجل أبيك، وهذا سيقوي صحة إدعائنا كما اظن".
قبلت ذلك كارهة ، فقال ضاحكاً بسخرية :" أنتِ سهلة القياد روزالين، وأتسائل إلى متى ستبقين كذلك".
وقبل ان تتكهن بنيته، أحاطها بذراعيه وعانقها وثار غضبها حتى لم يعد بإمكانها التنفس حين أطلقها : "لماذا فعلت ذلك وليس هناك احد ليرانا؟ ".
-أرجو المعذرة لقيامي ببعض التدريبات هنا ، فأنت تصبحين جميلة جداً عندما تغضبين.
جاءت ابتسامته تأنيباً سافراً لملامحها المتمردة.
-لن نصل الى مرحلة الزفاف ابداً .
قذفته بذلك دون احتراس، وعيناها الغاضبتان تحومان فوق هذا الرجل القوي الرائع المتسلط، والذي لا تستطيع منع نفسها من تحديه. ثم تابعت تقول: "وحتماً سوف يدرك هذا شخص ما".
-آه ، أتظنين أن الأسرة سترانا متخشبين؟
ابتسمت في داخلها . انها المرة الاولى التي تراه فيها مرتبكاً وهو يسيء فهم تعبيرها بلغتها الانكليزية . وابتسمت في داخلها :" نعم".
شيء في لكنته الأجنبية الخفيفة وهو يتحدث جعل شفتيها تلتويان. حاولت ان تخنق ضحكتها التي أخذت تغلي في صدرها فلم تستطع ، وهكذا انفجرت ضاحكة.
-انا مسرور لأنني أسليك. رنين ضحكتك هو تغير بهيج في وجهك العابس الذي تواجهينني به على الدوام.
وأشرق وجهه بابتسامة تغضنت معها زوايا عينيه فبدا أصغر من سنه بعشر سنوات.

                     ************

بعد مضي أسبوعين ، وقفت روز أمام المرآة الطويلة في الحمام . قررت أنها فعلاً تبدو عروساً بشعرها الاحمر الممشط الى الخلف بشكل كومة من الخصلات يحيط بها إكليل من الزهور . أما ثوبها ، وهو من الساتان العاجي ، فبدا ملائما تماماً لطول قوامها ، مبرزاً خصرها النحيف ملتفاً حول وركيها بأناقة. بدا ثوباً تقليدياً ببساطته، فالتنورة تنسدل بنعومة فوق الفخذين وساقيها لتنتهي عند القدمين . أما الحذاء فهو عبارة عن خفين من الساتان ايضاً. لم تشعر روز بأي من المشاعر التي تنتاب العروس عادة في يوم زفافها، وإنما الاستسلام الحذر هو ما رأته في العينين الخضراوين اللتين كانتا تبادلانها النظر في المرآة .

حب .. وخط أحمر!  " جاكلين بيرد " ..(روايات احلام)Where stories live. Discover now