|١١| حلمٌ دافئ

ابدأ من البداية
                                    

" هل انت متأكد من إجابتك النهائيه ؟ "

وضع هاري المسدس أسفل ذقن سيباستيان يقول بلهجة غاضبه وقد نفذ صبره

" لست في موقف يسمح لك بطرح الأسئلة "

رغم التعب الواضح في عينا سيباستيان ولكن نبرة الوعيد طغت على تعبه حين قال جاداً

" إياك ان تنسى هذا اليوم يا هاري ريدج .. انه يومٌ لن ينسى بالنسبة لك مهما حاولت إخراجه من بئرِ ذكرياتك "

بقي هاري مختبئاً لا يملك خطةً مدروسه ، لوهلةٍ شعر بأنها نهايته ، هناك قناص ينتظر ويترقب خروجه ليرديه قتيلا ، وهدوء من في الخيام يثير ريبته ، لا يستطيع الهروب ولا يستطيع حتى إستجواب احد الأطراف المتسببه بسرقة كليته وتعذيبه .. ولكن لم يجد سوى حلّاً واحداً ، وهو ان يرتجل !

سرعان ما نهض من مكانه وهو يستخدم الجندي سيباستيان درعاً له بينما كان يوجه السلاح في وجهه قائلا بلغة ألمانيه وبصوت عالي

" أخرج من مكانك أيها القناص  .. وإلا أرديتهُ قتيلاً ! " 

لم يدرك هاري أن جندياً خلفه يوجّه سلاحه نحوه ينتظر أمر إطلاق الرصاص ، ولكنه قبل ان يسمع الأمر سقط قتيلاً خلف هاري

والذي التفت مذعوراً عن سبب موت جندي ألماني خلفه  وكيف لم يلاحظ وجوده خلفه .. توقع  بأن ثيّو هذه المره لم يرحل تاركا هاري خلفه مجددا كسابقته ..

كان مشغولاً بالتحديق خلفه وغفل عن القناص الذي يتربصه ، وبسبب محاولة سيباستيان الهروب وهو يتفلّت من ذراع هاري أخطئ القناص العدو بالتصويب نحو رأس هاري ولكنه أصاب كتفه بدلا عن ذلك  .

فسقط كلاهما معاً ، أراد سيباستيان استغلال الفرصه والهروب ولكن إصرار هاري كان اكبر من ذلك الألم الذي يشعر به

يعلم بأن كل شيء سينتهي ان مات ، وايضاً ان هرب منه سيباستيان ، احد مفاتيح معرفة الخفايا والغموض التي يحتاجها ، كان هروب سيباستيان والموت نفس الشيء بالنسبة له .

كان المتدربين ينظرون اليه بحزن شديد ، أملهم الأخير بالهروب ، قد أصيب ، ومصيره الموت وهم مدركون بأنهم سيموتون كذلك ، في أسوء الحالات سيعذبون بهم الألمان قبل قتلهم .

هاري ريدج يعلم بأنه اصبح مكشوفاً للقناص ، وبأن الموت يقف أمامه تماماً ، تسارعت نبضات قلبه واغمض عينيه منتظراً ان  تثقب الرصاصة رأسه ، ولا زال يمنع سيباستيان من الهروب رغم نزيف كتفه .

صرخ سيباستيان ساخطاً وهو يحاول الإفلات موجها كلامه للقناص

" كدت ان تقتلني أيها الأحمق !! "

إبتسمي لعلَّ الحربَ تخجل      حيث تعيش القصص. اكتشف الآن