56

4.7K 98 0
                                    

البارت 56

توقفنا الى ان ضاعت الرؤيه امام عيناه و اصبحت ظلام دامس .....توقف الطريق خلف سيارته ... و نزل الجميع من سيارتهم و حاولوا ان يخرجوا هذا الشاب الغارق بدمائه من سيارته ... و فى خلال العشر دقائق وصلت سياره الاسعاف و حملته ....الى اقرب مشفى ... و لحسن حظه كان لم يبتعد كثيرأ
دخل الى المشفى .. وهو فاقد الوعى .... مر اكثر من ساعه و هو داخل حجره العمليات ...
ليخرج الطبيب .. هو ماحدش كان مع المريض وقت الحادث
لينطق رجل عجوز: انا يا ابنى جيت معاه ... لقيته لوحده ...بس الله يرضى عليك انى مش عارف استعمل محموله .. و اكلم حد من اهله
مسك الطبيب هاتفه و حاول ان يفتحه.. و بالفعل فأدهم كان لم يضع كلمه مرور لهاتفه ...
الطبيب : مش عارف يا حج نتصل بمين
العجوز: شوف ماما او بابا او اى حاجه
الطبيب: اهه لقيت ماما ...
العجوز بلهفه اتصل بيها
بالفعل اتصل الطبيب برقم فريده :
ليأتيه صوت فريده الفرح : حبيب قلبى
الطبيب: سلام عليكم ..
فريده بدهشه و قبضه قلب: مين حضرتك .. ده تليفون ابنى
الطبيب: ايوه .. انا حبيت ابلغ حضرتك ابنك عمل حادثه على طريق الكورنيش.. و هو حاليا فى مستشفى ...
فريده: يا حبيبى يا ابنى .. يا حبيبى يا ابنى

