الفصل الثالث

Start from the beginning
                                    

عضضت على شفتي قليلاً بينما أُعيد بعض من خُصلات شعري الداكنة للخلف ، لابد من العثور على حل لكل ما يحدث لكن حتى ذلك الوقت علي الحفاظ على هدوئي وعدم الانسياق خلف مشاعري فقط !

أعلم أن هذا الأمر صعب بالفعل لكننني خُضت ما هو أصعب من ذلك بالماضي و لن يكون الأمر أسوء أو هذا ما أتمناه على أي حال .

ضيقت عيناي الزرقاوتين عندما شعرت بتواجد شخص آخر معي بالمكتب ، حدقت بزاوية ما قبل أن أهتف بحدة :" من هُناك ؟"

ظهر من مكانه حيث كان جسده يختبئ خلف المكتب ، رمشت عدة مرات بحيرة قبل أن أردف بهدوء :" ليو ! ماذا تفعل هُنا ؟ "

هو رفع إحدى يديه من فوره لينطق بابتسامة :" أعتذر سيدي لكن فقط لم أستطع النوم و قدمت هُنا للسير قليلاً ، إلا إنك دخلت فجأة بملامح حادة لذا فضلت الصمت وعدم إزعاجك "

تنهدت بتعب فهذا الفتى يخاف مني حقاً ! هو لم يفعل أي أمر سيء لي و مع ذلك يخشى الحديث معي أو مواجهتي لاسيما إن كنت غاضب أو أفكر بأمر ما !

أومأت له إيجاباً بهدوء و عُدت لعملي فقط ، هو الشقيق الأصغر لريو و يبدوا أنه للآن لا يثق بأنني سامحته و شقيقه على كُل ما حدث معي بالماضي .

تنهدت بتعب عندما هو تقدم ليقف أمامي كطفل صغير تائه ، رفعت بصري له مُجدداً لينطق بتردد :" سيدي هنري هُناك أمر ما يُزعجني و .. "

هو أخفض رأسه و صمت تماماً و أنا فقط كنت بإنتظار أن يُتم حديثه إلا أنه لم يفعل ذلك بل ملامح وجهه بدت لي وكأنه يصارع نفسه لينطق ، نهضت بهدوء لأقف أمامه وهو فقط تراجع بسرعة ثم إنحنى لي و غادر المكتب و أنا تجمدت بمكاني لوهلة فحقاً ما هي مشكلته معي ؟

حسناً هو محظوظ أنني حقاً أرغب بالتفكير بأمور أُخرى سواه و إلا لما سمحت له بالإنسحاب ببساطة و بتلك الطريقة المُستفزة !

~ الكاتبة ~

أشعة الشمس بدأت بإشراقها المُعتاد بغير إهتمام بمن لم يحظى ولو لثانية واحدة من النوم ، تُعلن كعادتها أن يوم جديد كُتب للشخص أن يعيشه و يواجهه مهما كانت ظروفه باليوم السابق دون راحة أو مهما كُتب له أن يواجهه بهذا اليوم !

فتح عيناه بإرهاق شديد بسبب حركة ما بالغرفة ليجد توأمه أمامه يرتدي ثيابه الرسمية ، هو كان منهمك بإغلاق أزرار قميصه دون مُلاحظته ، أشاح ببصره مُحدقاً بالساعة أمامه لينطق بلا وعي :" الوقت مُبكر للغاية ! أأنت جاد كارل بخروجك الآن ؟ "

مع أول حرف نطق به توأمه هو عبس بخفة قبل أن ينطق بإستياء :" هل أيقظتك ؟ يُمكنك العودة للنوم الآن ! "

على ضفاف الأمل ٢Where stories live. Discover now