اغلقت محمولها .. و اغلقت مع بثينه هاتف المنزل بسرعه.. دون ان تخبرها ما حدث .. و قامت و ذهبت الى المشفى ...
************************************
بدئت تمل من تلك المشفى رنت الجرس بجانبها
لتأتى لها الممرضه : افندم
نواره بضيق: انا كان معايا واحد جاينى هو راح فين
الممرضه : دفع حساب المستشفى و مشى يا انسه
نواره بضيق اكثر: سابنى لوحدى و مشى..طيب انا عايزه اخرج من هنا
الممرضه : خمس دقايق المحلول يخلص .. و تقدرى تمشى على طول
نواره: شكرا
جلست تفكر ...كيف لها ان تسامحه و هو لم يستطيع ان يمكث بجانبها .. و هى فى اشد حاجتها له ... فكيف لها ان تعود له ... فهل لتلك الدرجه لم يستطيع البعد عن تلك البغيضه ؟؟
مرت دقائق عليها و همت بالرحيل من باب المشفى ....لترى فريده تدخل مهروله ..فاقده اعصابها ..
نواره بدهشه: طنط مالك... و ايه اللى جابك هنا ؟؟
فريده و هى تنهار بين يدين نواره: ادهم بيضيع منى ... ادهم .. بيموت يا نواره... كلمونى قالولى عمل حادثه
نواره: ازاى يا طنط ... ادهم ... انتى بتقولى ايه ..ازاى ..لا مستحيل...
هرولت داخل المشفى مره اخرى .. و سألت فى الاستقبال
لو سمحت كنت عايزه اسأل على ادهم الشامى ...جاى فى حادثه
موظف الاستقبال: حضرتك هو فى واحد لسه جاى فى حادثه ..بس لسه ما اتعرفناش على هويته ..ممكن يكون هو اللى حضرتك بتسألى عليه هو فى العنايه فى الدور الرابع
اخذت فريده و هرولت الى الطابق الرابع .. و قلبها يدعو الا يكون هو ..
نواره: انتى عرفتى ازاى يا طنط مين اللى قالك
فريده من بين دموعها : الدكتور .. قالى انه اعد فى العمليه ساعه و لسه طالع ...
حسبت الوقت و تيقنت من شكوكها ..فحقا هو لازال تاركها من حوال ساعه او ما يزيد عنها بقليل ...
نظرت من زجاج العنايه لتجده نائم مستلقى .. و ذراعه الايسر مجبر ... و رأسه محاطه بالشاش ...
فريده: يا حبيبى يا ابنى ... ان شالا انا و انت ما شوف فيك حاجه وحشه..
وقفت تنظر له .. ولا تعرف كم مر من الوقت ...ذهبت للطبيب للاطمئنان على حالته الصحيه
الطبيب: هو كويس الحمد لله ..بس دراعه اتكسر ...و للاسف جاله نزيف داخلى ..بس الحمد لله قدرنا نوقفه ...و ان شاء الله قريب هيفوق من الغيوبه ..بس ادعوله ...
نواره: ياااارب اشفيه ..
الطبيب: حضرتك لو تقدرى توصلى لوحده اسمها نور..نورا.. كان عمال ينادى عليها ..طول ما هو فى البينج قبل الغيبوبه ..
نواره: قصدك قال نواره
الطبيب: ايوه تمام هى نواره... ياريت حد يوصلها اللى هو فيه .. لانه من الواضح متعلق بيها جدا...طول فتره العمليه و هو مش بينطق غير بأسمها
نواره و هى تبكى : حاضر هروحله ..
الطبيب: هو حضرتك ..
نواره: اه انا اللى كان بينادى عليها .. عن اذنك
خرجت و هى تترنج .. من الحزن ودت لو ان تراه و ترتمى فى احضانه ...و تطلب منه ان يسامحها على كل ما فعلته به من قسوه .. و ذل و مهانه له ... فلم تتخيل ابدا ..ادهم و هو بتلك الحاله .. فأين ادهم الذى يقف امامها ..لا يستطيع شئ ان يحركه من مكانه .. فهو كالجبل.. التى لا تهزره الرياح العتيده ...
كانت شبه منهاره و هى تراه و الدموع تتساقط من مقلتيها .... و فريده تجلس على احد المقاعد تقرأ اه ما تيسر من القرآن .. و تدعو الله ان ينجى ابنها
نواره رأت الممرضه خارجه من غرفته
نواره بلهفه : ممكن ادخل اطمن عليه
الممرضه : لا ممنوع عنه الزياره ...
نواره: لا انا الدكتور قالى انه عمال بيقول اسمى .. فى العمليه .. ارجوكى
اشفقت الممرضه على حال نواره ...و سمحت لها ان تدخل له فتره قصيره
ارتدت نواره المعطف و الحذاء البلاستيكى و تقدمن منه .... و هو نائم فى فراشه .. لا يشعر بما يدور حوله ...
احتضنت كفه بين راحتى يدها ...و اسندت رأسها على ذراعه .. ادهم حبيبى قوم لى ..ادهم انا مش هقدر اعيش من غيرك... ادهم ... انا بحبك ... ادهم ماتسبنيش لوحدى و بدئت فى البكاء ... ارجوك ... انت عارف ان ماليش غيرك ... قوم علشان خاطرى ..... هتسيبنى لوحدى تانى ... انا مش هقدر اعيش من غيرك .... همووووووت من غيرك ...
كانت دموعها اغرقت يده التى تستند اليها .... اقتربت من رأسته و تأملته ... و مررت اطراف اصابعها .. على وجهه الذى بدى شاحب ...
تقدمت منه و قبلت جبينه ... انا مش طالبه منك غير انك ترجعلى و بس ...هفضل ادعيلك ... هقول لربنا انى مسمحاك ... انا عمرى ما دعيت عليك علشان يحصلك حاجه وحشه بسببى... انا املى كبير فى ربنا انه مش هيحرمنى منك ...
و مالت قبلت جبينه مره اخرى... انا متأكده انك سامعنى و حتى لو مش سامعنى حاسس بيا و باللى انا فيه ...خف بسرعه بقا وحياتى عندك
.. اسيبك فى رعايه الله يا حبيبى ...
خرجت نواره لفريده و هى شبه منهاره : ادعيله يا طنط بالله عليكى ... ادهم بيروح منى ..مش هعرف اعيش من غيره ... خلى الدكتور يعمل اى حاجه .. علشان جوزى يرجعلى ... ارجوووكم
ثم اغشى عليها ..وفقدت الوعى ..
و كانت فريده لا تعرف كيف لها التصرف ... امسكت بهاتف ابنها و بحثت عن اسم شريف
ليأتى رد شريف: ايه يا معلم كل ده غياب .. طب وربنا واحشنى
فريده بأنهيار: الحقنى يا شريف..
شريف: طنط خير فى ايه ادهم ماله
فريده: ادهم عمل حادثه و دلوقتى فى غيبوبه .. و نواره من الصدمه وقعت و جالها انهيار عصبى ...
تعالى الحقنى الله يرضى عليك يا بنى.. مش عارفه اتصرف
شريف: مسافه الطريقه ..انتم فى انهى مشتشفى
اخبرته فريده بأسم المشفى ...
و فى ظرف الربع ساعه كانت اسراء برفقه زوجها فى المشفى
اسراء تقدمت من نواره ..التى تجلس على فراشها و لم تكف عن البكاء و الدعاء له
لكن شريف تقدم من فريده و حاول فهم ما يحدث ...
لكن.. لا يعلم سوى انها حادث سير ..
شريف : طنط حبيبتى بالراحه على نفسك .. انتى مش متحمله تعب ...اهدى و ادعى لهم ربنا يقومهم بالسلامه
فريده ببكاء: ادهم و نواره الاتنين فى يوم واحد ....
شريف: صلى على النبى يا طنط ....و صلى و ادعى لهم ... و انا هخلى اسراء تجيب مامه نواره من البيت .. اهه لما تلاقى الكل جمبها اكيد هتهدى شويه .. و حضرتك لازم تتماسكى
تقدم شريف من غرفه نواره وجدها قد بدء مفعول المهدئات معها ... و نااامت ... طلب من اسراء ان تحضر والده نواره ..
اسراء : انا بقول بلاش علشان ما تتخضش ..
شريف: اسمعى الكلام لو سمحتى .. انا اعصابى بايظه ..
اسراء : خلاص يا حبيبى اهدى .. هعملك الللى انت عايزه و بالفعل ذهبت بعدما القت نظره اخيره على صديقتها ..اما شريف هاتف الاء و اخبرها بما حدث ... لكن الاء كانت صدمتها اكثر بكثير
الاء: يا نهااااااااااااااااار اسود .. يالهووووووووووى كان بدرى عليك يا باشمهندس ادهم ... ما كنش يومك
شريف بغضب : انتى مجنونه .. حد يقول كده .. كده قضاء ربنا
الاء : انا اسفه بس ده من زعلى على الباشمهندس
شريف: حبيت ابلغك علشان تلغى اى حاجه لحد ما نشوف حاله ادهم هتوصل لفين ..
اغلقت معه الخط و كان معظم الموظفين مجتمعين امامها .. فى مكتبها .. و على رأسهم شاهيناز
اخبرتهم الاء الخبر وسط حزن من جميع العامليين و حتى شاهيناز بالرغم من حزنها عليه ... لكنها اتهمت نواره بأنها السبب فيما حدث له
الاء: جماعه النهارده الكل هيمشى بدرى و ياريت كل واحد يدفع مبلغ علشان من الواجب نجيب للباشمهندس هديه
قام الجميع بالفعل ..
شاهيناز: هو فى مستشفى ايه
الاء: نسيت اسأل باشمهندس شريف..اكيد لما اكلمه تانى هعرف .. و هبلغكم
نعود الى المشفى ... كانت اسراء اصطحبت ام نواره .. و هى فى حاله يرثى لها ...مما اصاب ابنتها و طليقها
جلست بجوار فريده ..و ظل الاثنين ... يدعون لهم بالشفاء العاجل و ليس الاجل
اما عند نواره .. فبدئت ان تفيق من مفعول المهدء... و كانت الساعه اوشكت على الواحده صباحا ....
لتجد اسراء نائمه بجانبها على المقعد ...
نواره بصوت شبه منعدم من كثره الصراخ : اسراء
اسراء افاقت فى لحظه : نواره حبيبتى انتى فوقتى الحمد لله
نواره: و شرعت فى بكائها .. انا عايزه اروح اطمن على ادهم ..
اسراء: حبيبتى هو دلوقتى لسه نايم .. استنى بس هنادى طنط بثينه و فريده هيفرحوا اوى انك فوقتى يا قلبى ...
خرجت بالفعل لتخبر الجميع و معهم شريف
دخلت السيدتان عدا شريف.. وقف بالخارج منعا للاحراج ( فكيف له ان يدخل و طليقه صديقه مستلقيه امامه حتى و لو على فراش المرض)
اعتدلت نواره و هى تشعر بصداع يكاد ان يفجر رأسها ...
نواره : ماما طنط انتم ايه اللى مأعدكم هنا لحد دلوقتى
الاثنين: ازاى نسيبكم فى الحاله دى.. و نمشى .. انتى بتستعبطى يا بت
نواره: اسراء لو سمحتى لو شريف هنا خليه يدخل عايزاه
و بالفعل دخل لها شريف: حمد على سلامتك يا هندسه
نواره: الله يسلمك يا شريف... ممكن اطلب منك طلب
شريف: انتى تؤمرى
نواره: ربنا يخليك .... ممكن تاخد كل الناس اللى هنا دى و توصلهم لبيوتهم .. و اللى عايز يجى يجى بكره ... و لو على ادهم انا معاه هنا
شريف: كلامك صح يا نواره .. انا هوصل الكل ... و هرجع اعد معاكم
نواره: لا طبعا روح مع مراتك .. و انا هنا مع ادهم ... لو سمحتم بلاش حد يتعب نفسه
شريف: هروحهم و هرجع ابقى معاكم .. و مش هسمح بكلمه تانيه ..
الكل قدامى على العربيه يالا ..
صممت اسراء ... ان يبيت الجميع بمنزلها كى تستطيع رعايتهم جميعا ... فهم بهم ما يكفى و يفيض ..
همس شريف لزوجته و هو يصلهم للشقه: ادهم ده عليه حركات .. بوظلى اسبوع العسل ... اقول فيه ايه بس ..
اسراء: ادعيله ربنا يشفيه .. يا حبيبى و انا موجوده مش هطير ... يالا اتفضل من غير مطرود
شريف: اخرتها بتكرشينى يا سوسو من عش الزوجيه
اسراء: اتفضل يالا روح لصاحبك ..
شريف و هو يستدير : حاضر
اسراء: حبيبى خلى بالك من نفسك
شريف: انا همشى بقى احسن اكتر من كده هتهور
اسراء بخضه و مرح: و هتسيب صاحبك المتعور هههههههههه
شريف: امشى يا بت خشى جوه لضيوفك .. باى
اسراء: لا اله الا الله
شريف و هو يقبلها فى الهواء : محمد رسول الله يا قلبى

الى اللقاء فى الحلقه القادمه

كبرياء أنثى / للكاتبة جوجو مصرية مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن